بغداد/ علي عبد السادةرُجِّحَت أمس الجمعة إمكانية أن يذهب التحالف الوطني وائتلاف الكتل الكردستانية وكتل أخرى، إلى جانب"أطراف"من العراقية إلى البرلمان، بعد أن يحسم مثل هذا الخيار قبيل الثامن من تشرين الثاني المقبل.
وقد تبدو الاجتماعات السياسية الممهدة لطاولة الفرقاء المستديرة، والتي تأتي في سياق مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، محاولات جدية لإقناع العراقية بالمشاركة، لكن مصادر مطلعة أبلغت (المدى) أن الإخفاق في تحقيق ذلك سيدفع أطرافا في العراقية إلى المشاركة في الحكومة المقبلة.ويرى قياديون في الوطني والكردستاني أن مشاركة"جميع المكونات"ضرورية في الحكومة، لكن الوقت المتوفر قبيل انعقاد جلسة البرلمان قد لا يسعف ذلك.وبينما تفيد مصادر سياسية مطلعة من ائتلافي الوطني والكتل الكردستاني أنهما اتفقا بشكل نهائي، لا يزال الطرفان يحاولان إقناع العراقية بالمشاركة في الحكومة المقبلة.بيد أن الائتلاف الذي يقوده إياد علاوي لم يعلن حتى اللحظة موقفه الرسمي، في وقت تتوالى التصريحات المتضاربة من جانب أعضائه بين القبول والرفض."لا يوجد تغيير في موقف العراقية.. لا يوجد إعلان رسمي من قبلهم بخصوص المشاركة، سوى أنهم ابلغونا بدعمهم ترشيح عادل عبدالمهدي في اجتماعات أربيل"، يقول القيادي في التحالف الكردستاني نجم الدين كريم في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس الجمعة.ويؤكد عضو ائتلاف الكتل الكردستاني أن محاولات عديدة جرت مع العراقية بهدف إقناعها بالمشاركة:"هناك خلاف حول نقاط عديدة بين الكردستاني والعراقية.. حتى أن شروط ترشيح عبد المهدي فيها الكثير من التعقيد"، على ما يقول كريم.وعلى أساس موقف العراقية هذا، يقول كريم إن الكرد"لا يرون بديلا قويا غير نوري المالكي"، وان حظوظه تتزايد.كريم اوضح لـ(المدى) انه في حال إصرار العراقية على عدم المشاركة فان الكردستاني سيذهب إلى البرلمان بصحبة التحالف الوطني وكتل سياسية أخرى، ويقول:"لن يكون لنا خيار آخر في وقتها".مع ذلك، فأن الصدريين يظهرون تحفظا على"استباق الأمور"، وأنهم لا يزالون يراهنون على قدرة الطاولة المستديرة على النجاح.القيادي في التيار الصدري نصار الربيعي قال لـ(المدى) أمس الجمعة إن الأزمة لا زالت قائمة، وان مواقف جميع الفرقاء واضحة وقائمة، وبقي أن نحاول إنجاح الطاولة المستديرة في تقريب وجهات النظر.ويأمل الربيعي مشاركة العراقية، منطلقا من"حرص"تحالفه على إشراك جميع المكونات في الحكومة الجديدة، ويقول:"ربما يتغيّر موقف العراقية".وكذا الحال مع ائتلاف دولة القانون، هو الآخر يأمل في نجاح الاجتماعات المقبلة، ويشدد العضو في الائتلاف سعد المطلبي في تصريح صحفي خص به (المدى) على ضرورة أن يخرج اجتماع يوم غد الأحد بنتائج حاسمة.وجزم المطلبي بانتهاء الحديث عن موضوعة رئيس الوزراء:"بقي أن تشارك العراقية، نحن محكومون بعامل الوقت، علينا الاتفاق قبل الثامن من تشرين الثاني المقبل".وكشف المطلبي أمس الجمعة أن أطرافاً في العراقية اتصلت بائتلاف دولة القانون تؤيد المشاركة في الحكومة المقبلة.وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أكد في حوار متلفز ليلة الخميس أن رئاسة الحكومة قد حسمت له وان القائمة العراقية لا تطالب حاليا بالمنصب وإنما في إيجاد إصلاحات في عدد من مؤسسات الدولة. وأضاف:"سأمضي بتشكيل الحكومة بعد اجتماع أول جلسة برلمانية الأسبوع المقبل".لكن العراقية لا تزال تؤكد ما تسميه حقها في تشكيل الحكومة، وقالت القيادية فيها فائزة العبيدي في تصريح لـ(المدى) أمس الجمعة أن موقف العراقية لم يتغيّر، وأنها ستشارك في حكومة لا يرأسها المالكي.العبيدي، وفي حال لم تشارك قائمتها في الحكومة، نفت أن يكون هناك قرار من العراقية بالانسحاب من البرلمان:"لن نعلق مشاركتنا البرلمانية".