العواصم - النجف الاشرف/  متابعة المدى الاقتصادي - وكالاتتسعى تركيا لتعزيز استثماراتها في العراق، فيما يقول دبلوماسيون ومراقبون للشأن الاقتصادي إن أنقرة تتنافس في العراق على اتفاقات البنية التحتية وعقود الطاقة.وقال ديفيد بيندر محلل شؤون الشرق الأوسط في مجموعة يوراسيا بواشنطن "ليس بالضرورة أن يكون هذا على حساب
 علاقة تركيا مع أوروبا لكن هذه حقا مبادرة جديدة تعد مؤشرا على تغيّر حقيقي في السياسة التركية". وأضاف "هل تريد أن تكون إلى حد ما أفقر جزء في أوروبا على هامش أوروبا أم تريد أن تكون صاحبة نفوذ حقيقي في الشرق الأوسط". وتنافس تركيا لاستعادة نشاطها الاقتصادي، وأصبح دورها النشط واضحا في بضعة أماكن مثل العراق، إذ أن الشركات التركية من أكبر المستثمرين في الفنادق والعقارات وقطاعي الصناعة والطاقة في إقليم كردستان كما أخذ وجودها يتزايد في الجنوب. وقال صمويل كيزوك المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة (آي.إتش.إس) إينيرجي "تركيا ستعمل جاهدة لتضمن مرور الغاز على وجه الخصوص عبر أراضيها إلى أوروبا". وأضاف "بما أن الحصول على غاز تركمانستان وإيران لا يزال يبدو صعبا إن لم يكن مستحيلا في الوقت الحالي فإن العراق واحد من الاحتمالات القليلة التي يمكن أن تتحقق في العقد المقبل". من جانبه قال رعد القادري من (بي.إف.سي) إينيرجي الاستشارية "الأتراك يتقاربون مع العراق بعدة طرق الآن بنفس الطريقة التي اقتربوا بها من آسيا الوسطى في أوائل التسعينيات حين استحوذوا على مصالح تجارية مهمة هناك".في غضون ذلك دعا رئيس مجلس محافظة النجف فائد الشمري لدى استقباله وفدا رفيعا من تركيا إلى فتح قنصلية للجمهورية التركية في النجف ومركز تجاري وتوأمة المحافظة مع اسطنبول . وقال احمد الدجيلي مدير اعلام مجلس محافظة النجف بحسب موقع نون : إن رئيس مجلس محافظة النجف الاشرف رحب بالانفتاح التركي الذي شهدته الفترة الأخيرة على العراق مشيراً إلى أن ذلك يعد تطوراً مهماً لما تتمتع به تركيا من مكانة دولية مرموقة وتقدم كبير وتأريخ طويل من العلاقات المشتركة التي تربطها بالعراق وهي التي احتضنت القرار الإسلامي أكثر من أربعة قرون فضلاً عن التشابه الكبير بين تجربتي وواقع البلدين الجارين. جاء ذلك خلال استقباله السكرتير الثاني في وزارة الخارجية التركية ومسؤول الملف العراقي فيها البيرت ووفداً ضم الملحق التجاري وأركان السفارة التركية في بغداد وعدداً من رجال الإعمال ومنظمات المجتمع المدني. وأضاف: أن العراق يتطلع إلى بناء علاقات طيبة مع هذا البلد المسلم ونسعى في المحافظة إلى توثيق هذه العرى بافتتاح قنصلية تركية ومركز تجاري فضلاً عن مقترح توأمة النجف مع اسطنبول لتشابه الموروث الديني والحضاري بين المدينتين.في غضون ذلك عبر رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الأعرجي عن أمله في مشاركة المؤسسات الحكومية والشركات الكورية الجنوبية بصورة إيجابية في تقوية البنية التحتية والارتكازية في العراق.وكان السيد الأعرجي والوفد المرافق له المكون من مجموعة مالية وقانونية واقتصادية وفنية قد وصلوا إلى البلاد يوم الاثنين تلبية للدعوة الموجهة له من وزير الأراضي والنقل والشؤون البحرية الكوري الجنوبي/جونغ جونغ هوان في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام .  من جانبه قال السفير العراقي لدى كوريا الجنوبية خليل الموسوي خلال كلمة الترحيب: إن زيارة رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار والوفد المرافق له في كوريا تحمل في طياتها أكثر من دلالة أبرزها رغبة الحكومة العراقية في بناء علاقات متطورة مع كوريا الجنوبية وصولا إلى علاقات الشراكة في البناء والتطور على المستوى المحلي والدولي.وبالنسبة لمشروع الإسكان العراقي الذي يوليه الوفد أولوية في المناقشات والمفاوضات مع الجانب الكوري، قال السفير إنه سيفتح آفاقاً واسعة في تنمية العلاقات المعرفية والثقافية والاجتماعية التي تنمو لأمد طويل فهو مهم بالنسبة للسوق العراقية ويتيح الاستفادة من التطور العلمي والمعرفي لجمهورية كوريا.  من جانبه قال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي  في الحفل الذي جمع أيضا رجال الأعمال وكبار السياسيين الكوريين من بينهم المدير العام للتطوير الاقتصادي العالمي التابع لوزارة الإستراتيجية والمالية جو هيونغ هوان ورئيس شركة أس تي أكس للطاقة والصناعات الثقيلة/ لي هي بوم، إنه يأمل في مشاركة الكوريين في المشاريع الاقتصادية في العراق.وذكرت مصادر مطلعة أن الاعرجي استعرض حيثيات الخطة الخمسية التي أقرت من قبل مجلس الوزراء قبل فترة وجيزة مبيناً انها تتطلب مشاريع وأعمال مختلفة لاعمار العراق، لكنها تركز على البنية التحتية بتحديد احتياجات المواطنين من السكن، حيث قدرت الجهات الحكومية وبرنامج التنمية للأمم المتحدة بان العراق يحتاج إلى مليوني وحدة سكنية.  ودعا الاعرجي الشركات والمؤسسات الكورية إلى المشاركة في بناء العراق على وجه الخصوص في مشاريع بناء الإسكان والخدمات الملحقة به مشيرا إلى أن الشركات الكورية من بين أوائل الشركات التي تجاوزت عدد 130 شركة من أنحاء العالم والتي قدمت عروضها للمشاركة في