اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > دراسة الغابة

دراسة الغابة

نشر في: 24 أكتوبر, 2010: 04:53 م

هاتف جنابي(1)غابة بالسناجبِ ترفلُ بالبُنْدقِ،المساءُ كفيلٌ بغربلةِ الغرباء الثعالبُ تخرج للصيد باكرةً
والطيور تُمَشّطُ ريشَ الندىبمناقير تمتدّ في كل زاويةٍ حينَ يرتعشُ الزغبُ المُسْتفيقُ من العاصفهكلُّ شيء يَشي أنّ قُطّا تسلّلَ بين الغصونأنّ فاختةً قد تناثر قدّامَ صفصافةٍ ريشُهاأنَّ فردا تجاوز حدّ الضيافةِ في لحظات السكون أنّ أمرا خطيرا جرىأنّ عُمْرَا تبددَ في لحظةٍيا لهُمنْ مصيرٍ خَؤُون!وارشو، 20/09/2010rn (2)صباحا ذهبنا إلى غابةٍ يومُها مثلُ أمسِتُمجّدها غفلةُ الزمن واشتباكُ الغصون ببعض مَدَاها انفلاقُ الصدى بين آذاننا والتلاشيعناكبها بينَ جذعٍ وغصنجسورا وأقبيةً تبتنينملها ينخرُ الأرضَ منذ قرونتؤوب السكينةُ مُتْعَبَةً من تراويحها لا الطريقُ إليها تؤدّيولا خطوةُ العارفين.إذا كنتَ فوق أعالي الشجرْكيف يُمْكننا أنْ نراكوإنْ كنتَ أسفلها كيف جُنْحُكَ يَحوي الغسَقْإذا كنتَ طيرا، ملاكا، سرابا، صدىفالضياءُ بلا فُرْجةٍمَحْضُ طيفِ شعاعٍيُظَلّلهُ العشبُ بين خيوط الظلام.rnمساءً خرجنا من الغابةِ الآسِرهلحْمنا نَيّئا كانَ، أصواتنا تنقر الطرقات،وكلُّ يدٍ نبتةًكلُّ نظرةٍ أملا ركعةً لصباحٍ جديد. وارشو، 21/09/2010 (3)متلفتا حولي، قريبا من مُلامَسَةِ الغَسقْألفيتُ لوحا مائلا، سهما عليه وخلفه شجرا كثيفاطرّزَ التاريخُ جبهتهوتابعتِ الفصولُ حياكةَ القسماتِ قلتُ لِعَيْنِيَ اتّبِعِي العروقَ على الجذوع،تَبَرْعُمَ الآتي على مرأى الربيعِ،تمددَ الأغصانِ في جسد الأفقْوتأمّلي شجنَ المكانِ وعُرْيهرغم الدّثار مُزَرْكَشَاوتمَعّنيحَطّابَهُ وفؤوسَهُ المغروزةَ الأنياب في رحم الشجرْالغابةُ الأولى تُبارك أمسَهاحجرٌ يُحاكي عشبةً،يَصْفَرّ ثمةَ حالِماً يَخْضَوْضِرُكلبٌ يبول على الحجارةِ خلفَ صاحبهِويَمْسَحُ ذيلهُ كعبٌ وفروُ المعطفِنتبادل الأدوارَ دونَ درايةٍالطيرُ يرحلُ وابْنُ أنثى يبتنيأعشاشهُ وسط الغصونِ الذُبّلِ.حيث الحجابُ مُسَاويا تشفيرهحيث البهاءُ مدى حيث المعارفُ حيرةُ الخطواتِ في ترجيعهافوق الحصىحيث الطريقُ محارةٌ نمضي إلى صَدَفِ الكلام لوصفها طمعا بفكِّ رموزهاحيث العيونُ تَرَى وليس تَرَى سوى شجرٍ تُظلله السحبْكانت نقوشُ بني البشرْمنحوتةً بمثابة الأخدود في صدر الشجرْ حيث الصواعقُ تبتني أعشاشهاوالبرقُ يعبثُ بالظلام فُجَاءة حيث الطريق متاهة والمُرتجى أثرٌ مَضى كْتبْ على ورق الخريف حكاية الماضيفما تنهيدةُ الريح الجزوعسوى صدى.وارشو10/10/2010

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram