طريقة انتخاب البابا طريقة معقدة بعض الشيء وقد مرت بمراحل عديدة من التطور، وإن نظام انتخاب البابا عدل ثلاثًا وخمسين مرة خلال العشرين قرنًا من تاريخ الفاتيكان، الطريقة الأولى كانت من خلالها البابوات يختارون من قبل سابقيهم، أي أن البابا يسمي في وصيته الأخيرة أحد الأساقفة لخلافته، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة لم يعد معمولاً بها فلا يزال البابا يقترح أحد الكرادلة الذي يشعر بأنه أهلا للمنصب داعيًا الكرادلة إلى انتخابه،
 غير أن الكرادلة في ظل قوانين اليوم والتي صدرت في بابوية يوحنا بولس الثاني عام 1996 وعدد من القوانين التي سبقتها، غير ملزمين بأخذ الترشيح من البابا السابق؛ لكن قوانين الكنيسة خصوصًا في مجمع نيقية عام 350 ألزمت أن يتم انتخاب رؤساء الأساقفة انتخابًا لا أن يتم تعيينهم تعيينًا، ولما كان أسقف روما هو رئيس أساقفة فلم تعد الطريقة الأولى تجدي نفعًا وأخذت تتم عمليات انتخاب من بين الأساقفة، لكن انتشار الدين المسيحي بسرعة في أوروبا وتزايد عدد الأساقفة دفع الفاتيكان لاستحداث منصب جديد عام 1180 هو منصب الكاردينال، أي المرشح الرئيسي، والكرادلة بهذا المعنى هم الناخبون والمرشحون لانتخاب البابا، وقد عدل عدد أعضاء مجمع الكرادلة المقدس عددًا من المرات فقد بُُدئ باثنين وسبعين كاردينالاً إشارة إلى مجلس الحكماء اليهودي الذي أنشأه موسى النبي وكان مؤلفًا من هذا العدد ورفعه أخيرًا يوحنا بولس الثاني إلى مئة وعشرين، 20 منهم من إيطاليا و28 من أوروبا و21 من أمريكا الجنوبية و14 من أمريكا الشمالية، في حين أن حصة آسيا 11 وأفريقيا 11 ؛ أما فكرة أن يتم انتخاب البابا في جلسة سرية مغلقة فهي فكرة سكان مدينة فيتربو وسط إيطاليا وذلك لتسريع عملية الانتخاب، خصوصًا أنها من حيث المبدأ قد تطول إلى ما لا نهاية، يروي التاريخ أنه في عام 1247 أدخل سكان المدينة الكرادلة إلى كاتدرائية المدينة وأغلقوا الأبواب ومنعوا الناس من الخروج أو الدخول حتى ينتخب الكرادلة البابا، ولا يدخل إليهم سوى الخبز والماء عن طريق كوة في الجدار وقد أجدت هذه الطريقة نفعًا إذ انتخب الكرادلة سريعًا خلفًا للبابا كلمنت الرابع بعد شغور دام أربع سنوات؛ لكن قانون عام 1996 قد خفف من شروط الخلوة المغلقة هذه، فجعلها مؤلفة من ثلاثة اجتماعات يوميًا بدلاً من أن تكون متواصلة وسمح فيها للكرادلة بالخروج من الكنيسة، لكن لم يسمح لهم بالخروج من الفاتيكان، كذلك فإن الكرادلة يخضعون للمراقبة إذ يمنع عليهم طوال فترة الانتخاب إجراء أي اتصال بالعالم الخارجي، وذلك لكي " يضعوا الله نصب أعينهم" فقط.بعد إشهار نبأ وفاة البابا، يوجه عميد مجمع الكرادلة دعوات لكرادلة العالم أجمع للحضور إلى روما على وجه السرعة، وبعد خمسة عشر يومًا من وفاة البابا يجتمع مجلس الكرادلة في الكنيسة السيستينية قرب كاتدرائية القديس بطرس المشرفة على الساحة المدعوة باسمه، وتغلق الأبواب وتبدأ عملية الاقتراع، يعتبر مرشحًا كل كاردينال لم يتم الثمانين من العمر في يوم بدء العملية الاقتراعية، ويحتاج إلى أصوات الثلثين من الكرادلة خلال الأيام الثلاثة الأولى ثم الأغلبية البسيطة، فإذا تعذر ذلك أوجب القانون على عميد مجمع الكرادلة حصر المنافسة في أقرب متنافسين؛ عند حصول أحد الكرادلة على الأصوات اللازمة يعلن انتخاب البابا للعالم الخارجي عن طريق إحراق أوراق الاقتراع بمواد كيميائية خاصة، فيتصاعد دخان أبيض من كنيسة سيستين؛ وعند نهاية كل عملية انتخابية فاشلة تحرق الأوراق ويتصاعد الدخان الأسود علامة على الفشل في انتخاب البابا؛ ثم يتلقى البابا التهنئة من قبل الكرادلة ويوقع على مرسوم قبول مهامه ويختار اسمًا كنسيًا ومن الممكن ألا يقوم بتغيير اسمه، ثم يتوجه عبر نافذة غرفة البابا ليحيي الجماهير في ساحة القديس بطرس ويتلو عددًا من الأدعية والصلوات الخاصة.