عايدة محمودبين البيروقراطية والديمقراطية.. بون شاسع الا ان بعض المسؤولين اختلطت عليهم الأوراق.. وخاصة أولئك الذين يتصدرون رئاسة الدوائر الخدمية.. ذلك انهم أمام المواطن وجها لوجه أولا، وأمام الصحافة التي تمثل الرأي العام ثانياً، وغالبا ما يستولي هاجس التكبر والغطرسة على بعض المسؤولين اللذين يرزحون تحت مفاهيم (القيادة) السابقة لنظام ظل بعيداً كل البعد عن الديمقراطية وفهمها الحقيقي،
وهم أشبه بالنعامة التي تخفي رأسها بالتراب، متجاهلين الحقيقة التي مهما حاولوا إخفائها فهي ستسطح ذات يوم لتضعهم أمام الأمر الواقع، وعند ذاك سوف لا تحميهم مظلة مهما اتسعت، ولا غطاء مهما كان سميكا، حيث ستشف من خلاله كل الممارسات الخارقة للقانون وكل النوايا غير السليمة، انه ليس تحاملاً على حفنة من القابعين خلف المكاتب الأنيقة، وبعض المحتمين خلف صور لرموز دينية، بل هي دعوة لكل من يجد نفسه متعاليا على هموم الناس وواجبه المخلص في خدمتهم، وكل من وجد في البيروقراطية ستارا لإخفاء الحقائق، ان يعلم ان مبدأ العدالة وسيادة القانون ومحاربة الفساد والمفسدين ليست شعارات رنانة ولا منهجاً مطروحاً للمساومة، بل هي آليات حقيقية لاغنى عن ممارستها في العراق الجديد، وإذا ما أرادت الصحافة ان تبحث عن الفساد والمفسدين فلديها القابلية والوسائل التي تجعلها (في قلب الحدث) فقد ولى زمن المحسوبية والكتل الحزبية بعد ان ساءت أحوال المواطن وراح يحارب كل الممارسات غير الأخلاقية (الرشوة والفساد الإداري) فقد سقطت، عبر التاريخ، اعتى الإمبراطوريات وأشدها قوة بمعاول كثرة الرشوة وانتشار الفساد، فلا غطاء ولا مظلة من بعد للمفسدين.
هل تحمي البيروقراطية المسؤول!؟
نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 06:43 م