TOP

جريدة المدى > كلام اليوم > أسئلة فـي الديمقراطية

أسئلة فـي الديمقراطية

نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 09:14 م

المدىيذهب البعض، من داخل العملية السياسية، الى ان ما يجري في العراق من حراك سياسي، سواء على مستوى الاتفاق أو الاختلاف، هو فوضى وهرج ومرج، وان الذي يجري هو تجسيد لفشل التجربة السياسية، ويتناغم مع هذا البعض كل اعداء التجربة الذين تخنقهم اجواء الديمقراطية الحقيقية ويتحسرون على ماضي قطع الألسن واختفاء الناس من الشوارع واحواض التيزاب!
والحقيقة ان ما يجري من حراك سياسي في المشهد العراقي هو تجسيد لنمو تجربة جديدة، نبتت في اجواء صدمة لم يفق منها الكثير من المراقبين والمتابعين في الداخل والخارج، وهي تجربة تحتاج الى الكثير من الوقت لكي تنضج ويتفهمها الآخرون ويتعاملوا معها بحجمها وثقلها وزمنها وخبرتها ومستويات نموها وحجم التحديات التي واجهتها وماتزال تواجهها وحجم العداوات التي ناصبتها منذ اللحظة الاولى لانطلاقها بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية.لانستطيع القول ان تجربتنا وردية ونموذجا يحتذى به لحد هذه اللحظة، لكننا نستطيع القول بكل ثقة،اننا نؤسس لتجربة ديمقراطية عراقية فريدة من نوعها في المنطقة المكتظة بكراسي الاستبداد. والدليل على ثقتنا في التجربة ومستقبلها، اننا خلفنا وراءنا اخطر التحديات التي كادت ان تودي بالبلاد الى هاوية الحرب الاهلية الطائفية. ونجحنا الى حد كبير في تقديم مشاهد مثيرة من الممارسات الديمقراطية على ايقاع قذائف الهاون والتهديدات الأرهابية.صحف وفضائيات وسياسيون ومحللون كلّهم يتباكون اليوم على العراق والعراقيين لأن تشكيل الحكومة تأخر بسبب الخلافات السياسية والتفسيرات المختلفة لنصوص دستورية،ويلقون فوق رؤوسنا سؤالهم المشبع بالخبث والاحقاد:هذه هي الديمقراطية التي أردتموها؟نعم ايها السادة هذه هي الديمقراطية التي أردنا، ونحن من سنقوّم اخطاءنا التي ارتكبناها بحقها وشوّهنا بعض معالمها واتحنا لكم فرصة نادرة للتهكم والانتقاد المسموم والبكاء على اطلال الماضي الذي اتخم جيوبكم بكابونات النفط التي تتحسرون عليها. نفهم كل منطلقات غضبكم وتعازيكم، ونعتقد بانكم لن تفهموا ولا تريدون ان تفهموا ما نؤسس للعراق ولمستقبل المنطقة التي لوثتها الدكتاتوريات العتيدة.ان القوى السياسية التي تخوض غمار الحوارات والمفاوضات العسيرة من اجل تشكيل الحكومة المقبلة عليها ان تستجيب للمطالبات الشعبية بالاسراع بتشكيل الحكومة، وعليها ان تدرك حجم المخاطر والتحديات التي تنتظرها وأن تلقم تلك الافواه حجرا وتجيبها على كل الاسئلة العالقة بذهنها عن التجربة الديمقرطية التي نبنيها للعراق الحالي واجياله القادمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل المراجعة في حياة حزب مناضل

هل المراجعة في حياة حزب مناضل "عيب"؟!

شهدت الحياة السياسية، خلال السنوات العشر من عمر "العراق الجديد"، تساقط آمالٍ وتمنيات، خسر تحت ثقلها العراقيون رهانهم على أحزاب وقوىً وشخصيات، عادت من المنافي ومن خطوط النشاط السري، ولم تلتزم بمواصلة سيرتها النضالية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram