بغداد/ محمود الكرخيمع تزايد الوعود ووسط التأملات المضنية التي فاقت في كثرتها وتراكماتها الحدود، لدرجة أن شعب العراق تجاوز العديد من شعوب الأرض في رجائه وتمنياته لأن تفرج همومه، وما حل به من كرب وحرمان طيلة عقود من الزمن- أن لم تكن قروناً- حتى إنه ما ان يخرج من مصيبة حتى تتلقاه مصائب أكبر وأكثر،
وأشدّ من سابقاتها ايلاماً وقسوة وحرمان من ابسط مستلزمات الحياة الحرة الكريمة، فلم ينصفه حاكم طوال ذلك الزمن ولم يضمد جراحه مسؤول، ومع ذلك فهو يمارس كل أسلوب منطقي وديمقراطي وكل سبيل من اجل نيل حقوقه، إلا انه ما يلبث أن يجني النحس وانعدام الاستجابة ونكران الحقوق، وحتى ابسطها رغم طيبته وحسن ضنه بحكامه ومرؤوسيه... والأيام تمر والأعوام يجر بعضها بعضاً، إلا انه وسط هواجسه وتطلعاته المشروعة.. لم يحصل على الأدنى من الحقوق والمقومات الإنسانية التي تجعله يشعر بإنسانيته وآدميته ووجوده... حتى إنه أصبح يحسد تلك الشعوب التي لم تحظ بالثروات والخيرات التي حظي بها، والتي أصبحت تنعم بالرفاه والخدمات الإنسانية، حتى أصبح يقضّ مضجعه الحصول على لقمة العيش الكريمة... فالمهنة التي تدّر عيه رزقاً أصبحت مطلباً صعباً.. والخدمات (الكهرباء والماء) صار يحلم بها إن لم يكن قد حذفها من قاموس احتياجاته اليومية، أما التطبب والاستشفاء هما الآخران أصبحا من الأمور البعيدة المنال، لدرجة انه أصبح يمني نفسه باستقرار حالته الصحية، كي لا يحتاج الى ما يجعله يلجأ إلى من يذله وهو ينشد من يتصدق عليه بأجرة الطبيب وشراء الدواء..لسنا نريد أن نحرض على اليأس والقنوط، ولكن نريد أن نذكر بحقيقة ساطعة سطوع الشمس مفادها ان العراقي الصبور الباسل في تحمله لكل تلك الويلات لا يستحق من حكامه ومسؤوليه بنحو عام هذا الجحود وهذا الإهمال أبداً.
أحلام مؤجلة...!
نشر في: 27 أكتوبر, 2010: 05:15 م