متابعة / المدى تذمر مواطنون في العاصمة بغداد من الاختناقات المرورية التي تحدث نتيجة بعض الإجراءات الأمنية المشددة أحياناً وغلق بعض الشوارع لدواعٍ أمنية، فيما تعلل الجهات المعنية ذلك بالضروري لحماية المواطنين.
((الوصول للعمل متأخر))  وفي هذا الشأن يحكي احمد جبار (25 عاما) عن معاناته مع العمل والوصول إلى مقره متأخرا وتعرضه للطرد من مؤسسته مرتين لتأخره عدة مرات بسبب الازدحام في التقاطعات المؤدية إلى هناك.وأضاف "تخرجت من كلية الآداب في سنة 2006 وطلبت تعييني في دوائر الدولة لكن من دون جدوى إلى أن وجدت عملا في احد المصارف الاهلية في منطقة الكرادة ببغداد لكن لعنة الازدحامات لاحقتني إلى باب رزقي، فقد طردوني من العمل للمرة الثانية والاخيرة بعد أن وجهوا لي انذاراً نهائيا في المرة السابقة”.ويوضح جبار "كنت اغادر من البيت في الساعة السابعة صباحا وأصل إلى مكان عملي الساعة التاسعة والنصف اي بعد موعد الدوام بساعة كاملة"، متسائلاً "ماذا افعل؟، هل يعقل أن يخرج الموظف من بيته في الساعة الخامسة صباحا ليصل إلى عمله بموعده المحدد؟”.وناشد المسؤولين "إيجاد حلول مجدية وسريعة لأن الازدحام أصبح لا يطاق وقد يصيب الناس بآثار سلبية ونفسية سيئة"، مستدركا أن "الوضع إذا بقي على هذا المنوال فإن الحياة لا محال ستصاب بشلل”.الإجراءات لم تعطل عمل المسلحينمن جانبه، يقول عثمان كمال وهو موظف حكومي إن "موجة الاختناقات المرورية التي تعصف ببغداد هذه الأيام تعد إهداراً للوقت ليس إلا"، مبينا أن "هذه الموجة أثارت استياء جميع المواطنين سواء الموظفين او الكسبة والعمال بسبب إهدارً الوقت الذي اثر سلبا على أعمالهم اليومية بحيث تذمر المواطن من جراء الاختناقات المرورية المستمرة”.ويوضح كمال أن "الطامة الكبرى تكمن بعد كل انفجار يعصف بالعاصمة بغداد، إذ تصبح نقاط التفتيش الأمنية مشددة من حيث إجراءات التفتيش لدرجة إغلاق الشارع"، مستدركا أن "تلك الإجراءات لم تعطل عمل المسلحين يوما، لكنها تزيد من هموم الناس بتعطيلهم عن أعمالهم.أما عماد قاسم وهو سائق اجرة، فهو يشّبه شوارع بغداد هذه الايام بمعارض السيارات، ويقول "توجد شوارع في بغداد عندما تمر بها تشعر بأنك في معارض للسيارات، حيث الجميع واقف لا يتحرك، والزحام اصبح شديدا مما اثر على نفسية الناس”.ويضيف كاظم "فكرت مرارا وتكرارا في ترك عملي كسائق اجرة وبيع سيارتي، لكن سرعان ما اعدل عن قراري لأنها مصدر رزق عائلتي الوحيد”.ويوضح أن "المشوار الذي كنا نقضيه في مدة ربع ساعة لا نستطيع الآن قضاءه بساعة، وهو ما بدأ يوتر اعصاب الركاب وجعلهم في نفور وتذمر وهم يقضون وقتاً طويلاً محاصرين في مقاعد السيارات وسط الشارع”.مليون سيارة في بغدادإلا أن المتحدث باسم مديرية المرور العامة العميد نجم عبد جابر يعزو اسباب الزحام إلى عدد السيارات التي دخلت العراق بعد عام 2003، ويقول "وصل عددها إلى مليون سيارة"، فضلاً عن "عدم اعادة التصاميم الموجودة في الشوارع بما يتلاءم مع هذه الاعداد الكبيرة".ويوضح جابر"كان لدينا قبل 2003 مايقارب الـ275 الف سيارة منوعة، بين اجرة وخصوصي، وكانت الكثافة المرورية في اوجها أما الآن فإن الزيادة الحاصلة في عدد السيارات بلغت اكثر من مليون سيارة في داخل بغداد فقط فضلا عن السيارات الوافدة من خارج العاصمة". ويضيف جابر أن "التجاوز على الأسيجة والجزرات الوسطية واستخدام بعض السائقين الطرق الفرعية والسير بعكس الاتجاه عوامل تسبب الازدحام والفوضى في الشوارع، فهذه المخالفات تؤثر تأثيرا مباشرا على حركة المرور”.ويبين أن "هذا العدد الهائل من السيارات لا تستوعبه الشوارع التي خططت خرائطها في العقود الماضية والتي لم يطرأ عليها أي توسع أو تغيير، لذا يجب دراسة هذه الحالة وتغيير التصاميم في الشـوارع"، إضافة إلى "إضافة وإنشاء طرق جديدة وجسور وأنفاق وإيجاد حل سريع يتمثل بتسقيط الموديلات القديمة وتحديد حركة المركبات في العاصمة بموديلات حديثة وهذا يسهم في الحد من هذه الأزمة”.