بغداد/ علي عبد السادةيظهر تقرير تنشره المدى في عددها اليوم انه من الصعب الحصول على احصائية حقيقية لعديد منظمات المجتمع المدني في العراق، لكن التقديرات التي حاولت (المدى) التوصل اليها، ومسك خيوط هذه المؤسسات التي انطلقت بعد 2003، تشير الى ان العدد قد يصل الى 6000 منظمة.
ومع مقارنة هذا الرقم مع النشاط الحاصل في الحياة المدنية العراقية جعل الناشطين في المجال يطرحون سؤالا غاية في الاهمية:اليس العدد كبيراً جدا؟ومع ذلك فان المهتمين بالشأن المدني لا ينظرون كثيرا بعين الريبة الى هذا العدد الهائل، ذلك انهم يعتقدون ان المجتمع العراقي يخوض تجربة جديدة على هذا الصعيد، ولا يزال بحاجة الى مزيد من الوقت لتترسخ فكرة المنظمات غير الحكومية.لكن الصورة التي رسمتها حركة الاحتجاجات على اطالة الجلسة البرلمانية المفتوحة، دفعت الرأي العام الى السؤال: كم منظمة عراقية تعمل بشكل فاعل في البلاد، بمعنى لو ان العدد الهائل المقدر بالآلاف تضافر في انجاز مدني فكيف ستكون النتائج؟"للاسف.. المنظمات لا تأخذ دورها الحقيقي.. وان الرأي القائل بان العديد منها مجرد (لافتة) فارغة لا تخلو من الصحة"، يقول مدير مشروع واعدون، الناشط المدني نزار الزبيدي في اتصال هاتفي مع (المدى). "ان تلك المنظمات تواجه مصاعب كثيرة في نفس الوقت الذي تتحمل فيه نتائج اخطاء الاداء في دورها، وتتمثل تلك المصاعب برغبة الدولة في السيطرة على جميع الانشطة المتعلقة بحياة الجمهور، والرغبة الدائمة في الحضور الدائم في المحافل الثقافية والاجتماعية والتنموية، ما يعني ان هذا يحتم على النشطاء بذل جهود كبيرة لاحتلال المساحة الحقيقية للاداء داخل المجتمع العراقي".هذه المهمة العسيرة زاد من صعوبتها، كما يقول الزبيدي، ان عددا كبيرا من المنظمات لا دور له، وقد تأسست، دون ان يجزم، لاغراض ربحية مجردة، بل انه يذهب الى القول بان المشاريع الوهمية اضرت كثيرا بثقة الجمهور ببعض المنظمات.وهنا يرى الزبيدي ان الحاجة الآن تبدو ماسة الى فرز منظمات المجتمع المدني، وهذا لن يتم، برأيه من دون الوصول بالجمهور الى درجة عالية من الوعي المدني، ليتمكن، لاحقا، من التعرف على التجربة السليمة للمؤسسات غير الحكومية.لكن الناشط المدني محمد جعفر يرى ان هناك منظمات مدنية تعمل في الشارع تحت غطاء سياسي، وهو الامر الذي يراه سببا في ضعف مشهد المنظمات غير الحكومية، معتبرا ان المنظمات المستقلة الفاعلة لا تتجاوز عدد الاصابع.وفي المقابل، فان عددا من الناشطين الذين تحدثت معهم المدى يرون ان التجربة الحديثة للمجتمع المدني كانت تستوجب حضور جيل جديد من النشطاء، يقف على قدر عال من الجدية، وكان عليه منذ البداية ادراك حجم الاستحقاق المدني الذي ينتظره خلال سنوات انطوت، كثيرا، على واقع استثنائي جسيم.التفاصيل ص3
ناشطون مدنيون: عدد المنظمات تجاوز الـ5000 لكن الفاعلة تحصى بالأصابع
نشر في: 13 أكتوبر, 2010: 09:17 م