محمود النمر على هامش مهرجان الجواهري السابع وتسميته بدورة الأديب (جبرا ابراهيم جبرا)عقدت جلسة نقدية في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، اشترك فيها النقاد د. مالك المطلبي وياسين النصير ود.عبد الهادي الفرطوسي ود.صاحب خليل إبراهيم ،
وأدار الجلسة الناقد علي حسن الفواز الذي استطرد في شرح خصائص أدب جبرا والمعطيات التي أثرت على هذا المبدع مثل الترجمة والميثولوجيا والتبصر في المكان والزمان والاطلاع على الادب العالمي مما نحسب ان هذا الاديب لايتكرر ويجب علينا ان نعيد قراءة جبرا من جديد،ان حياة جبرا الفنية وهو واحد من الذين ارتبطوا باللغط الذي اثير حول تأسيس الشعر في الأربعينيات حينما قيل ان جبرا هو احد الذين اسهموا في كتابة القصيدة الجديدة او احد الذين تعرّف عليهم السياب من خلال النزعة الاسطورية وترجمات جبرا ،المهم ان حياة جبرا في العراق كانت مثيرة جدا للجدل الثقافي اكثر مما لها علاقة بأحاديث لم تكن على ثبات في الاراء المطروحة حول شخصية جبرا وادبه . وكان اول المتحدثين الناقد مالك المطلبي الذي وصف جبرا الممول الحداثوي للثقافة العراقية وقال :اريد ان اصل الى ان جبرا كان يكتب ضمن هذه الخنادق يعني ضد التيار ولكنه لا يستطيع ان يفصح ،فهو رجل تربى في الثقافة بين مجموعة مثقفة ومجموعة منفتحة ومجموعة تبحث عن الحرية ومجموعة تبحث عن الجديد وتبحث عن المبتكر وهم مجموعة مبدعة في سياق غير إبداعي،اذ يكون انتاج جبرا اقرب الى العمل ،انا اعتقد قرأت ُ جميع ما انتجه جبرا من اعمال ولكن اخذت مناقشته في هذا البحث الذي اسميته (جبرا إبراهيم جبرا الإحساس بالنقد ) وهي قراءة جبرا لنصب الحرية ،الف الكتاب عام 1974 وقبلها كتب عن نصب ترجمت تاريخاً كبيراً جدا واقصد بالمناهج التاريخية والاجتماعية والسياسية واللغوية الى آخره،ومناهج تركيبية ونقدية وبنيوية وتفكيكية وسيميائية ،ولقد كان صراعا بين المناهج ،في وقت جبرا هذا السجال ماكان موجودا،لكن في قراءة جبرا لنصب الحرية وهو مشكلة كبيرة جدا ،نصب الحرية موضوع في اطار شعبي سياسي بالدرجة الأولى ،وهو عمل ضخم جدا موجود في تلق ٍ شعبي ،بجانب هذا يوجد الجانب الفني ،وهنا تكمن المشكلة في نصب الحرية ،هل تجيره النظرة الخارجية الى نظرة عاطفية تاريخية سياسية شعبية او هناك جانب فني لنصب الحرية ،جواد سليم فنان وليس داعية شعبويا ،وجواد سليم هو الذي يقول ان 97بالمئة من الناس بعيدون عن عالمي وجاء هذا الكلام في عام 1951في أول كلمة بافتتاح جماعة بغداد للفن الحديث ،هؤلاء ال97يريدون ان نرسم تفاحة ونكتب تحتها تفاحة ،بمعنى ان هذا رفض لنظرية الانعكاس وان الخلق الأدبي والخلق الفني هو ليس انعكاسا لواقع اجتماعي او سياسي او تاريخي ،وهذا التصادم هو تقسيم بين وحدات تركيبية.وكان محورالورقة النقدية لياسين النصير تحمل عنوان(جبرا والمدينة ) التي جاء فيها: ما ان تكشف صفحات أي كتاب من كتبه حتى تجد ثمة عالماً جميلاً وغنياً نقديا وروحيا وإبداعياً ،جبرا لم يقرأ بشكل جيد لا من قبل أهله ولا من قبل أهله أيضاً واقصد نحن في العراق ،أحب بغداد حباً جما ،ويقول وجدت في هذه المدينة حياتي ،واستطاع ان يكتب عن شوارعها البسيطة قصصا وروايات. ،عاش في القدس وتبصر في قوتها المعرفية ،مدينة بجذورها الرومانية وبجذور قلاعها وبجذورها الصخرية وجذورها القدسية ،فهي مدينة مقدسة ،ويسميها ماركيز الياس – سرة العالم - أي سرة الكرة الارضية وهي قبلة المسلمين قبل الكعبة اذن هي ليست مدينة بقدر ما هي ميثولوجيا ،ويتحدث هو عن بيت لحم ويقول امشي في بيت لحم حافيا واتخيل انني المسيح الذي كان يمشي حافيا ،وكان المسيح تجرح قدميه بسبب الحجارة وانا كنت امشي على الزجاج وايضا بقيت آثار الزجاج في قدميه ،احب القدس ليس لانها مدينة محتضنة لتاريخ، وحاضنة لثقافات ،ولكنها النافذة التي يطل الشرق منها على اوروبا ،والنافذة التي يطل منها الغرب على الشرق .وكان الناقد صاحب خليل ابراهيم مغايرا للمطلبي والنصير وقال: انه ولد في مدينة - بيت لحم – في عام 1920 ثم جاء الى القدس وحاول ان يدرس وكانوا انذاك يصرون على ارساله الى لندن وتعثر في ذلك بعد ان أصيب بمرض –التراخوما – او الرمد هو كان فقيرا معدما وكذلك ابوة فقيرا معدما ،وكان الاب يعمل في الحدائق ،ثم سافر الى بيروت ولم يحصل على فرصة للعمل ثم انتقل الى دمشق ،ثم التجأ الى العراق بمساعدة عبد العزيز الدوري ،ولم ينتم الى اي حزب وبقي حراً .وفي ورقة الدكتور عبد الهادي الفرطوسي الموسومة ( المنهج الاسطوري عند جبرا إبراهيم جبرا ) الذي قال فيها :حول نشأة الشعر يضيف لما أراد الانسان ان يفهم الكون ويتحكم به وجد فنا يعتمد مزيجا من الحس والع
استعادة جبرا إبراهيم جبرا..التصادم هو التقسيم بين الوحدات التركيبية
نشر في: 30 أكتوبر, 2010: 05:38 م