بغداد/ المحرر السياسيفي اوّل ردّ فعل عراقيّ رسميّ على نشر الوثائق، صرح ناطق باسم وزارة حقوق الانسان امس السبت ان الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس"لم تشكل أي مفاجأة". وقال كامل الامين المتحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس ان"التقرير لم يشكل اي مفاجأة لاننا اشرنا الى امور كثيرة حدثت بينها ما وقع في سجن ابي غريب كثير من الحالات التي قامت بها القوات الاميركية". واضاف"بالنسبة لنا لن نفاجأ بمعلومات جديدة".
وتابع ان عدد القتلى الذي كشفت الوثائق انه بلغ 109 آلاف منذ 2003"قريب من الارقام التي اعلنتها وزارة الصحة".واكد ان"حقوق الانسان لديها تثبيت لكثير من حالات القتل العمد بينها حادثة بلاك ووتر ومقتل عبير ومجزرة اغتيال العائلات في منطقة حديثة".وكشف موقع ويكيليكس من خلال نشر ما يقرب من 400 الف وثيقة سرية للجيش الاميركي حول حرب العراق، ان الائتلاف الدولي مارس التعذيب على اسرى عراقيين وتغاضى عن إعدامات ارتكبت خلال سنوات ما بعد 2003.وبعد اسابيع من الترقب، بدأ الموقع المختص بتسريب الوثائق العسكرية، مساء امس الاول الجمعة بنشر 391831 وثيقة اعتبر انها"اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".ولم يتسن التأكد من الوثائق بشكل مستقل، فيما رفض ويكيليكس تقديم أي تفاصيل عنها. وامتنعت وزارة الدفاع الاميركية عن تأكيد صحة الوثائق المطلقة الا انها وظفت نحو 100 محلل لمراجعة ما تم إصداره في السابق، ولم تشرالى عدم دقة أي من اطلاقات ويكيليكس الماضية.وطوال سنوات تعرف الرأي العام في العراق، ومعه وسائل اعلام وبعض المؤسسات الحكومية، على معلومات تقترب كثيرا مع ما نشرته ويكليكيس امس السبت، ولا يبدو ان حالات التعذيب في السجون وحالات القتل التي ارتكبتها القوات الامريكية، واحداث العنف الطائفي التي قادتها القاعدة وجماعات ومليشيات مسلحة في العراق جريدة على الرأي العام المحلي.لكن اللافت في الوثائق انها خلت من ادلة على الجهات التي تقود او تمول او تخطط لهجمات القاعدة كما انها، اغفلت تطورات الوضع الامني في العراق، والذي رغم عدم وصوله الى الاستقرار النهائي، تحسن بشكل نسبي. ويعود تاريخ الوثائق من مطلع 2004 إلى الاول من كانون الثاني 2010، والتي تم تسريب معظمها على أيدي ضباط من ذوي الرتب الدنيا وكتبت بلغة مقتضبة وجافة، قد صورت آلاف المعارك مع الارهابيين والهجمات بالقنابل على جانب الطريق، فضلا عن إطلاق النار من قبل متعاقدين امنيين على مدنيين.وتطرق موقع ويكيليكس ايضا الى تصرف الجنود الاميركيين الذين"فجروا أبنية بكاملها لأن قناصا يوجد على سطحها". كما كشف الموقع عن"اكثر من 300 حالة تعذيب واعمال عنف ارتكبت بحق الاسرى". واحصى اكثر من الف عملية قتل من قبل القوات العراقية. وقال الموقع ان قسما كبيرا من الوثائق نشر من دون اسماء لانها تشكل خطرا على بعض الاشخاص.وفي لندن، اعتبرت صحيفة الغارديان ان مصدر ويكيليكس هو على ما يبدو"المحلل المنشق نفسه عن مخابرات الجيش الاميركي"الذي كان وراء عملية التسريب حول الحرب في افغانستان هذا الصيف.في بغداد، اكدت الخبيرة القانونية بشرى العبيدي ان من حق الحكومة رفع دعوة قضائية ضد قناة الجزيرة او موقع ويكيليكس، وفق المادة (20) من العهد الخاص للحقوق المدنية العراقية، مشيرة الى أنه يمكن للمواطن العراقي المتضرر جراء ما نشر من الوثائق استخدامها كوثيقة لرفع دعوة قضائية.وقال العبيدي للوكالة الاخبارية للانباء ان من حق الحكومة ان ترفع دعوة قضائية تجاه قناة الجزيزة او موقع ويكيليكس، لكن بشرط ان تكون لديهم ادلة تنفي ما نشر، وفق المادة (20) من العهد الخاص للحقوق المدنية العراقية، والا انها ستكون مسؤولة تجاه ما نشر من الوثائق، مشيرة الى ان من حق المواطن سواء كان في بلاده او في امريكا المتضرر من الاعمال المنشورة في وسائل الاعلام المذكورة رفع دعوى قضائية للمطالبة بحقوقه.هذا وقد نشر موقع ويكيليكس، وثائق تنص على أن القوات الأميركية والعراقية صادرت شحنات كبيرة من الأسلحة تحمل شعار"صنع في إيران"، كما تكشف النقاب عن شحنات من الأسلحة الثقيلة بعث بها الحرس الثوري الإيراني إلى الداخل العراقي وتلقاها مصدر مجهول في محافظة العمارة جنوبي العراق.وتكشف إحدى الوثائق أن قائدا في الجماعات المسلحة قال في تشرين الاول 2006 إنه كلف باغتيال رئيس الوزراء نوري المالكي، في حين تكشف وثيقة أخرى عن تهديد تعرض له رئيس الوزراء السابق إياد علاوي عبر سيارة مفخخة قادمة من إيران عبر الحدود الشمالية.من جانبه، صرح جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس لشبكة سي ان ان الاميركية ان"هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان حيث القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".كما كشفت الوثائق تفاصيل حرب في الظل على الارض العراقية بين القوات الاميركية وايران خصوصا استعمال طهران جماعات مسلحة لقتل او خطف اميركيين.والمعلومات الاستخبارية حول دور ايران التي كشف عنها موقع ويكيليكس، نشرتها خصوصا صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان.ومن بين الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثًا وقع على الحدود العراقية الايرانية في السابع من ايلول 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة قنابل على وحدة اميركية كانت تقوم بدورية عل
مراقبون: بعض وثائق ويكيليكس "قديمة".. وثبوت أصالتها بحاجة إلى جهة مستقلة
نشر في: 23 أكتوبر, 2010: 08:13 م