في خطوة وصفها مراقبون انها يمكن ان تخفف ولو لأمد محدود حدة التوتر الدبلوماسي المتصاعد بين عملاقي آسيا الصين واليابان ، باشر البلدان  خلال قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا إغصلاح علاقاتهما التي شهدت ازمة دبلوماسية كبرى واتفقتا على تحسين العلاقات واستئناف المحادثات حول حقل غاز متنازع عليها في
وقت فشل فيه رئيسا حكومتي البلدين في عقد اجتماع قمة في ساعة متأخرة من ليلة امس الجمعة كان من الممكن ان يقرب كثيراً بينهما  وكان وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا قد قال امس الجمعة بعد لقاء مع نظيره الصيني الذي ادى الى اتفاق حول مسائل اساسية ان القمة الثنائية ستعقد "على الارجح في هانوي". لكن مسؤولا اخر في الوفد اليباني عاد بعد وقت قصير ونفى انعقاد القمة المرتقبة .وقال مايهارا انه اتفق مع نظيره الصيني يانغ جيشي على تحسين العلاقات واستئناف المفاوضات حول تطوير حقل غاز متنازع عليه في بحر الصين الشرقي.وأضاف "لقد اتفقنا على بذل جهود لتحسين العلاقات بين الصين واليابان والمضي قدما في العلاقة الستراتيجية المفيدة للطرفين. والجانب الصيني وافق ايضا على ذلك" ، وتابع "اتفقنا ايضا على استئناف المفاوضات حول تطوير حقل الغاز في بحر الصين الشرقي".وكانت القوتان البارزتان في آسيا قد شهدتا اسوأ أزمة دبلوماسية بينهما منذ سنوات على خلفية نزاع على جزر، واثر احتجاز قبطان سفينة صيد صينية كانت قد اصطدمت بسفن تابعة لخفر السواحل اليابانية قرب جزيرة يتنازع عليها البلدان في الثامن من ايلول الماضي ، ما نتج عنه تنظيم تظاهرات وإلغاء لقاءات فيما اشارت معلومات الى ان الصين جمدت صادراتها لليابان من ايلول  المعادن الحيوية، ونقلت اليابان عن مصادر في هذه الصناعة لديها القول ان الصين اوقفت صادرات المعادن (17 معدناً حيوياً لإنتاج بضائع تكنولوجية من الهواتف الخليوية الى المحركات الهجينة). وتحتكر الصين ما نسبته 97 في المئة من الانتاج العالمي لهذه العناصر النادرة ، وحسب مراقبين فانه من المعروف ان الصين لا تملك سجلا في مجال استخدام الاقتصاد كعنصر ضغط لحل ازماتها السياسية والدبلوماسية، غير ان الامور قد لا تكون على النحو ذاته الذي سارت عليه منذ زمن . كما ان ارتفاع اسعار هذه المواد يجعل من الصعب على المصانع والشركات خارج الصين التنافس مع الشركات الصينية.وتحدثت تقارير عن احتمال استخدام بكين لهذه السيطرة كسلاح خلال الازمات السياسية، من خلال تقييد تصدير هذه المواد للجهة التي تختلف معها، وهو ما يقلق اليابان، رغم تعهد بكين بغير ذلك.وكانت اليابان قد دعت في وقت سابق الى استئناف مبكر للمحادثات المتوقفة حول تطوير حقل الغاز الذي تطلق عليه اليابان اسم شيراكابا والصين شونكجياو والتي تعرقلت بسبب الخلاف حول الجزر ، وتشتبه طوكيو في ان بكين بدأت التنقيب في الحقل الواقع في منطقة يعتبر البلدان ان منطقتيهما الاقتصاديتين تتداخلان فيها.وتؤكد كل من اليابان والصين ان هذه الجزر التي تسمى "سينكاكو" باليابانية و"دياويو" بالصينية، تشكل جزءا لا يتجزأ من اراضيها ، وتثير هذه الجزر التي تحتل موقعاً ستراتيجيا بين اوكيناوا في اقصى جنوب اليابان، وتايوان، المطامع لان مياهها تحتوي على ثروة سمكية هائلة وقد تنطوي اعماقها البحرية على كميات من النفط والغاز.