TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > "إمبراطوريات الأغذية" وراء أزمة المليار جائع

"إمبراطوريات الأغذية" وراء أزمة المليار جائع

نشر في: 20 أكتوبر, 2010: 05:27 م

اوتريخت/فرانك مولدر/وكالة الانباء العالمية رغم خطورتهما، "انس المضاربات وانس المحروقات الزراعية. السبب الحقيقي وراء الأزمة الغذائية والزراعية العالمية الدائمة هو النظام الغذائي الإمبراطوري" المهيمن على حياة البشر.بهذه الكلمات تناول يان دوي فون دير بلويغ،
 أستاذ علوم الاجتماع الريفي بجامعة فاغينينغين الهولندية، قضايا الأزمة الغذائية في العالم وأسبابها، في حديث مع وكالة الأنباء العالمية. وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قد دعت في الشهر الماضي عددا من الخبراء لمناقشة قضية ارتفاع أسعار القمح، فخلصوا إلى أن هناك في الظاهر توازناً بين الطلب العالمي على الحبوب وبين إنتاجها، وأنه لا توجد مؤشرات على قرب وقوع أزمة غذاء عالمية. فعلق العالم الهولندي على هذه الخلاصة قائلا أنها "تفكير خامل. فهناك ما يقرب من مليار شخص يعانون من الجوع، وثمة مليار آخر من البشر يقاسون من سوء التغذية المزمن، في حين أن هناك مليار فرد يعانون من السمنة المفرطة. أليست هذه أزمة غذائية؟". وأضاف أن "الجوع كان موجودا دائما، لكن ظاهرته قد أصبحت عالمية ودائمة على مدى الخمسين سنة الأخيرة". وأكد أن هناك أزمة زراعية حادة وراء أزمة الغذاء، "فيضطر المزارعون إلى بذل المزيد من النضال الشاق يوما بعد يوم من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب الأسعار المنخفضة والأسواق المضطربة. وهنا يكمن التناقض: الأسعار مرتفعة بالنسبة للمستهلكين ومنخفضة للغاية بالنسبة للمزارعين، بل وبدرجة تحول دون استردادهم حتى ما أنفقوه"... "أين يذهب الفرق؟ إلى إمبراطوريات الغذاء". وشرح العالم فون دير بلويغ أن"الأسواق تقع أكثر فأكثر تحت هيمنة التكتلات التجارية الصناعية، مثل أهولد، نستله، كارجيل والكثير من غيرها التي تتحكم في إنتاج الأغذية وتصنيعها وإستهلاكها". "هذه الإمبراطوريات قادرة على التلاعب بالأسواق واستنزاف الثروة الزراعية. وفي ظل هذا النظام السائد، يتسبب أدني اختلال في الأسواق في تقلبات كبيرة في الأسعار". وذّكر بأن الإمبراطوريات عادة ما لا تملك موارد ذاتية وإنما تتحكم في الشبكات. "المزارعون والمستهلكون يعتمدون على نقاط الدخول ونقاط الخروج" التي تسيطر عليها هذه الإمبراطوريات "التي في مقدورها تحديد المعايير والأسعار." وأضاف أن الحكومات مطالبة بعدم تشويه الاسواق وبتحرير التجارة، لكن هذه الامبراطوريات هي نفسها التي تشوه الأسواق. "فإذا كان في مصلحتها المالية زراعة الهليون والفاصوليا الخضراء والزهور أو تربية الدجاج في البلدان الفقيرة لبيعها إلى الدول الغنية، فهي تفعل ذلك حتى ولو كان السكان يتضورون جوعا". لكن أنويسيكا أسببيساغ، المتحدث باسم شعبة سوبر ماركت الهولندية "أهولد" التابعة لشبكة "أهولد" المتعددة الجنسيات، يعترض قائلا أن هذا ليس بالضرورة أمرا سيئا بالنسبة للبلدان الفقيرة. ويقول أن "طلباتنا تخلق الآلاف من فرص العمل والدخل للناس في البلدان المصدرة، خاصة أننا نتعاون تعاونا وثيقا جدا مع المنتجين من أجل تحسين ظروف العمل ومستويات المعيشة". وهنا يشير فون دير بلويغ إلى الآثار الجانبية لهيمنة الإمبراطوريات التجارية، فيقول أن "بيرو، على سبيل المثال، تحولت إلى أكبر مصدر للهليون في العالم. ومع ذلك، يُحرم المزارعون المحليون من المياه التي يحتاجون إليها أشد الحاجة، إضافة إلى معاناتهم من عدم الاستقرار. فبالفعل، يتجه إنتاج الهليون إلى الصين الآن". ويشرح أن "قوة امبراطوريات الغذاء مثيرة للقلق لأن اهتمامها الوحيد هو التدفق النقدي، فعليها أن تسدد ديونها التي اكتسبتها لشراء شركات أخرى واحتكار قطاعات واسعة من شبكة إمدادات الغذاء العالمية". ثم أكد أن "كلمة السر هي التوسع. هذه الديون تجعل بعض الشركات تتعثر على أرجلها كما حدث لشركة "بارمالات"، إمبراطورية الطعام الإيطالية التي تركت ديوناً قدرها 14 مليار يورو". لكن أنويسيكا أسببيساغ يعترض مجددا. "لسنا بمثل هذه القوة كما يعتقد الناس في كثير من الأحيان. نحن لا نحدد الأسعار والمعايير، وإنما نخضع للسوق والقواعد الحكومية شأننا في هذا شأن غيرنا. ولهذا فمن مصلحتنا ومصلحة المنتجين بناء علاقات مستقرة والاتفاق على الأسعار. فإذا أصبحت الصين أرخص، فنحن لا نتحرك تجاهها بصورة مفاجئة، فليست هذه هي الطريقة التي نعمل بها ". وعن هذا تقول الباحثة بمركز البحوث عن الشركات المتعددة الجنسيات في أمستردام، ميريام فاندر ستيتشيلي، "ومع ذلك، أصبحت شبكات السوبر ماركت أقوى اللاعبين بين إمبراطوريات الغذاء". وتضيف أن شبكات السوبر ماركت "قد اكتسبت دورا قويا للغاية كبوابة بين المستهلكين والصناعة التحويلية. فعلى سبيل المثال، تضطر حتى كبرى شركات الموز متعددة الجنسيات الآن إلى قبول أسعار مخفضة وعقود قصيرة الأجل. كما أصبحت العديد من محلات السوبر ماركت منتجة أيضاً الآن، ما يجعلها أكثر قوة. " وتؤكد الباحثة لوكالة انتر بريس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram