 بغداد/ نورا خالد تصوير / حازم خالد  وجوه العراقيين حاضرة في كل لوحة من لوحات  الفنان منصور البكري، وهو حين يطل من خلال لوحاته  يرى بغداد تخرج من الذاكرة وتسبقه إلى شوارع الغربة. وهو  فنان اخلص لفنه ومهنته فلم يتركها الى مهنة أخرى، ومن أجل ذلك فعل الكثير. بدايته في الاحتراف الفني تعود إلى عام 1970
حين اكتشف الفنان طالب مكي موهبة الفتى ذي الأربعة عشر عاما وهو يزور مجلة الأطفال "مجلتي" الحديثة الصدور آنذاك وأخذه من يده إلى رئيس التحرير طالبا تعيينه براتب شهري ليكون ضمن فريق عمل المجلة، وكان جلهم من كبار فناني العراق التشكيليين المعروفين.منصور البكري الذي يحل في بغداد حاملا وجوهه، رجل مهنته الفن، الفن البصري بشكل عام، وفنون الكرتون والكاريكاتير على وجه الخصوص. يتخذ البكري العراقي الجنسية والهوى من برلين، التي يقيم فيها، ويعمل منذ أكثر من ثلاثة عقود ليعود محملاً بالذكريات والأحلام والأوهام والأمكنة والقصص،عاد يحمل لنا صوراً وتجارب وتقنيات ورسوماً لوجوه وأسماء وهو يؤرخ لأشكال وأشياء من صميم الحياة قبل ان يضعها في سياقات غريبة وغير مألوفة، عندما نتأمل عالمه عن قرب نجده أقرب إلى التعبير منه إلى الواقع برغم إن الوجوه في الغالب معروفة من حيث التوصيف والتسمية إلا انه يحاول تصوير شيء آخر.. الذات الإنسانية العميقة والرغبات والنزوات والمشاعر، كل هذه التوصيفات  نقلها الفنان  التشكيلي منصور البكري في معرضه الذي أقامه على قاعة حوار.أستاذه الأول طالب مكي  كما وصفه لنا البكري  قال عن معرض تلميذه: لا تسعني الفرحة وإنا أتجول في المعرض  لأنني أرى تقنيات عظيمة وتطوراً كبيراً  لدى  تلميذي الفنان منصور البكري وأكون أسعد عندما أرى هؤلاء الفنانين يعودون الى العراق لعرض إعمالهم لانه أصبح ساحة خالية وهناك ركود في هذا المجال، وجميل ان يعودوا الى العراق ليقدموا إعمالهم الجميلة وليعود التألق الى الفن التشكيلي من جديد  الى العراق.زميله  الفنان شداد عبد القهار قال: من المعروف ان الفنان منصور البكري له باع طويل في فن الكاريكاتير، ومعرضه الحالي يحمل سمة جديدة كونه ليس فقط كاريكاتيرياً بل مزج بين الطابع التعبيري والكاريكاتير وفيه ميزات فنية مهمة، وبالنسبة لي استمتعت بالنظر الى هذا الأسلوب الجديد.اما الفنان التشكيلي حسن النصار فقال:   فنان يمتلك حساسية فريدة من نوعها ويمتلك أيضاً قائمة علاقات مع الوسط الفني في العراق وخارجه تكاد تشبه الجذور، وإعمال الفنان المعروضة هي انعكاس او تجسيد لهذه الشبكة من الجذور التي تربط الفنانين والمثقفين العراقيين مع بعضهم البعض وهناك عنصر مشترك يجمعهم هو الموروث والمشتركات الاجتماعية.منصور البكري في هذه الإعمال يركز على كل شخصية من هذه الشخصيات ويحاول ان يبرز من ملامح وجهه بطريقة التعبير الكارتوني أهم الملامح التي تعكس تعبيراً معيناً  وهي بمثابة مرآة في داخل ذلك الشخص.الفنان منصور البكري تحدث لأخيرة المدى عن معرضه قائلاً:- يضم معرضي 27 لوحة بألوان الأكرليك والمائية لشخصيات  عالمية وعراقية أكثرهم من السينما والموسيقى والتشكيليين وألادباء والمسرحيين،فأنا  ارسم الشخصيات المعروفة من النجوم الذين أحبهم حتى وان لم ألتق معهم. وأضاف: هذا أول معرض لي أقيمه في بغداد بعد ثلاثين عاماً من الغربة، الا أني قمت بالعديد من المعارض في ألمانيا والتي يتعدى عددها أكثر من 47 معرضاً شخصياً و150 معرضاً مشتركاً.جئت الى بغداد التي اشتقت اليها كثيرا  بدعوة من وزارة الثقافة لحضور مؤتمر الطفل الدولي في دار ثقافة الأطفال وهي الفعالية الثالثة لي في ظرف عشرة أيام، وعن الغربة وتأثيرها على فنه قال:  تأثرت إعمالي كثيراً بالغربة خاصة بعد دراستي في ألمانيا والإطلاع على التقنيات الحديثة هناك،ولم انس بلدي العراق رغم السنوات التي عشتها خارجه فقمت بالعديد من المعارض التعبيرية لنقل معاناة الشعب العراقي خاصة في فترة الحصار منذ عام 1991 وعرضتها في برلين والجزائر ووهران.