ترجمة: عدوية الهلالي في محاولة هي الأول من نوعها ، قام عالم نفساني فرنسي باستقصاء آثار الكاتب الفرنسي مارسيل بانيول من خلال زيارة والكتابة عن الأماكن والشخصيات التي استوحاها الكاتب في روايته (قصر والدتي) ..وهكذا ، تحولت تلك الاماكن الى مزارات تستقبل السياح بشكل لا ينقطع.
برونو ليزيه، العالم النفسي الباريسي ، تعقب المنظومة العائلية لبانيول رغم اصطدام بالواقع ، اذ تغيرت معالم الطريق بعد ان شوهته الطرق السريعة لكن ذلك لم يثبط همة ليزيه في العثور على اصول ذكريات الكاتب الطفولية فعاد الى تلك الأماكن ليزيح الغبار عن الآثار الجغرافية القديمة وليفتش في اعماق السكان واذهانهم مستفزا ذكرياتهم.ضمن ليزيه كل ذلك في كتابه الجديد (قصص بانيول) الذي حلل فيه الارضية التي تحرك عليها الكاتب في روايته (قصر والدتي) مع اعادة العالم الرومانسي للكاتب.بدأ ليزيه كتابه بالإشارة إلى الأعمال الخالدة والروايات التي تركت آثارها عليه منذ ان كان طفلا ومنها (مولينز الكبير) و(قصر والدتي) كونها محملة بطاقة كامنة من السحر ادت الى اصابته بوسواس ثم التفكير في خوض هذه المغامرة وتعقب آثار بانيول.حصل ليزيه على خارطة للمنطقة مؤرخة في عام 1904 من المجلس الحربي ليتمكن من متابعة مغامرته واقتفاء الاثار التي سارت عليها عائلة بانيول سيرا على الاقدام وهي تحمل امتعتها بايديها ابتداء من موقف الترام (لاباراس) في بيلونز وهو الطريق البروفانسي الجميل الذي انقطع وتغيرت معالمه بسبب الطريق السريع ..ويقول ليزيه انه ليس منقب آثار ولم يحاول ان يكون لكنه حمل كتاب بانيول في يده وخاض مغامرة عالم آثار بهدف اكتشاف الطريق القديم تحت الطريق السريع بعد ان اختفت قناطر المياه التي كانت تكلل المنطقة بالجمال ولم يبق منها ما يشير حقاً الى ما يماثلها ..كان بانيول قد أثار ضجة على الانترنت قبل ان يباشر بمغامرته وشاركه عدد كبير من عشاق بانيول ضمن ندوات ومناقشات مباشرة شارك فيها سكان المنطقة التي جرت فيها الأحداث وأرسلوا له بطاقات تهنئة وصور فوتوغرافية استخدم بعضاً منها في كتابه.بفضل هذه المساعدات ، تمكن ليزيه من متابعة عائلة بانيول والشخصيات التي الهمته وبدا مغامرته ابتداء من هذه الافتراضات ، كما غاص في نفوس الشخصيات محللا إياها ومحاولا فك طلاسمها والدور الرمزي الذي تمارسه.من هذه الشخصيات التي وجد آثارها الكونت جان بروسييه وهو كولونيل شارك في الحرب العالمية الأولى ..فضلاً عن شخصيات اخرى تحولت الى اشباح ضمها كتاب بانيول ومنها شقيق بانيول الاكبر الذي توفي مبكرا فمنحت والدته اوغستين اسمه الثاني لشقيقه مارسيل ..والذي وجد عنده ليزيه آثارا اخرى رغم ان عائلته لا تذكره الانادرا ..بهذه الطريقة حول ليزيه الموتى الى شخصيات خالدة في العالم الاسطوري الذي اراد ان ينسجه لبانيول والذي يؤم كثير من الزوار اماكنه في تلال مارسيليا كما يؤكد برونو ليزيه في مقدمة كتابه.
فـي مغامرة طريفة:عالم نفساني يقتفي آثار الكاتب الفرنسي مارسيل بانيول
نشر في: 25 أكتوبر, 2010: 05:09 م