بغداد/ المدىاعلن التحالف الوطني والتحالف الكردستاني في بيان مشترك عن رفضهما لدعوة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، مؤكدين التزامهما بمبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني للالتقاء في اربيل. وكان ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز دعا المسؤولين العراقيين الى اجراء محادثات في الرياض ترعاها الجامعة العربية بعد عطلة عيد الاضحى.
وقال بيان مشترك عن التحالفين قرأه القيادي في ائتلاف دولة القانون حسن السنيد في مؤتمر صحفي بعد منتصف الليلة قبل الماضية "ان القيادات السياسية في العراق تلقت المبادرة بهدف تشكيل الحكومة بروح الاعتزاز والحرص من المملكة العربية على الأوضاع في العراق وإننا نعبر عن تقديرنا بهذا الاهتمام السعودي بالأوضاع في العراق". واشار البيان الى ان قادة العراق يواصلون اجتماعاتهم الخاصة بحسب مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني للوصول الى حكومة الشراكة الوطنية، مبينا ان نتائج الاقتراع افرزت عدة قوائم وهناك تحالفات بسبب تقارب برامج هذه الائتلافات وتقترب هذه الكتل من الانسجام لتشكيل الحكومة. واعرب التحالفان عن الثقة بأن ممثلي الشعب قادرون على التوصل لاتفاق حول حكومة الشراكة الوطنية، موضحين: ان المحكمة الاتحادية حددت سقفا زمنيا ونسعى بكل جدية للاستجابة له وانهاء الجلسة المفتوحة باقرب وقت وتسمية الرئاسات الثلاث من اجل ان تعبر الحكومة المقبلة عن تطلعات الشعب العراق وتجاوز الوضع الحالي.على صعيد اخر، قال القيادي في ائتلاف دولة القانون المنضوي في التحالف الوطني علي العلاق لوكالة كردستان للأنباء إن"دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله للكتل السياسية بالحضور إلى الرياض للتباحث وحل الخلاف على تشكيل الحكومة جاءت متأخرة".وأضاف العلاق أن"التحالف الوطني يولي اهتمامه إلى مبادرة إقليم كردستان مسعود بارزاني التي لها الأولوية، خصوصا أن هناك اتفاقا بين الكتل السياسية بشأنها وبدأوا شوطا مهما في المفاوضات لبحثها ومنها اللجان التحضيرية التي تعمل لمناقشة المحاور الرئيسية تمهيدا لعقد اللقاء المرتقب لقادتها في اربيل قريبا".وأضاف العلاق أن"تلبية دعوة العاهل السعودي ستؤخر تشكيل الحكومة"، مستدركاً كلامه بالقول إن"تحالفه يثمن دعوة الملك السعودي وحرصه على توفيق الآراء بين الكتل السياسية وعدم تأخير تشكيل الحكومة، إلا أن التحالف الوطني يقدم مبادرة بارزاني على أي دعوة خارجية".يشار الى القائمة العراقية رحبت بالمبادرة السعودية وأكدت أنها مستعدة لحضور الاجتماعات.وقالت الدملوجي ان الدعوة يجب ان تشمل إيران وسوريا.ولكن النائبة عن الكتلة ذاتها عالية نصيف انتقدت المقترح السعودي إذ قالت:"كان على المملكة العربية السعودية القيام بدور لدعم الشعب العراقي قبل وقت طويل. ان هذه المبادرة جاءت متأخرة جدا، خصوصا وان المفاوضات جارية على قدم وساق في بغداد."وقررت المحكمة الاتحادية العراقية يوم 24 تشرين الأول الجاري، إلغاء قرار الرئيس المؤقت لمجلس النواب الأكبر سنا فؤاد معصوم، بجعل جلسة مجلس النواب مفتوحة إلى جانب إلزامه باستئناف جلسات المجلس خلال الأسبوعين المقبلين.على صعيد اخر، قال عدنان السراج عضو ائتلاف دولة القانون لهيئة الاذاعة البريطانية: إن الدعوة للقاء يقام خارج العراق تعتبر بمثابة تشويش واثارة مشيرا إلى أن العراقيين اقتربوا من حل الأزمة.من جانبه، قال سامي العسكري النائب عن دولة القانون ان"هذه المبادرة ليست مبادرة ايجابية. فليس للسعودية دور في العراق لانها لم تتوخ الحياد في السنوات الماضية. لقد كان للسعوديين دائما موقف سلبي ازاء المالكي وقائمة دولة القانون".ومضى العسكري للقول في تصريحات نقلتها عنه وكالة الانباء الفرنسية:"لو كانت هذه المبادرة قد جاءت من دولة اخرى، كالاردن او سوريا او حتى تركيا، لكانت حظوظها بالقبول افضل بكثير".كما وصف محمود عثمان عن أئتلاف الكتل الكردستانية توقيت الدعوة بانه خاطئ وانه يعيد خلط الأوراق ويعقد الامور.وقال عثمان: ان الدعوة السعودية تتعارض مع مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي دعا الى طاولة مستديرة تجمع مختلف الأطراف في اربيل.وقال عثمان ان الجامعة العربية نفسها كانت تؤيد مبادرة بارزاني معتبرا ان المبادرة السعودية ستشجع كتلة العراقية على عدم التجاوب مع مبادرة بارزاني.على صعيد متصل، عد المحلل السياسي احمد الابيض المبادرة السعودية تمهيداً لتدخل دولي او اممي في حال فشل العراقيون بحل يرضي جميع الاطراف بشأن تشكيل الحكومة.واضاف "اعتقد ان المبادرة قد تكون هي تمهيداً لتدخل دولي في حال فشل العراقيون في اجتماعات ومباحثات تشكيل الحكومة"، منوها الى ان القضية لن تتعلق بالحكومة فقط وانما يجب ان يكون هناك بحث مدروس على طاولة المصلحة الوطنية.وحذر الابيض قائلا:العراق اصبح امام مفترق طرق اما ان ينهض الى الامام او ينتكس.