إذا لم يكن هذا فسادًا ولصوصية أو إهمالاً وتقصيرًا أو تهاوناً وخيانة للأمانة فماذا نسمي ما يحصل ؟أفظع ما يحدث الآن في العراق ليس الفساد بل حالة اللا أبالية تجاهه، ليس سرقة المال العام ولكن التستر والتواطؤ مع هذا الفساد وحمايته وكفالته من بعض الجهات !
بعض الجهات تخلع برقع الحياء حين تسكت وتخرس تذيع على الناس اسم المسؤول المرتشي ، هذه جهات فاسدة ومفسدة لأنها تحمي فاسدًا وتصونه وتحصنه، لدرجة أنهم يخشونه ويخافونه، أو أنها ستكون فضيحة مدوية حالة إعلانه، أو أن له شركاء يهددهم مثلاً، وإلا ما سر هذا الصمت المتواطئ على محاسبة ومحاكمة المرتشي الذي تقاضى رشوة مؤكدة وثابتة ؟، هذه اللا أبالية نفسها نعيشها ونشاهدها كل يوم. بالمقابل هناك صمت امام مشاهد نادرة ولعل مشهد الموظف الذي رفض رشوة تقدر بمليوني دينار حيرت ولا تزال تحير الكثيرين ، فالبعض لايصدق ان هناك موظفين نزيهين لا تغريهم سلطة المال ، ولايمكن للملايين ان تحيدهم عن طريق الحق والعدل ، لهؤلاء كنا نتمنى ان تفتح القنوات الفضائية ابوابها لنسمع ونرى كيف يمكن للمواطنة الشريفة والنزيهة أن تنتصر على الفساد وزبانيته ، نموذجان نتمنى من الإعلام أن يسلط الضوء عليهما .
مجرد كلام
نشر في: 20 أكتوبر, 2010: 05:53 م