بابل_بشار عليويضمن برنامجه الثقافي الإسبوعي ليوم الخميس الماضي وفي أمسية ثقافية قدمها الشاعر رياض الغريب , ضيف اتحاد أُدباء بابل الشاعر والناقد ( مالك مسلماوي ) في دراسة نقدية عن نتاج الشاعر الكُردي " فريدون بنجويني " حملت عنوان ( تحولات لغة الزئبق ..
قراءة في ديوان " أشجار الجهة العُليا " لفريدون بنجويني ) . وقبل التعرض لما جاء في هذهِ الدراسة القيمة التي تفتح الباب واسعاً أمام المهتمين بالأدب الكُردي , نجد أننا بحاجة لتسليط الضوء على ما بدر من رئيس اتحاد ادباء بابل بعد المحاضرة من سلوكيات خارجة عن السياقات والأطر التي ينبغي على من يتصدى لقيادة الإتحاد التحلي بها بعيداً عن " شخصنة " الإتحاد التي دأب على تكريسها للأسف , وما كانت ردة فعلهِ المتشجنة تجاه التعقيبات النقدية التي تلت المحاضرة , سوى محاولة يائسة في هذا النحو . تماهى الناقد مسلماوي مع المجموعة الشعرية لـ" بنجويني " عبر تأكيده أن هذه المجموعة تنفتح بنص مُبلل بالحزن المقصود المعبر عنه بالبكاء , ولكن أي بكاء . انه الطاقة التي تدفعنا الى الحركة والغناء والرقص كما في نصه " رجلٌ من رصاص "كي أجعل من تهوراتي غناء لا بد أن أبكي على إيقاع رقصة ( الدبكة )كي أتمكن من البكاء لا بُد أن أُبلل كاملاًفي صميم الأماسيتحت هُطول الغروبعلى هذا الإيقاع المُحرك للأحاسيس والمشاعر والأفكار دفعة واحدة يتناغم الوجود بسكونه وحركته بجموده وحيويته بهمجيته وإنسانيته , أمام أسئلة الإنسان ووعيهِ المُشاكس . ثُم يتتابع النص مشحوناً بالإنفعال والرؤية المُضطربة . وتابع مسلماوي قراءتهِ من خلال التأكيد على أن نص بنجويني يخلخل القيم والنواميس الجائرة ويفك الإشتباك مع التأريخ والنُظم والآيدولوجيا وماخلفتهُ من صراعات مازالت تنز بالدماء إزاء تعري الذات الخارجة من براءتها لتقف بالضد مرة , والإنفصال مرة عن المظاهر الإجتماعية والوجودية الراسخة ووجد الناقد مالك مسلماوي أن نص " قصة الخليقة " فيهِ الكثير من الإغراق السريالي وعبثية عاكسة للتعايش مع الواقع المُهلهل , فيفترض الذات مُعادلاً تملى عليه من وحي إرادتها المغدورة وتأريخاً مشوه , وحيثُ تفرغ اللعبة من طاقتها تهرب الى العلامة واللغز وإسترجاع الأحلام لمواصلة البث وتبرير فرضية الحوار مع الآخر/ العالم وخلص مسلماوي الى أن مجموعة ( أشجار الجهة العُليا ) للشاعر الكُردي فريدون بنجويني قد وضعت القارئ أمام تجربة شعرية حقيقية , غنية بالوعي ومُرتكزة على لُغة أليفة تستوعب النظرة الجمالية للأشياء , جميع نصوصها مكتوبة أصلاً باللغة الكُردية وقد نقلها الشاعر بنفسه الى العربية وقد نجح في هذا . وفي نهاية المحاضرة جرت عدة تعقيبات ساهم فيها كل من الشاعر ناهض الخياط ورئيس الإتحاد جبار الكواز والناقد بشار عليوي والناقد رشيد هارون .
أدباء بابل يحتفون بالشاعر الكُردي فريدون بنجويني
نشر في: 1 نوفمبر, 2010: 05:22 م