TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > طالباني: المهمة المقبلة هي ترسيخ الوئام الداخلي وانجاز المصالحة الوطنية

طالباني: المهمة المقبلة هي ترسيخ الوئام الداخلي وانجاز المصالحة الوطنية

نشر في: 16 أكتوبر, 2010: 08:55 م

 بغداد/ المدىوجه رئيس الجمهورية جلال طالباني كلمة الى مندوبي المؤتمر العام الثالث للمجلس العراقي للسلم والتضامن بمناسبة انعقاد المؤتمر العام الثالث للمجلس، القى الكلمة نيابة عنه، الدكتور جلال الماشطة المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، وفي ما يأتي نصها:
اسمحوا لي ان احيي مؤتمركم، المؤتمر العام الثالث للمجلس العراقي للسلم والتضامن متمنيا لكم النجاح في مواصلة المسيرة الكفاحية لمنظمتكم من اجل تحقيق اهدافها السامية والاستمرار في اداء دورها الفعال ضمن حركات المجتمع المدني الناشطة في بلادنا.ان المجلس العراقي للسلم والتضامن وريث تقاليد عريقة رسخها الكثيرون ممن حملوا لواء الكفاح الوطني وعملوا من اجل ان يعم العالم سلام شامل اساسه العدل وتحقيق طموحات الشعوب في حياة كريمة في ظل التكافؤ الاجتماعي مع المراعاة التامة لحقوق الانسان، مما يوفر افضل المناخات لاقامة علاقات الصداقة والتضامن والتعاون بين الشعوب والدول على قاعدة الندية والمساواة. ولقد كان انطلاق النضال العالمي من اجل السلام في اواخر النصف الاول من القرن العشرين رداً مباشراً على الحرب العالمية الثانية التي اطلقت شرارتها ونفخت في نيرانها المدمرة قوى النازية الالمانية والفاشية الايطالية والعسكرتاريا اليابانية، تلك القوى التي نحت خلافاتها جانبا وعقدت حلفا شريرا هدفه بسط الهيمنة على العالم والسيطرة على ثرواته ومقدراته وقمع كل اشكال الحرية والتعبير ومنع اي اختلاف في الرأي.وفي العراق استجابت نخب الوطنيين من مختلف الانتماءات السياسية والحزبية والدينية والقومية لنداء قوى الخير فأسست حركة انصار السلام التي عقدت مؤتمرها التأسيسي الاول في بغداد عام 1954. ورغم تعرض قادة الحركة للمضايقات والقمع والاعتقال وحتى اسقاط الجنسية عن بعضهم، فان نشاط الحركة التي قادها الاستاذ المرحوم عزيز شريف واصلت كفاحها وحضورها سواء داخل العراق او في المؤتمرات والمهرجانات الدولية خارجه.وبعد ثورة تموز عام 1958 اتسع نشاط الحركة واستوعبت المزيد من القوى مختلفة الانتماءات والاتجاهات الفكرية والسياسية وغدت في واقع الحال واحداً من مرتكزات العمل الوطني الجماعي.الا ان قادة انقلاب شباط 1963 الذين شنوا هجمة دموية شرسة ضد جميع الاحزاب السياسية وحركات المجتمع المدني غير التابعة للانقلابيين والرافضة للامتثال لاملاءات النظام التوتاليتاري، لم يوفروا حركة انصار السلام وزجوا بالآلاف من نشطائها في السجون حيث استشهد الكثيرون منهم. ورغم تعطيل المؤسسات الديمقراطية داخل العراق فان ممثلي حركات المجتمع المدني واصلوا نشاطهم في الخارج عاملين على فضح الممارسات القمعية داعين المنظمات المثيلة في العالم الى تجسيد فكرة التضامن بفعاليات عملية لمساندة العراقيين في وقفتهم الشجاعة ضد الانقلابيين.واستأنفت حركة السلم نشاطها بعد انقلاب عام 1968 الذي سعى منفذوه الى اتخاذ واجهات وبراقع جديدة، فبادروا الى المساهمة في تأسيس منظمة الصداقة والسلم والتضامن، ولكنهم سرعان ما كشفوا عن نواياهم الحقيقية وانقلبوا على المؤسسين الفعليين لهذه الحركة الجماهيرية واستأثروا بها وحولوها الى مجرد منبر للترويج لسياسة النظام الحاكم.وبعد سقوط هذا النظام عام 2003 انبرت نخبة من قدامى العاملين في حركة السلم والمنظمات الاجتماعية الاخرى الى عقد المؤتمر التاسيسي للمجلس العراقي للسلم والتضامن الذي تمثلون اليوم صفوة العاملين فيه. ان مجلسكم الموقر يضطلع في المرحلة الراهنة بمهمات جسام في مقدمتها العمل من اجل حلول سلام شامل على اساس مبادئ العدل والمساواة والحرية وتقرير المصير واحترام حقوق الانسان. وفي ظروف بلادنا يكتسب اهمية استثنائية نشاط مجلسكم في مكافحة الارهاب ونبذ العنف والتطرف ونشر ثقافة التسامح والانفتاح على الرأي الاخر والمساواة بين المواطنين اياً كانت اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ومعتقداتهم السياسية والفكرية. وبما اننا نحيا في بيئة اقليمية بالغة التعقيد فان على المجلس العراقي للسلم والتضامن مواصلة نشاطه في التواصل مع حركات المجتمع المدني في البلدان المجاورة وتفعيل ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية بغية الدعوة الى حل القضايا الخلافية بالحوار السلمي البناء واقامة اوثق الصلات بين شعوب المنطقة ومد جسور التواصل الثقافي والفكري في ما بينها، الامر الذي سيكون خير عون للهيئات الحكومية الساعية الى احلال السلام والاستقرار في منطقتنا.بيد ان المهمة الاكبر، في اعتقادنا، هي العمل على تحقيق وترسيخ الوئام الداخلي وانجاز مصالحة وطنية تتجسد في شراكة فعلية في الحكومة التي يتطلع شعبنا الى تشكيلها باسرع وقت ممكن.وهذه المهمة ينبغي ان يضطلع بها الجميع: الاحزاب السياسية وحركات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والمواطنون كافة.ان المجلس العراقي للسلم والتضامن مدعو الى مواصلة الاسهام باكبر قدر من الهمة والنشاط في تحقيق هذه الاهداف النبيلة، مستنداً الى الارث التاريخي ومنتفعاً من الخبرات والكفاءات التي يمتاز بها اعضاؤه وقياداته ومنهم الصديق الاستاذ فخري كريم الذي ترأس المجلس منذ تأسيسه عام 2003.مجدداً، اتمنى لكم التوفيق في اداء رسالتكم الرفيعة ومن اجل انجاز الاهداف الكب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram