كمبالا/ إيفلين ماتسامورا كيابي/وكالة انتر بريس سيرفس خلصت النتائج الأولية لدراسة يجريها علماء أوغنديويون وأستراليون إلى أن الموز، بعد إثرائه جينيا بالحديد والفيتامينات، قادر على تحسين صحة الأمهات والأطفال في أفريقيا ومكافحة معدلات الوفيات المرتفعة في القارة.
والمعروف أن سوء التغذية المزمن ونقص المغذيات مثل فيتامين (أ) والحديد، يقفان وراء المشاكل الصحية التي عادة ما يعانيها الأطفال والنساء في أوغندا وغيرها، الأمر الذي يقوض الجهود المبذولة للحد من معدل الوفيات في هذه الفئة من الأهالي. فشرح البروفيسور ويلبرفورس توشيمريوي، مدير البرنامج الوطني لأبحاث الموز التابع للمنظمة الوطنية للبحوث الزراعية ، قائلا "نأخذ جينات من نباتات أخرى تزيد الفيتامينات والحديد ونضعها في الموز". وتدرج مادة الفيريتين التي تخزن الحديد في خلايا الموز لتعزيز تراكمها في لب الفاكهة. كذلك يجري إدخال جينات من نباتات غنية في فيتامين (أ) مثل الذرة الصفراء وأنواع الموز غير الصالحة للأكل. ويزرع الموز المعدل وراثيا في حقل تابع لمعهد كاوندا للبحوث الزراعية، شمال من العاصمة الأوغندية. وأضاف توشيمريوي "إننا على وشك أن نثبت صلاحية مفهوم الجينات في الموز لمساعدته على إنتاج وتراكم فيتامين) أ) والحديد. وإذا حققنا ذلك، حصلنا على نوع جديد من الموز يركز فيتامين (أ) بمعدل أربعة أضعاف النوع الموجود حالياً". وأوضح : هذه هي المرة الأولى التي يزرع فيها نوع معدل وراثيا في أفريقيا، وأن الأمر سيستغرق "ثمانية أعوام قبل أن نتمكن من زرع الموز الغني بالفيتامين والحديد لأغراض تجارية”. وتشارك جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في أستراليا في البحوث الجارية، ومدتها خمس سنوات. فأفاد الخبير أن "الإنجاز الأكبر الذي حققناه هو أن الجينات التي وضعناها في الموز تعمل بشكل جيد جدا في أستراليا”، حيث جرى اختبارها في أنواع الموز المحلية. هذا ويعاني من فقر الدم نسبة 73 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة و 49 في المئة من النساء في سن الإنجاب في أوغندا، في وقت يؤثر فيه نقص فيتامين (أ) على 20 في المئة من السكان، وفقا للمسح الصحي الديمغرافي لعام 2006. كذلك يؤثر سوء التغذية على أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة في أوغندا، حيث من المقدر أن يلقى أكثر من 520،000 طفل حتفهم جراء سوء التغذية بين عامي 2006 و 2015 في حال إستمرار الوضع الراهن. وفي نفس الوقت، ترتبط نحو 24 في المئة من وفيات الأمهات بنقص الحديد، ويقدر أن 15،000 امرأة ستلقي حتفها في سن الإنجاب بين عامي 2006 و 2015 بسبب فقر الدم، وفقا لتحليلات بشأن الوضع الغذائي في أوغندا نشرتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والمساعدة التقنية للأغذية والتغذية. فصرحت اليزابيث مدرا، رئيسة التغذية بوزارة الصحة، أن "ميزة التنوع الحيوي للمحاصيل متوفرة للمجتمعات المحلية، ويمكن مساعدتها على زراعتها. وهي أرخص بكثير لأن الناس يعتقدون أن المنتجات المعدلة وراثيا تباع في محال السوبر ماركت وبتكلفة عالية".
فـي أفريقيا.. الموز المعدل وراثياً ضد وفيات الأمهات والرضع
نشر في: 15 أكتوبر, 2010: 07:24 م