بغداد/ علي عبد السادةأكد السفير الفرنسي في بغداد، بوريس بوالون، أن الاتحاد الاوربي بحاجة الى العراق كقطب مهم في خلق توازنات حاسمة في الشرق الاوسط.وقال كبير الدبلوماسية الفرنسية في العراق، خلال مؤتمر صحفي عقد امس بمقر اقامته ببغداد وحضرته (المدى)، ان بلاده شرعت، بشكل فعلي، في اطلاق شراكة ستراتيجية بين البلدين.
وبدا بوالون خلال استعراضه لزيارات مسؤولين فرنسيين نهاية الشهر الجاري، متحمسا لطبيعة العلاقات بين بغداد وباريس، وقال ان صفحة جديدة ستفتح بينهما وستشهد تحقيق انجازات ملموسة بالنسبة للعراقيين والفرنسيين.ومن المنتظر ان تصل العراق في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري وزيرة التجارة الفرنسية، ماري إدراك، على متن طائرة الايرباص التابعة لشركة ايغل ازور الفرنسية ايذانا بعودة المسار الجوي بين البلدين بعد انقطاع دام اكثر من عشرين عاما.وأشار بوالون الى ان افتتاح الخط الجوي يؤشر عودة العراق الى المشهد الاوربي بعد عزلة طويلة مرت بها خلال العقود الماضية.ويرى المسؤولون الفرنسيون استئناف الرحلات الجوية بين العراق وفرنسا حدثا تاريخيا مهما ومؤشرا على عودة العلاقات الثنائية الى مستويات جيدة.يشار الى أن طائرة من طراز a319 وبطاقة 144 راكبا ستعمل على تسيير رحلات جوية بين العاصمتين، وستسمح تلك الرحلات بالمرور بمطار شارل ديغول في باريس للانضمام الى الوجهات الاوربية والامريكية في أقل من يوم.وتحظى زيارة إدراك باهتمام اوربي كبير، وعلى ما يقول السفير الفرنسي فأن عضوا في الكونغرس الفرنسي سيرافق الوزيرة، الى جانب اكثر من 50 صحفيا يمثلون فرنسا وامريكا واسبانيا وايطاليا واليونان وانكلترا.وعلى جدول اعمال إدراك توقيع اتفاقيات اقتصادية وزراعية، تتضمن برامج طموحة لتحسين وتحديث الانتاج الزراعي في العراق."تمتلك فرنسا خبرة كبيرة في مجال الامن الغذائي، وان على العراق العودة الى مترتبته المتقدمة في الزراعة". يقول السفير الفرنسي في مؤتمره الصحفي امس.ويبدو ان السفارة الفرنسية مهتمة جدا بهذه الزيارة، وتحاول لفت الانتباه اليها، خصوصا وان جدول الاعمال يتضمن انشطة عديدة للتعاون بين البلدين.ادراك ستفتتح، أيضا، الجناح الفرنسي في معرض بغداد الدولي بمشاركة 50 شركة فرنسية، قال بوالون انها تغطي مجالات اساسية كالكهرباء والماء والصناعة والصرف الصحي وغيرها.واضاف السفير الفرنسي ان زيارة الوزيرة إدراك تتزامن مع افتتاح البيت الفرنسي للزراعة والبيئة في أربيل، ومن المتوقع ان يتم انشاء فروع في المناطق الزراعية خصوصا الناصرية والحلة والبصرة.واوضح بوالون ان نشاط هذا البيت يتألف من جزء حكومي مهمته تقديم الدعم والمشورة للمؤسسة الزراعية في العراق، واخر يرتبط بالقطاع الخاص يعمل من خلال عقود تجارية على تحسين البنى التحتية للانتاج.في سياق آخر، من المنتظر ان يصل العراق عضو البرلمان الاوربي، رئيس المعهد العربي في باريس، دومنيك بوديس.وقال السفير الفرنسي ان الزيارة ذات طابع ثقافي ستبدأ بافتتاح معرض لأربعة خطاطين عراقيين مقيمين في باريس."هؤلاء من ابرز الخطاطين على مستوى العالم... وترى فرنسا ان تجربتهم فريدة وغنية، ولم يبق الا ان يكرموا في بلدهم".يشار الى ان الخطاطين العراقيين هم: محمد سعيد الصكار، غني العاني، حسن المسعودي، ومحمد صالح.يذكر أن الصكار وصالح سينتقلان الى السليمانية بعد المعرض الاول لاقامة اخر في متحف (امنه سوركه) – او الامن الاحمر.وفي ضوء هذه النشاطات المرتقبة، يرى السفير الفرنسي ان العلاقات الثنائية بين البلدين حصلت على دفعة كبيرة بعد الزيارة التي وصفتها الدبلوماسية الفرنسية بالتاريخية للرئيس نيكولا ساركوزي شباط الماضي.وقال بوالون ان الاتحاد الاوربي بحاجة ماسة الى العراق، على اعتبار انه قطب مهم في المنطقة سيكون بمقدوره حسم التوازنات السياسية في الشرق الاوسط.وفي ما يتصل بأزمة تشكيل الحكومة، علق السفير باقتضاب:"السياسيون العراقيون يبذلون جهدا كبيرا لانهائها ونحن نقدر عملهم"، لكنه استدرك:"فرنسا لم تشعر بوجود فراغ في العراق.. هناك حكومة لا تزال تعمل".
بوالون:أوربا بحاجة إلى العراق.. بإمكانه حسم التوازنات فـي الشرق الأوسط
نشر في: 26 أكتوبر, 2010: 08:30 م