متابعة/ المدىرحّبت الإدارة الأمريكية بالحوار الذي بدأه في دمشق الرئيس السوري ورئيس الوزراء العراقي.وأعربت الولايات المتحدة عن ارتياحها للحوار الذي بدأه في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء نوري المالكي الأمر الذي سيتيح مساعدة العراق على "اخذ مكانه مجدداً" في المنطقة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي: "ندعم من دون أي شك الحوار بين سوريا والعراق".وأضاف: "يجب ان يقيما علاقات بناءة حتى يتمكن كل طرف من لعب دور مناسب للمساعدة على عودة العراق الى مكانه في المنطقة".واستقبل بشار الأسد الأربعاء الماضي نوري المالكي في زيارة أنهت لأكثر من عام التوتر بين البلدين الجارين والذي كان مرتبطا خصوصا بمسائل أمنية.من جهته، قال المالكي إن زيارته العاصمة السورية حققت أهدافها، وستكون حافزا لتنفيذ الاتفاقيات السابقة مع دمشق، فيما لفت إلى أن الحكومة السورية أبدت دعمها تشكيل حكومة شراكة وطنية بعيدة عن التدخلات الخارجية، مؤكدا أن الملف الأمني كان في أولوية الملفات التي تمت مناقشتها خلال الزيارة.وقال المالكي في حديث لعدد من وسائل الإعلام إن الزيارة تضمنت "مناقشة قضايا سياسية واقتصادية مشتركة بين البلدين منها توقيع اتفاقية اقتصادية لمد أنبوب نفطي إلى دمشق وتأسيس مجلس أعمال مشترك بين البلدين"، مبينا أن "العلاقة بين سوريا والعراق حتمية ولا يمكن الاستغناء عنها".وكان المالكي قد وصل، صباح أمس الأول، إلى العاصمة السورية دمشق والتقى مع نظيره السوري أحمد ناجي العطري بدمشق، بعد اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد، فيما وقع وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني مع نظيره السوري سفيان علاوي اتفاقية اقتصادية لمد أنابيب النفط من الموصل إلى دمشق، وأكدت مصادر من داخل الاجتماع أن ملفي تشكيل الحكومة لم يناقشا في الاجتماع.وأضاف المالكي أن "اللقاءات مع الرئيس السوري بشار الأسد وأعضاء الحكومة السورية كانت ودية وأبدى خلالها الجانب السوري تجاوبا طيبا مع القضايا العراقية"، مشيرا إلى أن "الزيارة كانت ناجحة وحققت أهدافها في توثيق العلاقات مع حكومة دمشق".وتابع قائلا إن "الملف الأمني كان في أولوية الملفات التي تمت مناقشتها خلال الزيارة على أن يتولى المسؤولون الأمنيون من كلا البلدين بحث القضايا الأمنية بشكل اكبر خلال الفترة المقبلة"، لافتا إلى أن "الزيارة ستكون حافزا لتنفيذ اتفاقية التعاون الاستراتيجي الموقعة بين البلدين".وأشار زعيم ائتلاف دولة القانون إلى أن "الحكومة السورية أبدت دعمها تشكيل حكومة شراكة وطنية تشارك فيها جميع المكونات السياسية وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل"، مؤكدا أن "دمشق شددت على أن تشكيل الحكومة العراقية شأن داخلي ولا يمكن التدخل فيه".وكان بيان صدر عن الحكومة السورية ذكر أن لقاء المالكي ورئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري تم خلاله بحث التعاون في مجالات النفط والغاز والطاقة الكهربائية والتأكيد على أهمية تفعيل اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتطوير منظومة النقل البري والمنافذ الحدودية وتشكيل شركات مشتركة بين رجال الأعمال السوريين والعراقيين، وذلك بما يؤدي إلى توسيع آفاق التعاون بين البلدين وخدمة مصالحهما المشتركة وتسهيل انسياب السلع وزيادة حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين.يشار إلى أن دمشق حرصت على التأكيد أمام جميع قيادات الكتل السياسية العراقية التي استقبلتها خلال الفترة القريبة الماضية، على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية.على صعيد متصل، قال نائب رئيس حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي، أمس الخميس، إن الحكومة السورية أعلنت عن موقفها الايجابي تجاه مرشح التحالف الوطني لمنصب رئاسة الوزراء، مبيناً أن سوريا تؤيد اليوم تشكيل الحكومة العراقية وفقا للمستجدات السياسية.وقال علي الأديب لوكالة كردستان للأنباء إن "موقف الحكومة السورية واضح جدا وهو إيجابي إزاء مرشح التحالف الوطني"، مبينا أن "السوريين يؤيدون تشكيل الحكومة العراقية وفق المستجدات السياسية على الأرض".وأوضح الأديب أن "أصل زيارة المالكي لسوريا هو لتحسين العلاقات الثنائية التي تعثرت في السابق"، مشددا على أن "العراق مقبل على مرحلة جديدة يتأمل منها ان تعود علاقاته بأفضل ما يكون وأن يؤدي دوره الإقليمي ويستعيد دوره العالمي". يذكر أن المالكي قد زار دمشق في 18/آب من عام 2009 اي قبل يوم واحد من تفجيرات الأربعاء الدامي والتقى الرئيس السوري بشار الأسد وعدداً من المسؤولين، وكشفت مصادر إعلامية وقتها عن مطالبة المالكي الجانب السوري بتسليم عدد من المطلوبين إلى السلطات العراقية أبرزهم يونس الأحمد.وكان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في التاسع من أيلول الجاري، كأول اتصال بين مسؤول سوري رفيع مع المالكي عقب انقطاع الاتصالات بين الطرفين بعد تأزمها في آب عام 2009، والذي يعد تحولاً كبيراً في الموقف
المالكي: زيارتي دمشق حققت أهدافها.. والاتفاقات السابقة ستفعّل
نشر في: 14 أكتوبر, 2010: 06:18 م