الناصرية / حسين العامل دعا المشاركون في اللقاء الأول للنزاهة والشفافية بالحد من ظاهرة الدعم السياسي للمفسدين وتفعيل دور الصحافة الاستقصائية في مكافحة الفساد وذلك عبر تمكينها من الوصول إلى المعلومات والبيانات المطلوبة .
وأوصى المشاركون في اللقاء الذي نظمته مؤسسة الحبوبي لطلبة وشباب العراق مؤخرا وحضره ممثلون عن مجلس محافظة ذي قار وعدد من المسؤولين المحليين ونخبة من الأكاديميين والمواطنين. بتفعيل دور مجلس محافظة ذي قار ( التشريعي والرقابي )  في مجال مكافحة الفساد الإداري والمالي في المحافظة ودعم هيئة النزاهة وتمكينها من الكشف عن المفسدين والإعلان عبر وسائل الإعلام عن الأحكام الجزائية الصادرة بحق المدانين بقضايا الفساد وذلك لردع الجهات المتورطة بدعم المفسدين والحيلولة من دون تورط المزيد من الموظفين الحكوميين.كما دعا المشاركون في اللقاء الذي عقد على قاعة رجال الأعمال في الناصرية وحضرته المدى بدعم وتفعيل دور مكاتب المفتش العام من خلال تبادل المعلومات مع الجهات الرقابية العاملة في المحافظة مشددين في الوقت ذاته على أهمية تشكيل لجان لمتابعة عمل الدوائر من قبل مجلس المحافظة وهيئة النزاهة ومكاتب المفتش العام في الوزارات ومنظمات المجتمع المدني والإعلام وذلك لرصد حالات الفساد واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين به .وكان رئيس لجنة النزاهة ومكافحة الفساد في مجلس محافظة ذي قار علي عطية شجر قد كشف خلال كلمة ألقاها خلال اللقاء المذكور عن المزيد من حالات الفساد في عدد من الدوائر العاملة بالمحافظة من بينها دوائر الكهرباء والتجارة والتربية والبلديات والتسجيل العقاري والصحة وشبكة الحماية الاجتماعية فضلا عن حزمة من الشركات المتلكئة في تنفيذ المشاريع الحكومية التي أكد إدراجها ضمن القائمة السوداء المعتمدة في تقييم الشركات العاملة في المحافظة.كما حذر المشاركون في اللقاء الأول للنزاهة والشفافية من استشراء ظاهرة التدخلات السياسية التي تحمي المفسدين وتؤمن الحاضنة الملائمة للفساد مشيرين إلى إمكانية تمادي المفسد في فساده في حال شعوره بأنه مسند سياسيا مؤكدين في ذات الوقت على أهمية  تفعيل دور الصحافة الاستقصائية وتمكينها من الوصول للمعلومة عبر سن قانون للشفافية يتيح الكشف عن البيانات الرسمية المطلوبة للكشف عن حالات الفساد والحد منها .كما شدد المشاركون في اللقاء الذي تواصل على مدى أربع ساعات على أهمية نشر القيم الأخلاقية وثقافة النزاهة وتفعيل الواعز الديني في ردع المفسدين منوهين إلى ضرورة تفعيل دور المواطن في الكشف عن حالات الفساد الإداري والمالي من خلال تطبيق قانون حماية المبلغ عن الفساد . كما حذروا من التهديدات العشائرية التي يتعرض لها العاملون في المؤسسات والدوائر المعنية بمحاربة الفساد ودعوا إلى إلزام شيوخ العشائر بعدم الدفاع عن المفسدين من أفراد العشيرة.وكانت هيئة النزاهة العامة قد صنفت محافظة ذي قار وعبر استبيان أعدته خلال شهر أيلول الماضي من بين المدن العراقية الأكثر تعاطيا للرشوة  خلال الشهر المذكور فقد أشار الاستبيان الذي نشر مؤخرا إلى أن " محافظات بابل   (13.04%) والنجف (12.49%) وذي قار(9.09%) هي أكثر المحافظات تعاطياً للرشوة خلال شهر أيلول 2010 " . غير إن مثل هذا التصنيف لا يلقى القبول من بعض المسؤولين المحليين الذين يعدونه تصنيفا مبالغا فيه ويهدف إلى التسقيط السياسي .