TOP

جريدة المدى > كلام اليوم > جرأة القرارات السياسية

جرأة القرارات السياسية

نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 06:01 م

المدىفي المنعطفات الخطيرة في حياة الشعوب ، والتي تقرر المصير القادم لها ، يبرز من بين القيادات السياسية من يكون قادرا على التحلي بالجرأة الكافية لاتخاذ قرارات قد تكون حتى متعارضة مع تطلعاته وطموحاته السياسية والسبب بكل بساطة ،
 أن أهدافا اكبر تحكم توجهه وتطلعات أناس لمستقبل أفضل . والتأريخ العربي وغير العربي يزدحم بالمواقف الجريئة والتاريخية التي اتخذها قادة من طراز خاص، قرارات أدت إلى تحولات سياسية واجتماعية مثيرة. حتى التنازل عن بعض الحقوق وتحمل ضغوطات الجماهير أو سياق الرأي العام الشعبي، هو تنازل يتحلى بجرأة متميزة  وإرادة قوية وبعد نظر سياسي .من هذا المنطلق يتوجب على نخبنا السياسية في مواقع القيادة والتحكم أن تمتلك الجرأة الكافية لاتخاذ قرارات تاريخية جريئة للخروج من الأزمات التي تعاني منها العملية السياسية والعلل المرافقة لها ، قرارات تتسم برؤية أوسع لمستقبل الوضع العراقي حتى لو تم ذلك بالتنازل عن بعض الحقوق التي قد تبدو اليوم لا مجال للتنازل عنها لكنها في سياق تطور العملية السياسية ستصبح حقوقا طبيعية يحميها الدستور والقانون . ففي السياسة لاشيء مطلق، وما يبدو اليوم بعيدا عن متناول اليد يكون في فترة لاحقة تحصيل حاصل لتطورات سياسية واجتماعية أكثر عمقا وأهمية من الحقوق نفسها. صلح الحديبية في التأريخ الإسلامي والتنازل عن قلعة برست في التأريخ الروسي، نموذجان لبعد الرؤية السياسية والقراءة الدقيقة لمستقبل تطور الأحداث، والذين أديا في النهاية إلى فتح مكة وعودة قلعة برست إلى حضن الوطن الروسي. نموذجان من باب التذكير وليس الاستنساخ لأجل قراءة الواقع العراقي قراءة مغايرة بعيدة عن المكاسب اللحظوية التي من الممكن خسرانها في سياق عملية سياسية شاقة كما هو حاصل في العراق.إنها دعوة للقوى السياسية العراقية لان تخوض مفاوضاتها المشتركة ، الثنائية والثلاثية والرباعية ، بروح الإيمان بالمستقبل العراقي، وبإمكانية الحصول على كل الحقوق في فورمة العمل السياسي المشترك القائم على الثقة المشتركة والإحساس بان الخطر لن يستثني أحدا وان المكاسب هي للجميع وان الرابح من هذه الرؤية هي الجماهير التي قدمت كل ما لديها من اجل إنجاح العملية الديمقراطية . الجماهير التي نظرت إلى المستقبل وتعاملت معه بوعي فريد من نوعه وذهبت إلى صناديق الاقتراع لتغيير التوازنات ستكون مستعدة للذهاب مرّة أخرى لهذه الصناديق من اجل تغيير آخر.بكل بساطة نحن بحاجة إلى قرارات سياسية جريئة جرأة المواطن العراقي ليتحرك القطار العراقي إلى محطته القادمة. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل المراجعة في حياة حزب مناضل

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram