يرى الجنرال لو ياتشجو الذي يشغل منصب الموجه السياسي في أهم مؤسسات التعليم العسكري الصينية - جامعة الدفاع التي يتبوأ خريجوها المناصب القيادية العليا في الجيش الصيني - وهو رئيس خلية الحزب الشيوعي الحاكم بهذه الجامعة، أنه من الضروري أن تساند الصين اليابان في مسعاها "لاسترداد أربع جزر من روسيا" حتى تتوسع اليابان شمالا ولا تفكر في مخاصمة الصين.
ولا يستبعد الجنرال لو ياتشجو، وهو خبير إستراتيجي صيني معروف، إمكانية بدء الصراع بين اليابان الطامحة للسيطرة على منطقة سيبيريا الروسية وبين روسيا في المستقبل غير البعيد، ويتوقع أن يتسبب هذا الصراع في إضعاف روسيا إلى درجة لن ترى معها بدا من الانسحاب من آسيا.ويزعم الجنرال لو أن الصين خضعت لضغط روسي شديد خلال ما يقرب من 150 عاما حتى زوال الاتحاد السوفيتي عندما تقلصت مساحة الدولة الروسية. ويجد الجنرال الصيني الروس قادرين على استرداد قدراتهم على النمو والنهوض وبالتالي فإنه يرى ضرورة أن تمنع الصين روسيا من تقوية النفس إلى درجة تستطيع معها تهديد الصين. هذا من جهة. ومن جهة أخرى يرى الجنرال الصيني أنه من الضروري ألا تدع الصين روسيا تضعف إلى درجة لا ترى معها مفرا من الاستناد إلى الولايات المتحدة الأمريكية.أما بالنسبة لجيران الصين في وسط آسيا فإن الجنرال لو ياتشجو يرى ضرورة مساندة باكستان لأن الهند لن تستطيع مواجهة دولتين - الصين وباكستان - في آن واحد.ونالت آراء الجنرال لو ياتشجو المزيد من الاهتمام بعد تعيينه في منصب رفيع. إلا أن مواقفه تلقى معارضة الكثيرين من الصينيين الذين لا تعجبهم اتجاهاته الأمريكية والغربية ولديهم مشاعر عدائية تجاه اليابان التي ارتكبت الكثير من الجرائم حينما حاربت الصين في الفترة 1937 - 1945.وفي روسيا يرى خبراء أنه من الضروري أن تولي الحكومة الروسية تنمية منطقة سيبيريا المزيد من الاهتمام وخاصة وأن المناطق الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ تُنقل إلى صدارة الاهتمامات الدولية. ولا يستبعد الجنرال محمود غارييف، رئيس أكاديمية العلوم العسكرية الروسية، إمكانية أن تستوجب تطورات الوضع في آسيا إيجاد عاصمة جديدة لروسيا في منطقة الأورال الواقعة على الحدود بين أوروبا وآسيا.لماذا استسلم الروس لليابانين ؟لقد أدى الخلاف الناجم عن امتياز روسيا في غابات كوريا واحتلالها لمنشوريا الى تفاقم حاد في العلاقات الروسية اليابانية ، وبالرغم من ضعف المواقف الروسية في الشرق الاقصى لم يتنازل نيقولاي الثاني عن حقوقه ، مما حمل اليابان على البدء بالحرب على روسيا.وقد تسبب هجوم الاسطول الياباني قبل إعلان الحرب رسميا على الاسطول الروسي الراسي في ميناء بور أرثور في ليلة 9 شباط عام 1904، تسبب في تعطيل أهم السفن الحربية الروسية وساعد على انزال القوات اليابانية في كوريا ومنشوريا بدون ان تلقى مقاومة.وبدأ اليابانيون بمحاصرة بور أرثور في مطلع شهر آب عام 1904 مستفيدين من عدم حسم القيادة الروسية. فأجبر في 2 كانون الثاني عام 1905 حامية القلعة على الاستسلام. وتم تدمير ما تبقى من الاسطول الروسي في بور أرثور من قبل اليابانيين، او ان طاقمها قام بنفسه بتفجير السفن.وفي شباط عام 1905 اجبرت اليابان الجيش الروسى على الانسحاب بعد انهزامه في معركة موكدن وتدمير الاسطول الروسي الذي تم نقله الى الشرق الاقصى من بحر البلطيك خلال معركة تسوسيما في 14-15 آيار عام 1905. وجعل كل ذلك بالاضافة الى قيام ثورة عام 1905 في روسيا جعل نيقولاي الثاني يوافق على البدء في مباحثات السلام مع اليابان.وانتهت الحرب بعقد معاهدة السلام في مدينة بورسموث 23 آب عام 1905 ، وبموجب شروط السلام تنازلت روسيا عن حقوقها بالقسم الجنوبي من جزيرة ساخالين وحقها باستئجار شبه جزيرة لياو تونج والسكة الحديد في منشوريا الجنوبية.
جنرال صيني يتخيل حربا بين اليابان وروسيا!

نشر في: 2 نوفمبر, 2010: 05:49 م