بغداد/ المحرر السياسييؤشر النشاط السياسي الذي شهدته بغداد أمس الأربعاء اقتراب صورة الحكومة الجديدة من الوضوح.وبينما شهدت بغداد وأربيل اجتماعات مكثفة بين مختلف الأطراف السياسية، تفيد مصادر سياسية مطلعة لـ(المدى) بأن الساعات المقبلة ستشهد تغيرا في مواقف بعض الفرقاء تجاه المرونة.وبينما خلص اجتماع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بالقيادي في العراقية طارق الهاشمي إلى "مراجعة المواقف السياسية" والتأكيد على "أهمية المشاركة في الحكومة"،
لم يبحث الاجتماع التمهيدي لممثلي الكتل السياسية المنعقد أمس ببغداد أية تفاصيل بشان المناصب السيادية، لكنه اتفق على عقد اجتماع اخر الاحد المقبل. وينتظر أن يعقد ائتلاف الكتل الكردستاني اجتماعا جديدا اليوم الخميس مع رئيس الإقليم لاستقراء المواقف الجديدة والاستعداد لعقد طاولة القادة المستديرة.وكان البارزاني تلقى صباح أمس رسالة من الرئيس الأمريكي باراك اوباما حملها إليه وفد من الكونغرس دعا فيها إلى ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة.وقال رئيس الوفد الكردستاني المفاوض روز نوري شاويس في مؤتمر صحفي عقب اجتماع امس ان المجتمعين ناقشوا آلية المشاركة في القرار والصلاحيات وآلية عمل المجلس الوطني للسياسات الستراتيجية والاتفاق على اطار اولي لتشكيل حكومة الشراكة.وأقتصر النقاش في الاجتماع على بحث تفعيل مبادرة البارزاني واستعراض المواقف السياسية وقرار المحكمة الاتحادية، الذي يراه البعض دافعا جديدا لتسريع المفاوضات.مصدر في الوفد الكردي قال لـ(المدى) أن اجتماع بغداد أمس الأربعاء تمهيد لاجتماع آخر في اربيل من المؤمل أن يعقد بحضور ممثلين عن جميع الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات.وبحسب السكرتير الصحفي لرئيس إقليم كردستان فان المبادرة تتضمن تشكيل لجنة تضم عضوين من كل كتلة سياسية لبدء محادثات لتشكيل الحكومة الجديدة والعمل على حل الخلافات العالقة، وعقد اجتماعات موسعة للقادة لحسم موضوع الرئاسات الثلاث. وقال فيصل الدباغ إن جميع الكتل السياسية العراقية باتت مقتنعة بأن مبادرة رئيس الإقليم هي المخرج الوحيد من الأزمة الراهنة.وكان ائتلاف دولة القانون رحب أمس الأربعاء بالمبادرة لحل أزمة تشكيل الحكومة في اجتماع قادة الكتل النيابية الذي من المحتمل انعقاده في أربيل. فيما أعربت أوساط سياسية وبرلمانية عن أملها في أن يسفر الاجتماع المرتقب عن تحقيق اتفاق بين قادة الكتل النيابية يمهد لتشكيل الحكومة.وكشف الدباغ عن تحول في موقف القائمة العراقية خلال زيارة قياديين اربيل مطلع الأسبوع الجاري، وأكدوا إنهم "اساؤوا فهم" بنود الورقة الكردية وان العراقية ستغير موقفها بالشكل الايجابي.وكان نواب في التحالف الوطني ابلغوا (المدى) أمس الأربعاء إن اجتماع بغداد لم يناقش مسألة تحديد المواقع الرئاسية والسيادية، وإنما ناقش الأمور التي تشكل إطارا وقاعدة لتشكيل الحكومة.ويأتي ذلك في وقت تشير فيه تقارير صحفية إلى أن الكتل السياسية حسمت أمرها وغادرت خانة توزيع المناصب السيادية وهي الآن تركز على البرنامج الحكومي وعلى كيفية الشراكة في صناعة القرار السياسي.في سياق آخر، يحاول ائتلاف دولة القانون كسر الجمود بينه والمجلس الإسلامي الأعلى فقد زار يوم أمس وفد من الائتلاف القيادي في المجلس الأعلى باقر جبر الزبيدي من اجل إنهاء الخلافات بين الطرفين.وقالت مصادر سياسية مطلعة إن الطرفين باتا قريبين من الإعلان على ترشيح المالكي لولاية ثانية وان جبل الجليد بين الطرفين بدأ بالذوبان.على الصعيد الإقليمي، رحبت مصر أمس الأربعاء بدعوة رئيس إقليم كردستان.وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي عن ترحيب مصر بالمبادرة وتطلعها إلى نجاحها "في إرساء أُسس للخروج من الأزمة الحالية تقوم على إدماج جميع مكونات المجتمع العراقي في الحكومة المقبلة وبحيث تعكس واقع التعددية العراقية وأن تكون مشاركة الجميع بشكل فعال وملموس ومؤثر".وأضاف زكي إن "مصر رأت دائماً أن تسوية أزمة تشكيل الحكومة يجب أن يكون مرهوناً بإرادة العراقيين بعيداً عن أية تدخلات سلبية خارجية في شأنهم مع تشجيع كافة القيادات السياسية العراقية على التواصل والحوار وإبداء المرونة المطلوبة والابتعاد عن المحاصصة الطائفية من أجل الوصول إلى صيغ للحكم تكون مقبولة عراقيا أولا ثم إقليميا ودولياً كذلك".
بـغداد واربيل تنشـغلان بطـاولـة القادة والكتل السياسية مقتنعة بحل البـارزاني
نشر في: 27 أكتوبر, 2010: 10:15 م