كتب / رعد العراقي كم تمنيت أن تزول تلك التقاسيم القاسية والحزينة التي ارتسمت على محيّا  جنرال خط الدفاع العراقي عدنان درجال وهو يتابع أحداث مباريات فريقه الوكرة التي خرج منها بنتائج غير مرضية ضمن دوري المحترفين القطري .
قد تكون النتائج منطقية في عالم الكرة المستديرة عطفاً على تواضع الفريق ، والفترة القصيرة التي تولى فيها الجنرال مهمة قيادة الجهاز الفني للنادي،لكنها غير منطقية بحساب العاطفة والشعور اللاإرادي الذي يظهر من دون أستئذان على أفئدة محبي صخرة الدفاع من أبناء جلدته الذي أتشرف أن أكون واحداً منهم.المسألة قد تكون بها أبعاد كثيرة هي من جعلت الموضوع يتجه إلى حيث  الأمنيات بان يقلب عدنان درجال الطاولة ويعيد نادي الوكرة إلى وضعه الطبيعي ويثبت انه مازال يحمل فكراً تدريبيا راقيا برغم ابتعاده عن الملاعب واتجاهه إلى  حيث طلب الرزق لعائلته من خلال ممارسته النشاط التجاري إلا انه لم يعلن اعتزاله وظل قريبا من محبوبته يتابع عن قرب تقلبات ومسارات التطور التي طرأت عليها وفي ذات الوقت يوجه رسالة إلى بعض من تطاول وشكك من قدرته! حينما قررت الهيئة الإدارية لنادي الوكرة إناطة المهمة للكابتن عدنان درجال لم تنطلق بالتأكيد من فراغ ، بل من قناعة على  قدرته الإدارية والفنية في تحسين أمور النادي التي باتت مهددة بتذيل قائمة الدوري وبالمقابل فان درجال لا يملك العصا السحرية في إحداث تغيير جذري وفوري إلا من خلال التدرج الزمني واستقطاب لاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية يمكن أن تساعده في عملية إعادة البناء من جديد.لكن ماكان يثير الأسى فعلا هي تلك الهجمة التي واجهها قبل توليه المهمة حينما أخذت بعض الأصوات بتناول الموضوع بشيء (من النقد الجارح) في مجالس التحليل المعروفة ومحاولة التقليل من شأن الجنرال التدريبية  واطلاعه على الفنون الحديثة بالتدريب وكأن بقية المدربين وخاصة الأجانب منهم هم أصحاب قدرة خارقة ومتطورة لكنهم لم يتطرقوا إليهم الأسلوب نفسه من التهكم الذي وصل بأحدهم من الاستفسار (هل درجال سبق وان درب..؟!) ولا نعرف إن كانت تلك الشخصية جادة بكلامها أم انه تقصّد في التقليل حينما تناسى احترام عقول المشاهدين وتاريخ مدرب فذ ولاعب كان يقف كالأسد  ترتعد أمامه أقدام الخصوم.نحن نعلم أن موافقة عدنان ومجازفته في العودة إلى عالم التدريب مع فريق  لا يملك القدرة على الثبات أمام الفرق الأخرى إنما كانت تنطلق من طيبة أخلاقه العالية واحترامه لطبيعة علاقته بالهيئة الإدارية لنادي الوكرة التي  لا يمكن أن يتركها أو يتراجع في مساعدتها بالأوقات الحرجة إضافة إلى امتلاكه الثقة بالنفس على إحداث تغيير يساعد به النادي إلى الإمساك بطريق العودة للدوري وبرغم النتائج السلبية إلا أنه من الإنصاف أن لا يتجاهل  البعض على أن ما قدمه الجنرال من جهد وأسلوب تكتيكي واضح غيّر به  أداء الفريق نحو الأحسن وهو يواجه مشكلة نقص اللياقة البدنية وظهور بعض اللاعبين بمستوى متدن ٍ جدا هو من كان وراء النتائج السلبية  ولا يمكن أن يتحملها الملاك التدريبي فضلا عن قصر الفترة وحراجة موقفه من نوعية اللاعبين الذين معه ولو يمنح الوقت الكافي فسوف تظهر لمساته أكثر وضوحا ويقود الفريق إلى نتائج جيدة. أقول: عذرا ياجنرال ، إن سمحت لنفسي أن افضح نظرات عينيك فقد كانت  تنطق بشموخ تختلط معه الحسرات ربما لا يعرف أسرارها إلا من خبر عشقك للحرص وتفانيك في أداء الواجب واعلم انك تحمل على أكتافك هوية العراق ولازلت في عنفوان الصراع مع الذات حين يتفجر حب الوطن  فتسعى حيث الوفاء له برفع رايته مع كل خطوة نجاح.واعلم كذلك أن الدموع التي تترقرق بين جفونك ما هي إلا حياء  من ملايين  العراقيين أصحاب القلوب الطيبة ممن يتابعون بحب كل محترف عراقي ليجسدوا ملحمة الجسد والدم الواحد.لا تحزن.. مهما حصل وسيحصل، فأنت عنوان ناصع البياض تفتخر به الجماهير التي لا يمكن أن تنسى ما قدمته من عطاء تشهد له الملاعب  امتزج به حب الوطن والغيرة العراقية ولازلت مدربا كبيرا..أما من حاول أن يقلل من قدراتك الفنية فالتاريخ اعرف بأسباب عقدته النفسية!