متابعة/ المدىيتزامن التحضير الامريكي لانتخابات الكونغرس النصفية مع تحولات مهمة في العملية السياسية العراقية، فيما يقلل سياسيون عراقيون من تأثير نتائجها على الوضع في البلاد.وياتي ذلك، في وقت تشير فيه اخر التقارير الصحفية إلى ان الديمقراطيين الامريكين ضيقوا الخناق على خصومهم الجمهوريين.
وبينما تقترب الانتخابات التي يتنافس فيها كل من الجمهوريين والديمقراطيين على الأغلبية داخل القبة البيضاء، تظهر أسئلة عن كيفية تأثير نتائج هذه الانتخابات على الملف العراقي وتشكيل الحكومة.وبحسب تقرير نشرته الوكالة الاخبارية للانباء فان العديد من السياسيين اتفق على أن نتائج هذه الانتخابات لن تؤثر كثيراً على الخارطة الأمريكية للعراق.ويرى النائب عن ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي أن نتائج انتخابات الكونغرس لن تؤثر على الإستراتيجية المرسومة للعراق من قبل الإدارة الأمريكية.وقال المطلبي: لن يحصل تغيير جذري على الوضع العراقي،وأن الاربع سنوات المقبلة مرسومة من قبل الإدارة الأمريكية لا سيما في ما يتعلق بفك الارتباط العسكري والانسحاب الامريكي من العراق.وكانت الادارة الامريكية قد وضعت خطة للانسحاب النهائي من العراقي في نهاية عام 2011 وذلك بعد أن تم سحب القوات المقاتلة الشهر الماضي.ورجح المطلبي أن تتعامل الادراة الامريكية بشكل افضل مع العراق لو فاز الجمهوريون بانتخابات الكونغرس.معللاً ذلك لرغبة منافسيهم الديمقراطيين من استثمار العملية السياسية في العراق لمصالحهم.ومن وجهة نظر النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان فأن انتخابات الكونغرس لن تغير نظام السياسة الخارجية للادارة الامريكية.وقال عثمان أن الجمهوريين او الديمقراطيين لن يختلفوا كثيراً بشأن ادارتهم للسياسة الخارجية،وان ثوابت السياسة الخارجية لن تتغير.واستدرك عثمان:ان الديمقراطيين اكثر تساهلا من الجمهوريين في بعض القضايا التي تخص الوضع العراقي.ولم يستبعد النواب احتمالية وجود تأثيرات غير مباشرة على الوضع العراقي بعد نتائج انتخابات الكونغرس.وتحتدم المنافسة بين المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية للكونغرس وسط تباين آراء المواطنين الأميركيين حول من يملك القدرة على دفع البلاد إلى الأمام.ويتوقع كثير من المراقبين فوز الجمهوريين باغلبية مقاعد الكونغرس البالغة 435.على صعيد متصل، تمكن مرشحون ديموقراطيون لانتخابات الكونغرس من تضييق الفجوة مع منافسيهم الجمهوريين قبل 13 يوما على الانتخابات النصفية مما زاد من حدة السباق الانتخابي الذي يعول عليه الجمهوريون لاستعادة السيطرة على الكونغرس، بينما يأمل الديموقراطيون أن تبقى لهم سيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن"المكاسب غير المتوقعة لمرشحين من الجانبين تشير إلى أن الأيام الأخيرة من المعركة الانتخابية يمكن أن تكون متقلبة مثل أي دورات سابقة". وأضافت أن الديموقراطيين ممن كانت حظوظهم ضئيلة في السابق بمن فيهم النائب جو سيستاك في ولاية بنسلفانيا والسيناتور مايكل بينيت في ولاية كولورادو، قد تمكنوا من إحراز تقدم أمام خصومهم الجمهوريين في بعض استطلاعات الرأي. وفي الوقت نفسه، فإن مرشحين جمهوريين من بينهم دينو روسي في واشنطن وكارلي فيورينا في ولاية كاليفورنيا، اللذين أظهرت استطلاعات الرأي أنهما تراجعا أمام منافسيهم من الحزب الديموقراطي، قد تقدما بشكل أكبر في استطلاعات الرأي، بحسب الصحيفة.وقالت وول ستريت جورنال إنه يمكن لهذا الاتجاه أن يعني أن أنصار الحزب الذين قد يكونوا مترددين في بداية الحملة، يقومون لاحقا بالعودة إلى المرشحين مع اقتراب يوم الانتخابات، وأن أرقام الاستطلاعات المتأرجحة تعكس أيضاً رد فعل ناشطي الحزب كلما اقترب الجانب الآخر من تحقيق تقدم.ونقلت الصحيفة عن لارا براون وهي باحثة في العلوم السياسية في جامعة فيلانوفا قرب فيلادلفيا قولها إنه"كلما شهدنا تقدما في اتجاه واحد، كلما أعطى ذلك دفعة للحزب المنافس".وكانت استطلاعات الراي قد رجحت تمكن الجمهوريين من تحقيق مكاسب تعيد لهم السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ التي فقدوها عام 2006.وفي حال تمكن الحزب الجمهوري من السيطرة على الكونغرس فسيكون بمقدور أعضائه التصدي لأي مشروعات قوانين يسعى الرئيس أوباما لإقرارها عبر وقف هذه المشروعات أو ممارسة حق النقض عليها.وكان الرئيس أوباما وكبار مسؤولي الإدارة قد كثفوا من جهودهم في الأيام الماضية لحشد الناخبين خلف مرشحي الحزب الديموقراطي أملا في الاحتفاظ بسيطرة الحزب على الكونغرس بمجلسيه لتوفير الدعم الذي يحتاجه الرئيس لسياساته.
نصفية الكونغرس: التنافس يصل الذروة.. وبغداد لا تتوقع تأثيراً مباشرا عليها
نشر في: 22 أكتوبر, 2010: 07:44 م