بغداد / المدى حذّر استاذ العلوم التربويّة والنفسيّة في جامعة بابل الدكتور (فاهم حسين الطريحي) رئيس قسم العلوم التربويّة والنفسيّة في كليّة التربية من بوادر السلوك العدواني لدى العديد من الاطفال والمراهقين كونه يعد من السلوكيات اللاسوية ومؤشراً حقيقيا نحو اتجاههم لخطر الجنوح والجريمة خلال مسيرة حياتهم الحالية او المستقبلية.
واوضح الطريحي ان مستوى السلوك العدواني لدى الاطفال يشير الى السلوك الذي يمارسه الطفل او المراهق بقصد الايذاء ضد فرد معين او مجموعة من افراد في المجتمع وينتج عنه بالتالي اذى شخصي او تدمير ممتلكات الافراد او مجموعات.لافتا الى انه لا يمكننا ان نشخص الطفل الذي يمتلك سلوكا عدوانيا من مجرد ارتكابه سلوكا عدوانيا واحدا بل يمكن تشخيصه اذ ما ظهر عليه هذا السلوك بشكل متكرر من دون ظروف او مثيرات معينة للعدوان بحيث يصبح هذا السلوك عادة سلوكية يمارسها الطفل استمرارا وتكرارا وعند ذلك يمكن ان نحكم عليه انه (طفل عدواني) وتظهر صور هذا العدوان بصور مختلفة منها اللفظي او الحركي بصور مباشرة او غير مباشرة .مشيرا الى ان السلوك العدوان للاطفال او المراهقين هو السلوك الذي يتسم بالتكرار ويصبح هذا السلوك سمة من سمات شخصيته وليس لمجرد استجابة عابرة لموقف محدد محذرا بهذا الصدد الى ان خطورة هذا السلوك تكمن اذا ما لقي تعزيزاً من قبل الوالدين والبيئة بالقبول او المدح او الثناء فانه من الممكن ان يتعود عليه الطفل ويتكرر وبالتالي يتطبع بداخله ذلك السلوك العدواني.واضاف الطريحي : ان السلوك العدواني يعد ظاهرة سلوكية شغلت العديد من المنظرين والمتخصصين في ميدان علم النفس والتربية فقد ذهب بعض العلماء الى ان السلوك العدواني (غريزة) ووراثة أي انه استجابه لنشاط مادة هرمونية في ادمغة هؤلاء الاطفال تعكس نشاطا كهربائيا في الجهاز العصبي ناتج عن عوامل وراثية مكتسبة بينما ذهب بعض العلماء الى ان السلوك العدواني ينتج من الاحباطات التي تواجه الفرد في حياته اليومية والبيئة التي يعيش فيها الطفل.بينما وجد اخرون انه سلوك مكتسب يتعلمه الطفل عن طريق التعلم بالمشاهدة من خلال مشاهدة السلوك العدواني في مجتمعه سواء في داخل اسرته او مدرسته او رفاقه كأن يرى والده يضرب اخوانه او احد رفاقه اوما يشاهده من جرائم وعدوان وعنف من على شاشات التلفاز او الانترنت او الموبايل وغير ذلك من وسائل المعلومات والاتصالات الحديثة التي اجتاحت عالمنا بقوة واصبح العالم اشبه بقرية صغيرة جداً.واردف قائلا: لابد من التنبيه هنا ان ليس كل طفل يشاهد العنف والعدوان يكون عدوانيا حيث ان السلوك العدواني ظاهرة مركبة متعددة المتغيرات لايمكن تفسيرها بعامل واحد بل تتفاعل مجموعة من العوامل تتداخل وتترابط في ما بينها ويؤثر بعضها في البعض الآخر سواء كان سلبا او ايجابا مؤكدا بذلك الخصوص ان اسباب السلوك العدواني تختلف من نوع السلوك اولا وثقافة المجتمع ثانيا وما يهمنا هو كيف يمكن معالجة هذا السلوك ؟وعن الاتجاهات الحديثة لعلاج السلوك العدواني لدى الاطفال اوضح استاذ العلوم التربوية والنفسية الدكتور فاهم الطريحي :لقد اثبت علم النفس والتربية الحديث ان وسائل العلاج القديم للسلوك العدواني الذي يعتمد على الكلام والنصح والارشاد المباشر اصبحت وسائل عقيمة لا تفيد ولكن يمكن ان نتلمس ثلاثة اتجاهات حديثة هي (العلاج الطبي – العلاج السلوكي – العلاج الجراحي).وفي ما يخص العلاج الطبي فقد بيّن الطريحي ان العلماء اكتشفوا دواء يمكن ان يؤثر على مركز العدوان في المخ وقد استعملت تلك الادوية بنجاح في بعض الدول الاوروبية حيث تمت معالجة اطفال مشاكسين كانوا يحطمون كل شيء ويضربون اخوتهم ويمزقون ألعابهم ويتصفون بسمة العدوانية فيما الاتجاه الثاني للعلاج فيكمن في (العلاج السلوكي) حيث وجد العلماء ان السلوك العدواني يصاحبه عادة احساس باللذة والسعادة وعلى هذا الاساس اتجه هؤلاء العلماء نحو ربط العدوان عند الاطفال بالاحساس بالالم والعذاب ولكن في مثل هذه الحالة لايجب ترك الطفل فترة دون ان تستمر في تعزيز هذه الرابطة بين العدوان في سلوكه تجاه الآخرين والاحساس بالالم.فيما يتمثل الاتجاه الثالث للعلاج (العلاج الجراحي) حيث نجح العلماء في امكانية تجميد مراكز العدوان من خلال استخدام الطاقة الكهربائية او المواد الكيماوية في غرف العمليات.
متخصصون يحذرون من بوادر السلوك العدواني للاطفال
نشر في: 20 أكتوبر, 2010: 06:20 م