صبيح الحافظيعرّف المستخلص طبقاً" لما صدر عن المؤتمر الدولي للمستخلصات الذي عقده اليونسكو عام 1951 بأنه ملخص للمطبوع او المقالة مصحوبا ببلوغرافي كاف يمكن بواسطته تتبع المطبوع او المقالة او البحث ويقصد بهذا تلخيص ما كتب في موضوع معين تلخيصا كافيا وافيا وفنا خالصا من الإنشاء والكلمات والألفاظ الزائدة مع الاحتفاظ بالمضمون الأصلي للمطبوع او الوثيقة الملخصة ما أمكن.
والاستخلاص احد جوانب الإعداد الببلوغرافي لمصادر المعلومات على أساس انه عملية تكثيف متطورة تستخرج اكبر قدر من المعلومات المطلوبة من الوثائق وتعبر عنها بأقل عدد من الكلمات . إذن خدمة الاستخلاص ليس مجرد تلخيص اجتهادي لمحتويات مصادر المعلومات وإنما هي عمل علمي أصيل يهدف الى إبراز المعلومات المطلوبة والتي يشتمل عليها المصدر الأصلي المستخلص وذلك باستعمال اقل عدد ممكن من الألفاظ.إن المستخلصات ودورها المهم في خدمة المعلومات تشغل مساحة واسعة في مجالات عديدة حيث ازدادت أهمية الاستخلاص لا سيما في العلوم والتكنولوجيا ، كذلك ان المستخلصات أصبحت المصدر الرئيسي للتعريف بالإنتاج الفكري ولا تقتصر أهمية المستخلصات على كونها وسيلة لتعريف الباحثين بإحدى المعلومات في مجالات تخصصهم وإنما تعتبر وسيلة للحصول على المعلومات .من المعروف ان الصحيفة اليومية هي وسيلة إعلامية وخبرية تنتهي أهميتها بزمن لا يتعدى يوم صدورها ، وإن هدفها الأساس هو متابعة الأحداث اليومية على اختلاف أنواعها وإيصالها الى المجتمع. كذلك تقوم بنشر القرارات والتعليمات التي تصدرها الحكومة والمنظمات المدنية وما إلى ذلك من الإعلانات للشركات وغيرها من الأخبار الأخرى التي تخص الفنون بأنواعها وما إلى ذلك من مصنفات ثقافية. من هذا المفهوم فإن القراء حينما يقتنون صحيفتهم اليومية يبغون وبلهفة كل اختياراتهم، فهناك من يبحث عن أخبار الرياضة وآخر عن السياسية او إعلانات المقاولات او أسهم الشركات .. الخ والتي تمس حياتهم ومصالحهم.ومن الأساليب التقليدية لتغطية الصحيفة اليومية بمواضيعها المختلفة والشاملة قيام رئاسة التحرير بطرح موضوع رئيسي ذي أهمية بالغة لحديث الساعة يطلق عليه بـ (الافتتاحية) وتنشر هذه في الصفحة الأولى ، وتليها في الصفحات الأخرى أعمدة ثابتة يضطلع بتحريرها نائب رئيس التحرير والمحررون الذين يتبوأون الخط الاول بالهيكل التحريري للصحيفة لتحليل ومعالجة الاحداث والمواضيع، فمنها السياسية والاقتصادية او كل ما يتعلق بشؤون المجتمع كلاً حسب اختصاصه ومنهجه .وإزاء هذا المفهوم فإن المحررين مدعوون لتبني نظام المستخلصات في كتاباتهم والابتعاد عن أسلوب الإطالة وذلك من خلال حذف الكلمات والألفاظ الزائدة والتركيز على الموضوع الأصلي للحدث الذي يعالجه المحرر مع الابتعاد عن الأساليب الإنشائية.
خدمـة الاستـخـلاص وأهميتها فـي المعلومـات الصحفية
نشر في: 16 أكتوبر, 2010: 05:00 م