TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > متاحف الاستكشاف للأطفال..فضاء رحب لتعلّم الموروث الشعبي عبر اللعب

متاحف الاستكشاف للأطفال..فضاء رحب لتعلّم الموروث الشعبي عبر اللعب

نشر في: 31 أكتوبر, 2010: 05:06 م

د. فاتن الجراحكان ياما كان كانت هناك جدة تروي حكايا مواضيعها وأبطالها ذات جذور بعمر أشجار السنديان ، حكايا تناقلتها الألسن وأغانٍ تعبر عن ألعاب لعبها الأجداد ومازالوا يستذكرونها ولم تبارح ذاكرتهم  كما لم تبرح الذاكرة الذوقية حلويات شعبية ولا الذاكرة البصرية واللمسية تناست إكسسوارات كان البيت البغدادي يعج بها ، تغيير البيت فاستلزم الأمر تغيير مستلزماته
 ولأن كل الموروث صار قديما لم يصمد أمام الحداثة (التي ليست بالضرورة بأفضل من القديم ) تراجع التراث وأصبح في بعض أجزائه طيفا في الذاكرة الشبابية. قد نتقاسم نحن المثقفين مع الحرفيين هموم ومسؤولية التعريف بالتراث وإيجاد أنجع السبل في توصيله .ولأنَّ الأداة الأولى للتوصيل التربوي والثقافي في جميع المجتمعات  هي المدرسة كان لزاما البحث في وسائل تعليم التراث في المدرسة ووجدت دراسة الباحث السعودي الدكتور عبد الله الشهري مُساعداً لي في التقصي عن أحدث أساليب تعليم الموروث الشعبي  . أما منهج التعليم عبر اللعب وقد اعتمدته  الدراسات التي أسست وفقها كبريات متاحف الاستكشاف في العالم كما هو وارد في موقع متحف اوريكا ـ وجدتها ، الذي وفر للأطفال فرصة التعلم الممتع.ولأني تواقة للارتقاء بالفنون والآداب وعرضها باعتماد وسائل ذات تقنيات متطورة وجدت متاحف الاستكشاف الخاصة بالأطفال  ، وجدتها في الأعداد بوتقة للمهارات الفنية والعلمية و في العرض فسحة للتعلم الحلو ذي القاعدة التفاعلية .rnمشكلة البحثيعاني الموروث الشعبي الإهمال والنسيان بفعل التطور العلمي والتكنولوجي الذي وفر مستلزمات رخيصة الثمن حلّت مكان الصناعات الشعبية  ، وتعاظم دور العولمة في توجيه الثقافة  عموما وثقافة الطفل  خصوصا فأربك التوازنات المعرفية لدى الطفل، لذا لا نستغرب إنْ وجدنا أطفالنا (بفعل ثقافة الرسوم المتحركة) يعرفون المنزل الياباني ويجهلون المنزل البغدادي . فهل نستسلم أم نستفيد من تجارب الآخر للحفاظ على هويتنا عبر خلق مؤسسات تُعنى بالتراث وتطور وسائل توصيله؟.rnالموروث الشعبي ـ هوية قد لا نجد تجمعاً بشرياً وإن كان صغيراً لا يملك ماضيا ومِنْ ثَمَّ فلابد من أن تكون له ثمة عادات وتقاليد متوارثة وثمة وسيلة أو وسائل تعبير عن أحاسيس الفرح والحزن الناتجة عن ممارسات يومية حياتية ملونة بلون الدين و البيئة . ويُعرّف الاستاذ بشير خلف التراث  (هو ما ينتقل من عادات وتقاليد وعلوم وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى جيل، وهو يشمل كل الفنون ، والمأثورات الشعبية من شعر، وغناء وموسيقى، ومعتقدات شعبية، وقصص وحكايات، وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج، والمناسبات المختلفة، وما تتضمّنه من طرق موروثة في الأداء، والأشكال من ألوان الرقص، والألعاب، والمهارات ). ولأنَّ الزمن فيه السكون نسبيا والحركة فيه مستمرة فثمة ما يندثر وآخر يبقى ولكنه يتغير وبالضرورة يحمل جينات جوهرية للظاهرة الأولى ، لكنه يتكيف للراهن من الزمن. ووفقاً للدكتور عبد الحميد بورايو ( التراث الشعبي، ويسميه غيرنا فولكلوراً، أو مأثوراً شعبياً ونقصد به: مجموع الرموز، وأشكال التعبير الفنية، والجمالية، والمعتقدات، والتصوّرات، والقيم، والمعايير، والتقنيات المتوارثة، والأعراف، والتقاليد، والأنماط السلوكية التي تتوارثها الأجيال، ويستمرّ وجودها في المجتمع بحكم تكيّفها مع الأوضاع الجديدة، واستمرار وظائفها القديمة، أو إسناد وظائف جديدة لها.) تلفتت الشعوب اليوم الى تراثها باحثة في سبل إحيائه والحفاظ عليه متخوفة من تسرب الهوية المميزة لها من بين يديها ، ومن بين تلك الشعوب نجد الشعوب العربية قد أولت اهتماما للمسألة هذه حفاظاً على الذاكرة الممثلة للهوية  بحسب رأي الاستاذ بشير خلف  (ولأن تراكم الخبرات يُكوّن الحضارة، وتراكم المعلومات يُكوّن الذاكرة، فهذه الذاكرة هي التي تمكّننا من فهْم العالم بأن تربط بين خبراتنا الراهنة، ومعارفنا السابقة عن العالم، وكيف يتحرّك ؛ ففقدان التراث الثقافي يعني فقدان الذاكرة).عند تحليل  الحكايا الشعبية أو الشعر أو الموسيقى  وكل ماهو نتاج فني او حتى الطقوس والمناسبات الاجتماعية والدينية، تتضح لنا قيم اجتماعية وأخرى جمالية لايمكن تجاهلها ، قد نرفض بعضها الآن بحكم حراك الحياة ولكنها تظل قيماً تميز هذا الشعب عن غيره وقد تكون نقاط التقاء او تقاطع  بين الشعوب المختلفة.  يقول الأستاذ بشير خلف (إنّ التراث في كلّ المجتمعات يمثّل الذاكرة الحيّة للفرد والجماعة، ومِن ثَمَّ يمثل هوية يتعرّف بها الناس على شعب من الشعوب ؛ كما أن التراث بقيمه الثقافية، والاجتماعية، يكون مصدراً تربوياً وقيْمياً وعلمياً وفنياً وثقافياً واجتماعياً،) .rnوسائل وأساليب الحفاظ على التراثقد تتداخل المهام التربوية  مابين المؤسسات الاجتماعية فالأسرة من جانب والمدرسة من جانب آخر ومؤسسات حكومية وغير حكومية تُعنى بالثقافة عموماً وبالتراث خصوصاً، ولكن يبقى سؤال يطرح نفسه، مَن يحافظ على التراث؟ وكيف؟ وهل هناك أساليب مُتعارف عليها وأخرى أفرزها التطور العلمي والتكنولوجي ؟من بين الاسالي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram