كتب/ عبد القادر القرغولييبقى طعم الرياضة مع بقاء أصحابها الذين يمتلكون التجربة الرياضية والباع الطويل في بحورها العميقة ويمثلون التواصل بين الامس واليوم والغد المنشود نحو الافضل. إن انتشال واقعنا الرياضي من سباته وإرهاصاته بحاجة للكثير من العمل الجاد والصادق.. ولعل ورقة الاصلاح الرياضي كانت وليدة الشعور بالتدهور والانزلاق عن الطريق القويم لمستقبل الرياضة العراقية..
ولا نختلف هنا عن جدية الحضور وآرائهم المطروحة وتشخيصاتهم الصائبة في هذا التجمع الرياضي الذي هو نقطة حراك مهم في واقع مرحلة الجمود والتراجع الذي تتحمل مسؤوليته القيادات الادارية بشكل خاص.إن النظرة لأبرز وأهم التوصيات التي خرجت بها الندوة نراها جذابة ومهمة لكن بالولوج للواقع الفعلي نراها بعيدة كل البعد عن امكانية التطبيق وصعبة التحقق وبحاجة لعشرات السنين قبل ان نضع يدنا على بعض منها سيما في وقت تسرب العديد من غير اصحاب الخبرة لعالم الرياضة واصبح تفضيل المراكز على حساب الاسماء والشخصيات هو الشغل الشاغل ما يضعنا امام نتاج (حبر على ورق) ومادة (إعلامية واعلانية) سيما ان هذه التوصيات صادرة بمباركة أناس هم في اعلى السلم الرياضي إداريا والعارفين بما تحتاجه الرياضة فعلا.إن بعض التوصيات تبدو أمية لأنها ترجعنا إلى المربع الاول في الرياضة العراقية ولا تبحث في اصلاح الحال ولكن في تأسيس رياضة جديدة مثالية ولو تحققت لكناعشرة على عشرة في كل الاتجاهات.إن فكرة انشاء مجلس وطني أعلى للرياضة مثلا هو خطوة نحو تضخم الهيكل الرياضي وتعقيده في هذا الوقت إلا اذا رافقها قرار الغاء وزارة الشباب والرياضة في بغداد والعمل برياضة شاملة وهذا ما لم يذكره او يشير اليه المجتمعون! فهل هو مجلس تنسيقي رياضة وتوحيد الجهود ومن سيكون رئيس المجلس؟ إنها تعقيدات إدارية مثار جدل لا طائل للرياضة به.كما اننا لم نسمع بالغاء درس الرياضة المدرسية ولكنه معطل وضعيف كبقية العلوم الاخرى واذا ما نشطت المدارس فمن البديهي سينشط درس الرياضة تلقائيا.إننا هنا لا نبخس الندوة واصحابها فمن اجتهد له أجران ونشد على كل حراك من اجل الرياضة لكننا نأمل في الوقت الحاضر باقصر الطرق البعيدة عن التنظير سيما ان اصحاب القرار انفسهم من يقدم لنا هذه الافكار! فهل بادرت الوزارة او الاولمبية للاستعانة بالعلميين والاكاديميين وهم تحت انظارهم.
ورقة الإصلاح الرياضي بين التنظير وتعقيدات الواقع

نشر في: 15 أكتوبر, 2010: 07:16 م









