اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > الكثير منها يستخدم كمخازن..خشبات المسارح المدرسية تتحول الى صفوف

الكثير منها يستخدم كمخازن..خشبات المسارح المدرسية تتحول الى صفوف

نشر في: 31 أكتوبر, 2010: 05:14 م

وائل نعمةفي قاعة كبيرة تنفس فيها الطلاب الصعداء، بعد أن كانوا محشورين في داخل صف صغير يقترب الجالس في بدايته من خشبة السبورة،والطبشور يخنق كل رغبة في اكمال الدرس.  الأجواء غير المريحة دفعت الإدارة إلى نقل عدد من الطلاب إلى قاعة كبيرة،كانت مغلقة منذ وقت طويل ولم تستغل في اي نشاط يخص المدرسة.
الصف الجديد كان مسرحا في يوم ما، وشهدت على خشبته العديد من المسرحيات العالمية التي لعب ادوارها طلاب عاشقون للمسرح، لكن تزايد الطلاب ووصول اعدادهم في الصف الواحد الى ستين طالبا في اقل تقدير، وادخال مدرسة واثنتين في حضن واحد شكل حاجة ملحة الى ايجاد بدائل سريعة تستوعب اعدادهم المتزايدة،ولم يكن امام إدارة المدرسة غير إهدار دم الفن،والقضاء بشكل نهائي على مسارح المدرسة، ولم تكن قاعة المسرح  هي البديل الوحيد بل كانت المراسم المتواضعة ايضا هدفاً لتحويلها الى شيء آخر مفيد حسب رأي القائمين على بعض المدارس، بعد ان تراجع دورها في تسعينيات القرن الماضي وتحول درس الفنية الى حصة شكلية، قد يغفو فيها الطالب او يترك للخروج الى الساحة للعب، واصبح مدرس ومعلم هذه المادة اقل الاشخاص تواجداً في المدرسة. rnأهمية المسرح المدرسيويشير الفنان سامي عبدالحميد في حديثه مع "المدى" إلى إن المسرح المدرسي كان قائما على قدم وسائق في ستينيات القرن الماضي،وكانت مديرية النشاط المدرسي اللاصفي مسؤولة عن الأنشطة الفنية في المدارس بمراحلها كافة،وكانت ترعى وتقيم مهرجانات سنوية للمدارس،على قاعة الرباط وفي مبنى وزارة التربية،وفي احيان كثيرة كانت تنتقل المسرحيات والنشاطات الفنية والثقافية إلى المحافظات.ويستذكر عبدالحميد دور حقي الشبلي في إدارة المسرحيات المدرسية في خمسينيات القرن المنصرم،حيث كان يكلف عدداً من طلاب معهد الفنون المسرحية في الإشراف على هذه النشاطات ويتولى البعض منهم اخراج المسرحيات،وكانوا من ابرز المسرحيين بعد ذلك،امثال فوزية الشندي وفوزية عارف وغيرهم الكثير.ويؤكد عبدالحميد اهمية دور المسرح المدرسي في تربية الذوق الفني وتثقيف الطلاب من خلال تجسيدهم لأدوار مهمة وفيها ابعاد انسانية وادبية في روايات عالمية، التي غالبا ماكانت تركز عليها المسرحيات المدرسية. ويعتقد عبدالحميد إن المسرح المدرسي غير موجود الان، وهناك بعض النشاطات الضعيفة جدا والنادرة،والاسباب تتعلق بالظروف التي تمر بها البلاد،والجهات المسؤولة عن المدارس تتذرع بحجة عدم وجود الوقت،كما ولجأت الكثير منها الى الجوانب العلمية وألغت النشاطات الفنية والثقافية.ويشير إلى إن في نهاية الثمانينيات كانت قد حاولت بعض الجهات وضع فن الالقاء والالقاء المسرحي ضمن المنهاج التربوي في المدارس، ولكن لاسباب كثيرة منعت هذا التوجه واصبح المسرح المدرسي في تراجع عاماً بعد عام.ويشدد عبدالحميد على ضرورة إعادة النظر بالمسرح المدرسي لما يمثله من اهمية في تربية الانسان،وتنمية وعي الطفل والطالب، وعدم الإكتفاء بتلقينه الدروس العلمية، وتنمية روح التعاون من خلال العمل الجماعي لفريق المسرح.rnالعودة مستحيلة!فيما يؤكد الممثل قاسم الملاك في اتصال مع "المدى"ان المسرح المدرسي قبل ثلاثين عاماً كان افضل بكثير من وضعه الحالي،ومديرية الفنون الجميلة التابعة لوزارة التربية،ومديرها حقي الشبلي، كانو مهتمين بشكل كبير بهذه الانشطة،وكل المدارس كانت تضم مسارح في داخلها،وهي مجبرة في كل موسم أن تقدم عملا فنيا.ويشير إلى إن المدرسة المتوسطة وقبل عقود كانت تقدم مسرحيات شكسبير ومولير،وتعرض على خشبات مسارحها ارقى الروايات العالمية،بينما الآن تحولت إلى اناشيد واعلام ترفع، واطفال يدورون ويصفقون ويعتبر هذا نشاطاً فنياً.وينوه إلى إن المسرح والنشاطات المدرسية تحولت الى خطابات وشعارات!وحتى المسارح في المدارس تحولت الى مخازن وصفوف،فكانت المدرسة الشرقية واعدادية الاعظمية تضم اكبر المسارح في مدارس العراق التي الآن اختفى دورها، كما تحولت قاعات المسارح في الكاظمية التي كانت تسمى"قاعة الحرية " الى فضائيات ورفع من عليها لقب المسرح!ويوضح الملاك ان " سامي عبدالحميد وجعفر السعدي" وغيرهم من الفنانين الكبار  كانوا يهتمون بشكل واسع بالمسرح المدرسي،وكنا في معهد الفنون الجميلة نذهب برفقة اساتذتنا للاشراف على المسرحيات في المدارس،وكانت النشاطات الفنية والثقافية في المدارس تقيّم وتعطى الجوائز الى المدرسة والطلاب الفائزين،فكانت المدارس ومديريات التربية تتنافس فيما بينها للحصول على المراكز المتقدمة.كما يشير "الملاك" إلى إن استاذ الموسيقى والتربية الفنية في المدارس الان اصبح من الكماليات،ومعظم المدارس الغت حصة الفنية والنشيد ووضعت بدلا منها دروساً علمية، وحتى المدرسة التي تعاني نقصا في استاذ التربية الفنية فانها لاتطلب من مديرية التربية رفدها بمدرس،لانها تعرف ان هذا النشاط لم يعد مهما.ويعتقد الملاك ان القائمين على الثقافة وعلى الدولة غير مهتمين بالانشطة الثقافية بشكل عام،وغير متذوقين للفن،والدليل ماحدث في مهرجان بابل الاخير.ولتلك الاسباب مجتمعة،لانية للملاك او لغيره في محاولة اعادة تجربة المسرح المدرسي واعا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram