TOP

جريدة المدى > الملاحق > محطات من صراع عمره اكثر من مائتي عام ومازال مستمرا حتى اليوم

محطات من صراع عمره اكثر من مائتي عام ومازال مستمرا حتى اليوم

نشر في: 19 أكتوبر, 2010: 06:14 م

لم تخمد حركة المقاومة الانفصالية في المنطقة منذ محاولات روسيا القيصرية وحتى اليوم،، وكان (الشيخ منصور أوشورم) علامة بارزة في هذه المحاولات ؛ وهو صوفي جمع حوله عشرات الآلاف من المريدين، وأعلن الحرب ضد الروس ولكنه هزم في معركة (نهر السونجا)، ثم اعتقل ومات في السجن عام (1793م)،
 وانتهى الأمر بمريديه إلى اللجوء للجبال، واستمرت المقاومة زهاء ثلاثين عامًا. ثم ظهر (الإمام شامل) الذي ينتمي إلى (النقشبندية)، وهو الذي أسس دولة إسلامية في (الشيشان) و(داغستان)، لكنها لم تمتد طويلا بعد أن قُبض عليه وأُعدم في (1859م)، وفَرّ أتباعه إلى الجبال وإلى (مكة) و(المدينة) و(تركيا)، وانتهى عصر (النقشبندية) ليأتي دور (القادرية)، والتي دخلت (القوقاز) في عام (1861م) على يد (حاجي كونتا كشييف). وفي عام (1864م) قام الروس بقتل 4000 شيشاني في منطقة (سالي) وانتفض الشيشانيون في الفترة ما بين (1865- 1890م)، وامتدت الانتفاضة مع الثورة البلشفية (1917م) كذلك، وقادها الحاج (أذن) ولمدة ثماني سنوات حتى أعلن (إمارة شمال القوقاز)، وكان الحاج (أذن) لا يرى فرقًا بين القياصرة والملاحدة، وتوعّد من ينسى اللغة العربية أو يتعمّد الكتابة من اليسار إلى اليمين قائلاً: "أيما مهندس أو تلميذ أو أي أحد على العموم يكتب من اليسار إلى اليمين فسوف يتم شنقه". وفي عام (1925م) تم سحق الانتفاضة وأعلنت الحرب على الشيشانيين والمتصوفة، واعتقلت السلطات السوفيتية أنصار الشيخ والمريدين واستمرت المحنة حتى بداية الحرب العالمية الثانية، ولجأ الأتباع مرة أخرى إلى الجبال ليعيدوا تنظيم أنفسهم من جديد.ستالين وخرتشوف وسياسة الإبعاد: لم يكن الروس ليرضوا بهذا النوع من المقاومة المستمرة، والتي لم تشهد لحظات فتور أو قبول بالأمر الواقع، وما إن سنحت الفرصة مرة أخرى في عصر ستالين وفي الحرب العالمية الثانية حتى اتهمهم بأنهم خونة وعملاء لـ(ألمانيا) وحلفاء لها، والواقع يقول بأن فصيلاً من الشيشانيين راهنوا على انتصار الألمان الذين احتلوا (شمال القوقاز) بين عامي (1942- 1943م) ووعدهم بالحرية إذا ما أيدوهم، لكن بقية الشعب وبالرغم من تاريخ الكراهية الممتد مع الروس إلا أنهم كانوا على قناعة أن الألمان لو انتصروا فلن يمنحوهم حقهم في الاستقلال؛ لأن الألمان يرون شعوب العالم دونهم عرقيًا !! وفي عام (1944م) بدأ طريق الإبعاد عن (الشيشان) بل و(القوقاز)، فقد قامت قوات ستالين في (23 شباط 1944م) بإبعاد قرابة مليون مسلم من ست جنسيات قوقازية من بينهم (الشيشان) و(الداغستان) و(البلكار) و(مشدين) والأتراك والأكراد إلى (وسط آسيا). وقد تم تهجير وتشريد الشعب الشيشاني مرتين: المرة الأولى عام (1850م) إلى (تركيا) ومنها انتشروا في المناطق المجاورة من بلاد الشام؛ وكان ذلك بسبب مطالبتهم بالإفراج عمن سجنوا من أئمتهم. وبدأ التهجير الثانى في (شباط  1944م) بزعامة (ستالين)، إلى سيبريا التي تصل درجة الحرارة فيها إلى 50 تحت الصفر، بعد أن حشروا في عربات قطارات البضائع دون طعام ولا ماء، وتحت تهديد السلاح، فمات 50% منهم. وعندما أذن لباقي الأحياء بالعودة عام (1956م) في عهد (خرتشوف)، لم يرجع سوى 30% فقط ليجدوا الروس قد احتلوا كل شيء، وأغلقوا 800 مسجد، وأكثر من 400 مدرسة لتعليم الدين واللغة العربية، ولكن شيئًا من ذلك لم يثن عزيمتهم، يقول الشاعر الروسي سولجستين: "إن ما حدث كان له أكبر الأثر في تقوية الوازع الديني للمهاجرين في المنفى، وإن غياب المساجد أو هدمها أو إغلاق المدارس لم يكن عائقًا أمام استكمال التعليم الديني الذي عاد على شكل حلقات ودروس خاصة". أما أهل الجبال وأصحاب العزائم الشديدة فقد جمعوا في إسطبلات الخيول وسكب عليهم البترول وأحرقوا أحياء، كما أحرق الروس أهل (قرية خيباخى) جميعًا، شيوخًا ونساءً وأطفالاً، وكانوا ألف نفس بشرية.الحرب الأولى  على مدار الفترة (1957- 1990م) (موعد إعلان الاستقلال) لم يكن هناك ما يعكر الهدوء، كما أن روسيا رفضت أن تعترف بجريمتها في الشيشان، بل رفضت فتح الملف نهائيًا، ورغم ذلك بقيت ذكريات تلك الأيام ماثلة في أذهان الشيشانيين.وفي التاسع من حزيران عام 1991 عقد المجلس الوطني الشيشاني جلسة أقر فيها قرار الاستقلال ودعا إلى الانفصال، لكن الصراع بين (غورباتشوف) و(يلتسين) كان طاغيًا على الساحة، ولم يلتفت الروس إلى الشيشان آنذاك، وربما كان ذلك ترتيبًا ذكيًا من (يلتسين) الذي بدا كديمقراطي يرفض كل مساوئ الشيوعية، والذي حاز على 80 من أصوات الناخبين (الشيشان) في الانتخابات التي جرت في 12/6/1991.     لم يكن الروس في وضعية تؤهلهم لخوض الحرب في (الشيشان)؛ فالأمور الداخلية تتسارع بشكل كبير، وتفكك الاتحاد السوفيتي جعل من البحث عن ميراثه أولوية روسية، ولظنهم أن (جوهر دوداييف) يمكن أن يكون حليفًا يوما ما، فهو رافض للشيوعية مثله في ذلك مثل (يلتسين)، ولكن (دوداييف) استثمر الفترة (1991- 1994م) في ترسيخ الانفصال وتأكيد هوية الدولة الجديدة؛ فقام بحل أجهزة الأمن والمخابرات التابعة لروسيا، كما قامت قواته بالسيطرة على مخازن الأسلحة والذخيرة، وطرد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram