TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ليالـي مدينـة الصـدر تعـود إلى أهلـهـا بمقـاهـي الأركيـلـة وطـاولات البليـارد

ليالـي مدينـة الصـدر تعـود إلى أهلـهـا بمقـاهـي الأركيـلـة وطـاولات البليـارد

نشر في: 30 أكتوبر, 2010: 07:32 م

  عن: نيويورك تايمزفي مدينة عرفت بهيمنة التقاليد الصارمة هل من المبكر الآن الاعلان عن ربيع جديد في مدينة الصدر؟ المشهد في احد الامسيات التي شوهدت مؤخرا فيها، كانت هناك مجموعة من الشباب بقصات شعر حديثة وهم يلعبون البليارد على احدى الطاولات والمقاهي تعج بمدخني الأركيلة والافلام وحفلات الزفاف التي عادت اليها طبول الفرق الشعبية وكذلك استوديوهات التصوير الفوتغرافي.
لقد كان ذلك امرا خطرا قبل عام او عامين من الان لكنها الان ليست سوى ليلة أخرى في هذا الحي الممتد والذي عاد ينبض بالحياة من جديد في بغداد.الحكومة الجديدة ما زالت مجمدة منذ سبعة اشهر لكن التحول الحيوي في مدينة الصدر ربما يقدم لمحة خاطفة للفصل القادم من حياة البلاد والذي كان مكبوتا من قبل النظام السابق حيث شهدت المدينة بعد ذلك فصلا مفزعا من القتال والتشدد الديني لكنها الان تشهد مزيجا من الحياة العلمانية والدينية كلاهما خاصة ومتشابكة في ذات الوقت. يقول ماجد لطيف البالغ من العمر 32 عاما ان التغير ليس مجرد فتح محال جديدة فالشباب هنا يغيرون مواقفهم وعقولهم فلا احد يجبرنا الان على ان نفكر بطريق واحد، الدين موجود وانا اعبد الله لكن الناس الذين يذهبون الى الصلاة والمسجد يذهبون ايضا للعب البليارد والجلوس في المقاهي". يقول عمار كريم البالغ من العمر 22 سنة وهو يضرب كرة البليارد الى الزاوية"ان اولئك الخاسرين الذين يحاولون الادعاء بان كل ما قاموا به من عنف هو لمصلحة الدين ليس لهم الآن قوة فالناس لم تعد تستمع اليهم ويقول مواطن آخر لقد منع النظام السابق كل المظاهر الدينية وهذا ما ولد لدى الناس حالة من الكبت وبعد سقوط النظام بدأ الناس بالتعويض عن ذلك بالحث عن المواعظ الدينية واعتقد انهم قد اكتفوا الآن وخففوا عن انفسهم بعد ان ادركوا انهم قد اصبحوا احرارا في ذلك.  ومثل بقية اجزاء مدينة بغداد فقد شهدت مدينة الصدر ازدهار حفلات الزفاف. يقول حيدر علي حسين البالغ من العمر 28 عاما انه كان قد اجل زواجه لأكثر من عام بسبب الوضع الامني وحينما تزوج اخيرا قبل شهرين اقام حفلا في الشارع مع الموسيقى والرقص مضيفا، في السابق حينما كان هناك حفل زفاف، كان الناس يقيمونه بسرعة وبالطبع ليس هناك موسيقى او رقص في الشارع لأن الناس كانوا خائفين اما الان فحفلات الزفاف في كل مكان. في محل اميرة العرائس المتخصص ببيع وتأجير بدلات الزفاف كان هناك العديد من البدلات المزخرفة وبالوان مختلفة تقول صاحبة المحل نضال حسين انها جهزت 50 حفلة زفاف خلال شهر واحد وهو معدل كان يتراوح بين 15 و20 حفلة في الشهر العام الماضي، مضيفة"اننا لم نتعرض للتهديد في السابق لكن العديد من محال الحلاقة النسائية تم اغلاقها لكن الان ومع تحسن الامن انفتحت اذواق العرائس ففي السابق كانت العرائس يطلبن شيئا لتغطية شعرهن واكتافهن مثل هذا وقد عرضت رداء لافندر بحزام كتف ومزين بالجواهر يبلغ ايجاره ما يقرب من 50 دولاراً في اليوم لكنهن الان يلبسن اي شيء يطلبنه". على الرغم من ذلك كان هناك مستوى معين من الحذر فحمد كريم الذي فتح مؤخرا فتح صالة لألعاب الفديو قال انه قد تم تحذيره بان لا يقوم بربط الحاسبات بشبكة واحدة حتى لا يتنافس اللاعبون فيما بينهم فالناس هنا بسطاء ويمكن ان يعتقدوا ان في هذا نوع من المقامر ة وهو امر محرم. كان هناك باب غير مؤشر في احد الشوارع الرئيسية في المدينة يؤدي الى مقهى في الطابق الثاني يدعى المقهى بـ"البرتقالة"وتم افتتاحه منذ خمسة اشهر حيث اخذ اسم المقهى من اغنية شعبية شهيرة هناك يقول صاحب المقهى انه قد فتح المقهى في البداية فقط للناس الذين يعرفهم لأن جلب الغرباء يؤدي الى مشاكل واغلب الليالي كان الزبائن يشاهدون مباريات كرة القدم او افلام"الاكشن"الامريكية ويدخنون الأركيلة حيث يجلس الناس ويتحدثون عما يحبون.  واضاف قائلا"نعم، العديد من الشباب منفتحون بشكل اكبر للأشياء الجديدة فنحن نتغير في مواقفنا وتصرفاتنا نلبس الملابس الغريبة وتسريحات الشعر الغربية لكن هذه الامور لاتؤثر في قيمنا، انظر انت ترى تسريحة شعري وملابسي لكنني اذهب يوم الجمعة الى الصلاة وهذا هو موقف جديد لجيل جديد.  ترجمة: عمار كاظم محمد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram