أربيل/ سالي جودتباغي شار ذلك المكان الجميل الذي يتوافد عليه المتقاعدون لقضاء أمتع الأوقات ويعد محطة لاستعادة الذكريات لتلك الشريحة التي أفنت زهرة شبابها في خدمة الوطن.باغي شار تلك البقعة التي كانت في بدايتها حديقة عامة وتحولت إلى مقهى خاص بالمتقاعدين،تقدم خدماتها يومياً الى تلك الشريحة.
وللاطلاع على ظروف إنشاء مقهى المتقاعدين كان للمدى هذا اللقاء مع مديرها كاكا احمد الذي قال:- بتاريخ 16-2-1937 أنشئ باغي شار بموجب القرار المرقم (81) الصادر من المجلس البلدي حينذاك، ويقع المقهى في وسط مدينة أربيل، وكان سابقاً عبارة عن حديقة عدها العمال والكسبة مكاناً للراحة حيث كانوا يأتون اليها بعد يوم كامل من العمل الشاق، كما كان الطلاب يتوافدون عليها بغية الدراسة، وتوالت السنين وبقيت هذه الحديقة شامخة كشموخ مدينة أربيل العزيزة، وفي سبعينيات القرن الماضي أصبحت باغي شار ناديا للمعلمين لبضع سنوات ثم عادت كحديقة عامة.وأضاف: في عام 2008 أحيل عدد كبير من المعلمين والمدرسين وعدد آخر من موظفي الدولة الى التقاعد و كانوا بحاجة الى مكان هادئ يليق بهم كشريحة أفنوا زهرة شبابهم في سبيل الوطن والشعب وكانوا يرتادون المقاهي الموجودة في المدينة، إلا أنهم أرتأوا ان يكون لهم مكان يليق بهم يجدون فيه الراحة النفسية بعد رحلة طويلة من العمل الوظيفي،لذا جاءت فكرة تأسيس المقاهي بعد ان اتفق عدد من المتقاعدين على زيارة محافظ أربيل نوزاد هادي وطرح فكرة استغلال هذه البقعة الجميلة وجعلها مركزا للمتقاعدين كمركز ثقافي وترفيهي، حيث رحب بدوره بالفكرة وقدم الدعم لهذا المشروع .و عن كيفية تنفيذ هذا المشروع قال: من حسن حظ المتقاعدين من المعلمين والمدرسين وجود ممثل لهم في مجلس محافظة أربيل وكان له الدور الرئيسي في إخراج هذا المشروع إلى حيز التنفيذ لأنه على دراية تامة بمعاناة المتقاعدين،فتم تخصيص مبلغ من المال لتجديد وتعمير هذه البقعة بحيث أصبحت مكانا لائقا بالمتقاعدين، وتم الإشراف على سير العمل وتم الانتهاء منه و افتتاحه في 4-8-2008، مضيفاً: ان هذا المقهى او المركز يدار من الهيئة الإدارية ويضم مكتبة، ويسعى الجميع في المركز، هيئة إدارية و متعهد العمال و البستاني والاستعلامات وحتى الحارس الليلي من اجل راحة المتقاعدين، لا يسمح لأحد ان يعكر هذا الجو الجميل لهم . ومن يزر هذا المركز يجد الفرحة بادية على وجوههم، حيث يقضي البعض وقته بقراءة جريدة او مجلة،او يلعب رياضة، والآخر مشغول بألعاب أخرى معروفة كالدمينو والشطرنج والطاولي، وبشكل عام فهذا المقهى مكان ثقافي وترفيهي ولا أظن انه يوجد مكان آخر للمتقاعدين بهذه الروعة والجمالية، ولا أجد خيراً من جريدة المدى لأوجه باسمي واسم جميع المتقاعدين الشكر لمحافظ أربيل نوزاد هادي على العمل الرائع وتقديره العالي للمتقاعدين.بعدها التقينا عدداً من المتقاعدين المتواجدين في هذا المقهى الذين أكدوا في أحاديثهم ما وفره لهم هذا المركز من فرص لقضاء أوقاتهم على نحو جيد ومفيد نسبياً حيث قال ريبوار عبد القادر معلم متقاعد: أنا من المتواجدين دائما في هذا المركز وأحب ان اقضي الوقت مع زملائي المتقاعدين،فنلعب الشطرنج والدمينو، هذا المكان رائع وهادئ وهو المكان الوحيد الذي يجد فيه المتقاعد الراحة والمتعة والجمال، كما انه يعكس جزءاً من الوفاء لنا.بولص جميل متقاعد تحدث قائلا: كنت في البداية أتردد على مقاه كثيرة إلا إني عرفت هذا المقهى عن طريق الصدفة عندما التقيت بزملائي المتقاعدين وسألتهم كيف يقضون وقتهم، فأرشدوني الى هذا المكان الرائع الذي يتميز عن باقي المقاهي بهدوئه وموقعه وما يشتمل عليه من خدمات، فاعتدت التواجد فيه كل يوم ولقضاء أوقات جميلة فيه بالأحاديث الشيقة والذكريات واللعب.. حقاً انه مكان لائق بالمتقاعدين. ويقول زهير حراق متقاعد: أنا من سكنة بغداد وجئت إلى أربيل بسبب الوضع الأمني وكنت في البداية أعاني الوحدة والملل بشكل كبير ولا أعرف أين اقضي وقت الفراغ، أما الآن وبعد عثوري على هذا المقهى الذي عرفته عن طريق الصدفة، فقد جعلني أجد نفسي واقضي وقتي بلقاء الأصدقاء أمثالي.. نتبادل الأحاديث ونتنافس بلعب الشطرنج والطاولي وأصبحت مولعاً به ولا استطيع التغيب عنه وكأني في دوام وظيفي، هذا المكان جميل ورائع و هو ملاذ كل متقاعد. أما ميخائيل داود متقاعد فيؤكد ان اليوم الذي لا يتواجد في مقهى المتقاعدين لا يحتسب من عمره مستذكراً ربما أغنية طيبة الذكر ام كلثوم ( بعيد عنك حياتي عذاب ) ويقول : هذا المكان ممتاز جداً ومتميز في تقديم خدماته ومن مزاياه انه لا يسمح لغير المتقاعدين بالدخول إليه، وهذا دليل على اهتمام حكومة الإقليم بهذه الشريحة التي أفنت شبابها في خدمة هذا الوطن.سردار احمد موظف متقاعد يقول: منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا اذهب الى مقهى المتقاعدين وأبقى فيه حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، حيث اقضي أمتع الأوقات برفقة زملائي المتقاعدين نتبادل الأحاديث
(باغي شار) مكان متميز لراحة المتقاعدين والترفيه عنهم
نشر في: 18 أكتوبر, 2010: 05:57 م