بغداد/ المدىتوقعت قيادة القوات الأمريكية في وسط العراق، الخميس، أن يقوم تنظيم القاعدة وعدد من الميليشيات بعمليات نوعية خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن القاعدة ماتزال قوية بتمويل ومساعدة من دول إقليمية مجاورة للعراق، لافتة من جانب آخر إلى وجود ميليشيات تعمل داخل العراق بتمويل من إيران.
وقال نائب القوات الأمريكية في بغداد والأنبار العميد رالف بيكر في مؤتمر صحافي وحضرته "المدى "، إن "تنظيم القاعدة ما يزال قويا وينشط للقيام بعمليات نوعية داخل البلد"، مؤكدا أن "القاعدة تحصل على تمويل ومساعدة من دول إقليمية متطرفة مجاورة للعراق".وأشار بيكر إلى "وجود ميليشيات إرهابية أخرى في العراق تتلقى تسليحها وتدريبها من إيران وهي عصائب أهل الحق، واليوم الموعود، وحزب الله، كما أن الأسلحة التي تمتلكها من الهاونات وغيرها مصدرها إيران"، متوقعا أن "تبادر هذه الميليشيات وتنظيم القاعدة للقيام بعمليات نوعية في الفترة المقبلة" على حد قوله. وكان نائب القائد العام للعمليات في الجيش الأميركي الفريق روبرت كون، توقع في حديث صحفي سابق "،أن يسعى تنظيم القاعدة إلى شن هجمات كبيرة خلال بعض المناسبات المقبلة ومنها الإعلان عن تشكيل الحكومة، مرجحاً أن تغير القاعدة إستراتيجية هجماتها في البلاد خلال الفترة المقبلة، فيما كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري في حديث سابق لـ"السومرية نيوز"، الأحد الماضي، عن معلومات إستخبارية تفيد بوجود نيات لتنظيم القاعدة بشن هجمات جديدة ضد أماكن إستراتيجية ومشاريع البنى التحتية في العاصمة بغداد بأساليب مختلفة، مؤكداً اتخاذ الإجراءات اللازمة لإحباط تلك المخططات.وبين نائب قائد القوات الأمريكية وسط العراق أن "التنظيمات الإرهابية العاملة في العراق على نوعين الأول تنظيمات إرهابية متطرفة تحاول الانقلاب على الحكومة العراقية لتحقيق مآربها، أما الثاني فهو ميليشيات مرتبطة بأجندات إقليمية أو جهات سياسية داخلية تهدف للحصول على السلطة لتنفيذ تلك الأجندات"، لافتا إلى أن "الطرفين يتخذان من مقاتلة القوات الأمريكية ذريعة لتحقيق أهدافهم". وشدد بيكر على "ضرورة تعاون المواطنين العراقيين مع الأجهزة الأمنية العراقية لأنهم(المواطنون) الوحيدون القادرون على إنهاء وجود هذه التنظيمات"، مبينا أن "بعضاً من المواطنين يمتنع عن التعاون مع الأجهزة الأمنية العراقية بسبب تلقيهم تهديدات من الإرهابيين فيما يتخوف بعض آخر من التعامل مع الأجهزة العراقية". وأشار نائب قائد القوات الأمريكية وسط العراق إلى أن "عناصر القوات الاستشارية الأمريكية بدأت خلال الفترة الأخيرة بالانتقال بسيارات تابعة لقوات الأمن العراقية أو سيارات مشابهة لها لحمايتها من الاستهداف من قبل المجاميع الإرهابية"، لافتا في الوقت نفسه إلى "التراجع الكبير للهجمات التي تستهدف قوات بلاده في العام الحالي 2010 مقارنة مع العام الماضي 2009". وأوضح العميد بيكر أن "القوات الأمريكية التي خفضت أعدادها إلى أقل من 50 ألف مقاتل بعد انتهاء مهماتها القتالية، تقوم الآن بدعم القوات العراقية جوا بطلب من القادة العراقيين"، مشددا على أن "القوات الأمريكية لا يمكن لها أن تنفذ أي عملية جوية من دون موافقة أو بطلب من القوات العسكرية العراقية التي تطور أداؤها كثيرا". وكانت القوات الأميركية في العراق بدأت انسحابها بحلول نهاية شهر حزيران عام 2009 من جميع المدن العراقية وسلمت الملف الأمني فيها إلى الأجهزة الأمنية العراقية، بموجب الاتفاقية الموقعة بين بغداد وواشنطن عام 2008، والتي تنص على تسليم جميع القواعد العسكرية التابعة للجيش الأمريكي وبعثة حلف الناتو إلى القوات الأمنية العراقية، وفق جدول زمني ينتهي بنهاية عام 2011 ، وقامت القوات الأميركية بخفض قواتها إلى 50 جندي في العراق نهاية شهر آب الماضي. يذكر أن تنظيم القاعدة في العراق قد أعلن، في الثامن من شهر أيلول الماضي، عن آخر عملية كبرى استهدفت بداية الشهر مقر قيادة عمليات الرصافة بمبنى وزارة الدفاع القديم وسط بغداد وأسفرت عن مقتل سبعة انتحاريين إضافة إلى مقتل وجرح 51 شخصاً غالبيتهم من القوات الأمنية، متوعداً من أسماهم "الرافضة" بمزيد من القتل، في حين أعلن في وقت سابق مسؤوليته عن عمليات أخرى منها استهداف مراكز الشرطة في مناطق متفرقة من العراق أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 300 شخص، فيما أعلن في العشرين من آب الماضي مسؤوليته عن استهداف مركز تجنيد للجيش العراقي وسط العاصمة بغداد موقعاً نحو مائتي شخص بين قتيل وجريح، إضافة إلى تبنيه تنفيذ هجوم استهدف نقطة عسكرية عراقية في منطقة الأعظمية شمال بغداد، وأسفر عن مقتل 16 عنصراً أمنياً، قام من ثم بحرق جثثهم وسياراتهم العسكرية
القوات الأمريكية تتوقع هجمات نوعية من تنظيم القاعدة
نشر في: 14 أكتوبر, 2010: 06:42 م