TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > سينمائيون: الحروب والتيارات المتطرفة تناوبت على تدمير دور العرض فـي العراق

سينمائيون: الحروب والتيارات المتطرفة تناوبت على تدمير دور العرض فـي العراق

نشر في: 17 أكتوبر, 2010: 08:57 م

 بغداد/ وائل نعمةقرر ان يكون يوم الجمعة مختلفاً هذا الاسبوع، لن يقضيه بين صراخ الاطفال والحديث مع زوجته عن صديقاتها وجيرانها، فكر مليا وعزم الذهاب الى السينما، بعد خصام طال لسنوات غذته مشاكل الحياة وانشغالات العمل.
السعدون وشارعه الطويل وما قبله الباب الشرقي ارتبط بذهن"محمد"كما ارتبط باذهان عاشقي السينما بكثرة دور السينما، وفي رحلة البحث عن السينما تضايق"محمد"من الازدحامات التي تعيق السابلة والسيارات على حد سواء في الباب الشرقي، ولم يفكر ان يمر وراء الجدران الكونكريتية وبين البسطيات العشوائية ليبحث عن سينما غرناطة او النجاح او الحمراء، فدفعته قدماه الى السعدون ليجد سينما السندباد وقد تحولت الى محال لبيع قطع الالمنيوم، وسينما النجوم الى شركة تركية لبيع قطع الالمنيوم أيضاً"!لم يفهم"محمد"ما علاقة السينما بالالمنيوم! لم يعد في شارع السعدون المكتظ في سبعينيات القرن الماضي بدور العرض غير سميراميس واطلس، ما زالتا تصارعان الاندثار والتحول الى مخزن للالمنيوم، في حين كان عدد دور العرض السينمائي في البلاد عام 1964 كما ذكرها جورج سادول في كتابه (تأريخ السينما في العالم) هو (86) دار عرض وإستعرض مهدي عباس في كتابه (كتابات في السينما العراقية) عن تناقص هذا العدد عام 1994 إلى (70) دار عرض وقد وضع مقارنة بين الفترتين وعدد الدور فكان نصيب كل ربع مليون عراقي دار عرض واحدة، وقد تعرف الجمهور العراقي على الفيلم السينمائي عام 1909، حيث جرى عرض أول الأفلام في بغداد، لما كان يطلق عليه اسم"السينما توغراف"في دار الشفاء بالكرخ، وباشرت اول مؤسسة حكومية للسينما، هي مصلحة السينما والمسرح الانتاج السينمائي في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي.مدير دائرة السينما والمسرح شفيق المهدي يؤكد ان المشكلة ليست في ابنية دور العرض فقط بل في امكانية وصول العوائل الى السينما، ويشير في حديثه لـ"المدى": في حالة توفر عرض سينمائي فأن الجمهور لن يكون مهيئا له، لان العروض دائما ترتبط بالمساء والعوائل لا تستطيع ان تأتي في ذلك الوقت وان وصلت تفكر في طريقة رجوعها. اما الابنية فلا نعرف من المسؤول عن تحويلها الى مخازن وورش نجارة.وعن بقاء بعض دور السينما مفتوحة الى الان اوضح المهدي"سمير اميس تغامر بأموالها في أستمرارها بالعمل، فهي تشتري افلاماً باسعار مرتفعة وتدفع نفقات المولدة والعمال، وبالمقابل الحضور يقتصر على اربعين شخصا، لذلك لجأت الى ان تستضيف الاحتفاليات والمؤتمرات على منصتها لكي تحافظ على وجودها".في حين يجد الممثل طة سالم ان سبب تدهور حالة دور العرض السينمائي يعود الى وجود تيارات دينية متطرفة اخذت على عاتقها تهديمها بكل الوسائل.ويشير الى ان"الاصرار في ابعاد الشباب عن الموسيقى والفن سيؤدي الى نتائج عكسية لا يحمد عقباها"، ويعتقد ان الحروب العبثية التي مر بها العراق في الزمن السابق وما آلت اليها الامور بعد ذلك ادت الى تقليص دور العرض السينمائي.المواطنون من جانبهم انقسموا الى فريقين، الاول مؤيد ويدعو الى ضرورة الاهتمام بدور العرض وبمستوى الافلام التي تقدم، واخر غير مهتم لاسباب تتعلق بصعوبة الوضع الاقتصادي والفضائيات والانترنت التي ملأت الفراغ الذي خلفه اختفاء دور العرض، فيما دعا اخرون ان يأخذ الاستثمار دوره في انشاء دور عرض على طراز دور العرض العالمية التي تقدم ارقى واحدث الافلام.ومع انتشار الصحون اللاقطة (الستلايت) وأجهزة العرض المتطورة على نطاق واسع في العاصمة، ومع وجود أسواق رائجة لأحدث الأفلام العربية والأجنبية على أقراص مضغوطة وبأسعار زهيدة، من يفكر يا ترى بالدخول إلى دور السينما؟ الجواب يجده من يقوم بجولة على دور العرض في بغداد، والتي كانت حتى وقت قريب تتجاوز الأربعين دارا، ولكن الشغّال منها في الوقت الراهن لا يتجاوز الخمس دور موزعة على أماكن متقاربة في قلب العاصمة بغداد، حيث المركز التجاري والترفيهي التقليدي.ويبدو أن تحسن الأوضاع الأمنية داخل العاصمة بغداد قد يجعل من موضوعة بث الحياة من جديد بدور العرض العريقة في بغداد مطلباً ثقافيا حيوياً، ولكن لا برامج ولا خطط وطنية لذلك حتى الآن، ولا شيء عند أصحاب دور العرض ومحبي السينما غير الذكريات عن أيام جميلة وآمال بعودتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram