بغداد/ ا ف بيشعر العسكريون الاميركيون في العراق بحنين كبير الى حياتهم الطبيعية وهم يقبعون خلف الحواجز الاسمنتية داخل معسكراتهم في العراق. وليس هناك ايام عطل للعسكريين الاميركيين الذين ما زال نحو خمسين الفاً منهم ينتشرون في العراق، بعد الاعلان عن انتهاء المهام القتالية لهم وتحديد نهاية العام المقبل موعدا لانسحابهم الكامل في ايلول الماضي.
لكن لا يمكن مقارنة الظروف التي يعيشونها بالحياة خارج معسكراتهم.ففي معسكر فيكتوري مثلا والقواعد الاخرى المنتشرة في العراق، تعمل مولدات الطاقة الكهربائية على مدار الساعة وتتوزع اجهزة تكييف الهواء وشبكات الانترنت اللاسلكية وحمامات واجهزة تبريد لمياه الشرب.وخارج هذه القواعد الامر يختلف تماما اذ لا يحصل الجزء الاكبر من البلاد على الكهرباء الا لساعات محددة في بلد يعد من اكبر دول العالم في امتلاك النفط.ورغم لجوء اغلب العائلات الى مولدات كهرباء الخاصة ما زالوا يمضون ساعات طويلة كل يوم بدون كهرباء. وحتى مياه الشرب التي تصل الى المنازل اصبحت غير صالحة للشرب ولا تستهلك الا من قبل الفقراء.ويجهل الجنود الاميركيون حقائق العالم الذي يحيط بقواعدهم.وذكر ضابط في معسكر فيكتوري الاسبوع الماضي بعدما امضى شهرين في بغداد، انه لم يكن يعلم بوجود منع للتجول في المدينة بعد منتصف الليل وحتى الخامسة فجرا.وكان الضابط ينصت الى اذاعة محلية مخصصة للقوات الاميركية تدرس اللغة العربية وقد لا تكون مفيدة لمن هم داخل القواعد، ذكرت عبارة"لا يوجد ماء".وبدأ تطبيق حظر التجوال اعتبارا من الساعة 21,00. وقد تم تقليصه بعد تحسن الاوضاع الامنية مؤخرا.وفي قاعدة اميركية اخرى، قرب مدينة البصرة، قالت السرجنت شانيل شيري ديميلو انها تتحين الفرصة للخروج من القاعدة، وان كان في رحلة نظمت لزيارة قرية قبل اسابيع.واوضحت"ذهبنا الى منزل وكانت هناك فتاة صغيرة وضعت في اصبعي خاتم، العراقيون شعب طيب".من جانبه، فوجىء احد ضباط الجيش الذي امضى عدة اشهر في العراق، بالواقع الذي يعيشه العراقيون ونقاط التفتيش على الطرقات وكم يمضون من الوقت للمرور عبرها.وكانت القوات الاميركية التي تنتشر في عموم البلاد، انسحبت الى قواعدها منذ منتصف 2009، حتى اختفت من الشوارع لتبدأ قوات الامن العراقية سيطرتها على نقاط التفتيش.وردا على سؤال حول ما سيتركه الاميركيون، قال البريغادير جنرال اندل داركون لفرانس برس ان"هذا الامر متروك للشعب العراقي".واضاف"لسنا مطمئنين تماما لكن الوضع الامني تحسن بشكل كبير خلال الاعوام الماضية".وتساءل دارغون مساعد قائد القاعدة الاميركية"هل ما زلنا هنا؟ علينا طرح السؤال على الشعب العراقي لا يفترض ان اعرف كل ما يحدث في العراق".وعند احدى بوابات الخروج من معسكر فيكتوري وضعت علامة تحذير بضرورة ان تكون الاسلحة معدة وجاهزة وان على جميع العسكريين البقاء داخل العربات المدرعة.في الوقت ذاته، وخلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي احتشدت العائلات البغدادية عند نهر دجلة لتتنزه في الحدائق وتتناول السمك المسكوف فيما انطلق الاطفال يلعبون كرة القدم ويقفزون في كل مكان.في الوقت ذاته، كانت الزينة تنتشر داخل معسكر فيكتوري والجنود يشترون ملابس جلدية واجهزة الكترونية من مركز تسوق صغير ويتناولون الفطائر والبيتزا والماكولات التي لاتباع الا داخل معسكرات القوات الاميركية.
جنود أميركيون: لا نعرف ما يجري خارج أسوار قواعدنا
نشر في: 27 أكتوبر, 2010: 08:33 م