ديالى / وكالات لا يحتاج يسر عدنان إلى مكتب أو محل تجاري لممارسة عمله، وهو يؤكد ذلك مودعا عند باب بيته، جنوب بعقوبة، احد "زبائنه" الذي خرج مستبشرا وعلى محياه ابتسامة استمدها من مال توفر بعد ضائقة، فـ"يسر" هو الحل عند العسر"، كما يصف نفسه لأنه يعتقد أن عمله هو قضاء حوائج الناس كما انه مغامرة تجارية في منطقة مضطربة ضماناتها قليلة، من وجهة نظره، رافضا أن يصفه البعض بأنه من أصحاب المصارف البيتية أو من ".
"جماعة "الفايز"، تتناقلها الألسن بين أهالي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى. ويقول يسر عدنان، 45 سنة، ويسكن منطقة التحرير جنوب بعقوبة، "يأتي إلى بيتي معارفي وأقاربي وأصحابي من التجار للاستدانة مني مقابل هامش ربحي ضئيل جدا إذا ما تمت مقارنته مع عامل الخطورة الموجودة في المحافظة".ويوضح عدنان أن "الأوضاع الأمنية التي لا توحي بالثقة، قد تجعل استرداد المبلغ أمرا غير مضمون، فالتجارة تحتاج الاستقرار، ما يجعل عملنا محفوفا بالمخاطر، فقد يتعرض المقترض إلى حادث أو نكسة مالية أخرى وهنا تبدأ المتاعب". ولا يكشف الرجل عن وسائله في استرداد أرباحه، إذا ما تعذر على المقترض الإيفاء بالتزاماته، لكنه لا يعتقد أن عمله ربا أو حرام لأنه لا يتم بضغط أو إجبار على الاقتراض، وإنما بقبول ورضا الطرفين، وهو عمل كما يقول "أفضل حالا من عمل السراق واللصوص والفاسدين ممن ينهبون خزائن الشعب ويهربون بها إلى خارج العراق فيما الناس تعاني مرارة العيش وقسوة الجوع والحاجة.من جهة أخرى، ينتقد احد المتعاملين بالربا وهو قاسم هاشم، 54 سنة، الاتهامات التي تساق ضده قائلا "ما أقوم به تجاري بحت، وأنا لا أضغط على الناس للمجيء إلي للاستدانة أو الاقتراض فكل شي يجري برضا الطرفين.ويوضح أبو بان، كما يكنيه زبائنه، "لدي مبلغ جيد من المال أعطيه لمن يريد وفق هامش ربح يجري الاتفاق عليه شهريا بعد الحصول على ضمانات رسمية، وما أقوم به يسهم في حل إشكالات وأزمات الكثير من الناس الذين هم بأمس الحاجة للمال".أما احد المقرضين الذي يفضل أن يسمي نفسه هكذا، وطلب عدم الكشف عن اسمه، فيرى أن عمله لا يختلف عن عمل المصارف، "فالأخيرة تأخذ فوائد على عملياتها المصرفية، ثم أن الإقراض يساعد على تنمية التجارة في البلد ويسهم حتى في تحسين الأمن ويوضح وهو يشير إلى دورية للشرطة في شارع ببعقوبة أن "العمل التجاري يجعل الناس تبتعد عن العنف وتفضل رغد العيش، ومساعدة الناس على فتح أبواب للرزق تحد من عدد الفقراء الذين قد يستغل المسلحون ضائقة عيشهم من اجل تجنيدهم في أعمال العنف". وتتباين دوافع الأهالي في لجوئهم إلى أولئك "المرابين"، كما تتباين آراؤهم إزاء الأخيرين، فمنهم من يقترض لأغراض تجارية على غرار صاحب محال تجارية في بعقوبة وهو عيسى صالح نبهان، 45 سنة، والذي يقول"اقترضت مؤخرا 10 ملايين دينار لكي أتمكن من شراء بضاعة جديدة على أن أدفع 25 ألف دينار كأرباح شهرية عن كل مليون دينار حتى الانتهاء من دفع كامل أقساط ."المبلغويضيف نبهان لـ"السومرية نيوز"، "اقترضت المبلغ وأنا أعلم أنه حرام دينيا لأنني سأدفع أرباحا عن المبلغ الذي اقترضه، إلا أن الحاجة تبرر الوسيلة"، بحسب رأيهويؤكد صاحب متجر آخر في بعقوبة وهو خليل حميد مهنا، أن العديد من التجار يستدينون المال من الذين تطلق عليهم تسمية المرابين، مقابل هامش ربح للأخيرين، لان "أغلب التجار بحاجة بين فترة وأخرى لسيولة مالية لا يمكن تأمينها بسهولة وبوقت قياسي من المصارف الحكومية بسبب الروتين القاتل"، بحسب تعبيره.أما المواطن صالح عبد نبيل، 34 سنة، فلم يقترض المال من اجل التجارة وإنما لشراء بيت ويقول إنه "مضطر حاليا لدفع 700 ألف دينار كأرباح على مبلغ 25 مليون دينار اقترضتها من أحد الأشخاص لكي أتمكن من شراء منزل في بعقوبة، مع علمي أن ذلك حرام، ولكن لم يكن هناك حل آخر".ويضيف نبيل لـ"السومرية نيوز"، وهو يشير إلى حافلته الصغيرة "كل ما أحصل عليه من عملي كسائق أدفعه لسداد أرباح هذا القرضمن جهته، يعزو الخبير الاقتصادي زايد الحميري لجوء التجار أو المواطنين للاقتراض من المرابين الى "سرعة الحصول على المال"، منتقدا المصارف الحكومية لانها تسهل عمل المرابين بشكل غير مباشر بسبب "تعقيدات الاقتراض منها وتأخر الحصول على القرض". لكنه يستدرك بالقول إن "الدراسات الاقتصادية والتجارية أثبتت فشل عمليات الاقتراض مقابل فائدة وبخاصة لو كان هامش الربح مرتفعاً"، حسب قوله..الربا حرام وعلى الجهات المسؤولة مد يد العون للمعوزينمن جهته، يعترض رجل الدين في بعقوبة عبد خليل الدليمي على الإقراض مقابل ربح لأنه ربا ومحرم شرعا "وفق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة المسندة"، واصفا الربا بأنه "سرطان ينهب خير أي عمل يصب أو يجري فيه".ويدعو الدليمي المواطنين إلى عدم اللجوء إلى المرابين للحصول على المال، كما يطالب الجهات المسؤولة بإيجاد سبل لمد يد العون للمعوزين وفق إطار شرعي يحفظ المال من صفة الربا.فيما يروي المواطن عبد الكريم الإبراهيمي البالغ من العمر 80 عاما يسكن منط
ظاهرة انتشار المصارف البيتية فـي ديالى
نشر في: 28 أكتوبر, 2010: 05:48 م