اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > خمسون عاماً على نشر رواية"موت طائر مقلٍّد"..رواية كتبت عن التمييز العنصري

خمسون عاماً على نشر رواية"موت طائر مقلٍّد"..رواية كتبت عن التمييز العنصري

نشر في: 17 أكتوبر, 2010: 07:02 م

ترجمة: نجاح الجبيليبمناسبة مرور خمسين عاماً على نشر رواية (موت طائر مقلد) للروائية الأميركية "هاربر لي" والتي أثارت الكثير من الاهتمام النقدي آنذاك كتبت الروائية النيجيرية "شيماماندا نيغوزي أديشي" في صحيفة الغارديان عن هذه الرواية وتأثيرها فيها.
 الروائية هاربر لي  سأعود بعد سنين عدة لفهم سبب اعتبار رواية "مقتل طائر مقلّد" رواية مهمة، لكن حين قرأتها لأول مرة في الحادية عشرة من عمري كنت مستغرقة ببساطة بالطريقة التي أثارت بها ألغاز الطفولة والكنوز التي اكتشفت في الأشجار والألعاب التي تلعب مع صديق الصيف الدخيل. كان يروقني أن السارد كانت فتاة باسم غير أنثوي عجيب هو سكوت. أحببت طبيعتها غير العاطفية ولسانها الذرب وتدفقها ودعابتها.ذكرتني بالنسخة المتخيلة عن نفسي التي كانت تروقني بشكل أفضل. كان أخوها الذكي الأكبر يشبه جداً أخي "أوكي" الذي كنت ظله السعيد وبلدتها الأميركية الصغيرة الجنوبية "ماكومب" شبيهة ببلدتنا "نسوكا" في شرق نيجيريا. كان مكاناً ذا أبواب مفتوحة فيه عائلة غريبة يشاع عنها الأقاويل والتسلسلات الهرمية الصغيرة والولاءات؛ مكان أنيق وأمين على حد سواء. لكن "ماكومب" كانت أيضاً أقل حنكة من بلدتي بطريقة ساحرة بوجود الصبيان الصغار الذين لم يستحموا عدة أسابيع وبطاقات ألعاب محكمة الإغلاق  بوساطة البصاق في راحة اليد.  كنت مأخوذة بالكيفية التي كانت بها الرواية هزلية بشكل لا يصدق، بطريقة جامدة، بمشاهد ذوات ضحكات عالية، مثلاً حين ترتعب معلمة سكوت في المدرسة من اكتشافها بأن طلابها أميون. حين كان عمري إحدى عشرة سنة قرأت الرواية ببالغ السرور، أو بالأحرى قرأت الجزء الأول بسرور كبير وعلى الأغلب أني أهملت الجزء الثاني. ربما كان السبب لأني لم أكن قادرة على فهم الفروق السياسية والاجتماعية الدقيقة أو بسبب أني كنت غير جاهزة للفقدان الجمعي للبراءة التي يمثلها الجزء الثاني- حين تلاحظ سكوت وأخوها دفاع أبيها عن رجل أسود اتهم باغتصاب امرأة بيضاء. إن التمييز العنصري الملمح إليه في الجزء الثاني يفجر كل وحشيتها  فتصبح البلدة– التي بدت آثمة بسبب تعصبها القابل للغفران – مثل بالوعة.بعد أن قرأت الرواية من جديد حين كنت بالغة بدأت أعجب بوصفها الواضح للقبلية الأمريكية في تمظهراتها الرئيسة الثلاثة: العرق والطبقة والإقليم. بضع روايات أميركية معاصرة تمتلك مثل هذا الامتداد والقلة منها تمتلك الثقة للتعامل مع القضايا الاجتماعية بالطريقة التي تعمل بها "هاربر لي".إن الكثير من الكتابات الأدبية اليوم حول التمييز العنصري تتغطى بعباءة السخرية أو تغرق بالكثير من الغنائية إذ تصبح واهية. ترفض "لي" أن تختفي وراء الجماليات. كتابتها في غاية الجمال والرسوخ والشفافية إذ ربما تهربت من مواجهة هذه القبائليات مباشرة.إنها لا تخلق شخصيات قديسة – على الرغم من أن "أتيكس فنش" يقترب من ذلك- إنها تعقدهم كلهم، لهذا فبينما تكون "سكوت" الساردة المحبوبة التي ترفض عائلتها التمييز العنصري فإننا غير مسموح لنا بأن ننسى أنها وعائلتها يستفيدان من فضيلة كونهم من الناس البيض. حين ينزعج صديقهما الصيفي "دل" من الطريقة المخزية التي تحقق بها المحكمة مع الرجل الأسود  تقول "سكوت":" إنه مجرد زنجي" مع يقين يأتي من الاشتراك في عمل غير شرعي بسبب المولد في نظام من التفاوت المؤسساتي. ولن يحدث لسكوت أن تحقق في هذا كما لا يحدث لها أن تحقق في فكرة أن أربعة بالغين سود ينهضون في المحكمة كي يعطوا مقاعدهم إلى أطفال بيض. إن الخط الأشد إثارة بالنسبة لي هو الذي يتحدث به الرجل الأسود المتهم "توم" الذي يعطي جواباً عن سؤال حول خوفه على الرغم من أنه بريء، إذ يقول:" إذا كنت زنجياً مثلي ستخاف أيضا"ً. تلك الجملة البسيطة تفصح عن كل حاجات القارئ كي يعرف عن النظام الأكبر الذي تحقق فيه "لي" والذي فيه لأن تكون أسود يعني أنك مرادف للذنب.كتب المؤرخ العظيم الآخر للجنوب الأميركي وليم فوكنر عن التمييز العنصري وكأنه حدث لا بد ّ منه وأساس مشيد سابقاً وضعته السماء وبالكاد تم تصويره وتحريه في الرواية بينما تكتب "لي" بحبر متقدم وحشي بأنه لا شيء محتما حول التمييز العنصري وأساسه بالذات مفتوح على التساؤل. لكنها تفعل ذلك بثقة وذكاء يحمل القارئ دائماً بجنبه. إن شخصياتها من الأطفال ذكية أو ماكرة سياسياً لكنها ما تزال تحمل طفولة بدلاً من كونها بالغة بأجسام صغيرة. حماستها حاضرة وحسها بالسخرية شديد لكن القضايا محاطة دائماً بإنسانية مدهشة.  وبينما كانت العنصرية إثم أميركا الأكثر قتامة – وبالتأكيد صورت مثلما في الرواية- فإن التمييز الطبقي يأتي بالمرتبة الثانية بعدها. يبدو أن "ماكومب" لا يوجد فيها ناس سود من الطبقة الوسطى. وإن وجدوا فإن سكوت لا تواجههم لكن الفروق الطبقية في عالم البيض واضحة. إن عائ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram