مؤيد البدري  خروج منتخب الشباب لكرة القدم من الدور الأول لبطولة آسيا للشباب أحدث شرخاً فى مسيرة المنتخبات العراقية المشاركة في هذه البطولة منذ أن حقق العراق المركز الأول مشاركة مع منتخب كوريا الجنوبية في الكويت عام 1975 وحتى البطولة الأخيرة .
لقد حققت منتخبات الشباب بطولة آسيا لأكثر من مرة ولعل أشهرها فوزنا بالبطولة عام 1977 في طهران ووصولنا إلى كأس العالم في الأرجنتين .ترى لم هذا التراجع في النتائج ؟ لا أريد هنا وبهذه الكلمات القليلة أنا لا ألوم أحداً .. لا أريد أن ألوم الاتحاد أو المدرب أو اللاعبين ولكنني سأنقل ما قاله لي مدرب عراقي كان مع منتخبنا الوطني الذي لعب فى الدوحة أمام المنتخب القطري وفاز عليه 2-1 .قال لي هذا المدرب الذي أكن كل الاحترام له وأثق بكلامه ، إن هذا الفريق تدرج مع المدرب نفسه من فئة الأشبال الى الناشئين ثم الشباب واستغرقت هذه المهمة سنوات عدة ولم يجر عليهم أي تغيير سوى الطفيفة منها.إن ثبات الجهاز التدريبي لهذه الفترة الطويلة له ايجابياته وسلبياته ، فمن الأمور الايجابية زيادة أواصر الألفة والمحبة والانسجام بين الملاك التدريبي واللاعبين والتعرف التام لإمكاناتهم إضافة الى زيادة العوامل الأخرى التي تتطلبها اللعبة من لياقة بدنية وزيادة في الكفاءة التكنيكية والتكتيكية والاستقرار النفسي وغيرها .ونتيجة لهذه العلاقة الوطيدة بين المدرب واللاعبين التي بنيت لسنوات عدة يصعب عليه القيام بتبديل أي لاعب بآخر لأنه يعتقد أن لاعبيه الذين قضوا سنوات عدة في تدريبهم ووصولهم إلى تمثيل البلد هم الأجدر وهذا الأمر يحسب من السلبيات إلى حد ما.  يقول المدرب العراقي الذي كان يتكلم معي فى الدوحة كان هناك العديد من اللاعبين الواعدين الذين كان يمكن لمدرب الشباب الاستعانة بهم ولكن لم يتم ذلك لتمسكه بلاعبيه وكان من الممكن ان يكونوا إضافة قوية للمنتخب .إن خروج منتخب الشباب من البطولة الآسيوية الأخيرة لم يمرّ بسلام ، بل كانت هناك انتقادات لأدائه في الصحف والفضائيات وكلها نابعة من الحرص على مستقبل هؤلاء الشباب وعلى سمعة الكرة العراقية .إن خسارة منتخبنا الشبابي درس يجب أن يستفيد منه الجميع ابتداء بالاتحاد والجهاز الفني وانتهاء باللاعبين في إعداد المنتخبات في للبطولات المقبلة .