TOP

جريدة المدى > سينما > بعد كثرة التدخلات..هل تتخلى إدارات المدارس عن واجبها التربوي؟

بعد كثرة التدخلات..هل تتخلى إدارات المدارس عن واجبها التربوي؟

نشر في: 3 نوفمبر, 2010: 04:54 م

البصرة/ باسم حسينالفوضى النسبية التي مرت بها البلاد بعد سقوط النظام ، أخذت في السنوات الأخيرة بالانتشار في بعض أوساط المجتمع العراقي !،  ويبدو إن هذه الفوضى لن تتوقف عند حدود معينة، مادام الفهم والتطبيق السيّئ لمعنى ومفهوم الديمقراطية ينتجان في النهاية هذه الفوضى ، والتي تكون بمجملها  خارج حدود القانون والعرف والتقاليد،
 كما أنها لا تقتصر على النشاط اليومي للأفراد أوالجماعات بل على ما يصدر منهم أيضاً من كلام غير مسؤول تحت ذريعة الديمقراطية ! ، لذلك  ترتكب الأخطاء ويتجاوز البعض على حقوق الآخرين تحت ذريعة الديمقراطية . ، فعندما يسأل سائق سيارة أجرة عن سبب عدم التزامه بإشارة المرور سرعان ما يجيب على ذلك التساؤل بكلمة واحدة فقط : ( بكيفي )، وعندما تطلب من مجموعة شباب تستقل سيارة الـ (كيا) خفض صوت النقال التي تتوزع نغماته مابين  مايعرف بـ (المولود الديني) تارة وأغاني الخشابة تارة أخرى، يأتيك الجواب نفسه (بكيفنه .. حريتنه ، والماعاجبه خل ينزل) !وعندما يوبخ استاذ أحد طلابه الذي بالغ كثيراً في وضع مساحيق التجميل على وجهه ، أولبس ما يحلو له من الإكسسوارات أو حتى في طريقة كلامه أومشيه يأتي الطالب في اليوم التالي ومعه ولي أمره، وقد اشتاط  الأب غضباً من ذلك الأستاذ الذي (جرح) مشاعر ابنه أمام زملائه، ليتبجح ذلك الأب المهمل في تربية ابنه ليقول لذلك الأستاذ عبارة لاتقل سخفاً عن سابقاتها : ( ابنه شاب وبكيفه)، هذه المفردات السمجة تشير إلى وجود خلل في  فهم الديمقراطية الصحيحة لا الفوضوية المؤطرة بمزاج وكيفيات الأشخاص أو الجماعات، وبما إن القطاع التربوي يعتبر من القطاعات المهمة في المجتمع سنتحدث عن التقاطع الحاصل بين الدور التربوي للمدرسة، مع الأعراف العشائرية .، الكل يعلم إن إداراة المدارس سحبت نفسها من المسائل التربوية والأخلاقية المتعلقة بسلوك وأخلاق الطالب داخل المدرسة متحاشية ردود الفعل السلبية التي غالباً ما تحصل وتؤدي في النهاية الى التدخل العشائري والذي يعرف بـ (الكوامة)، فبعد أن كان المدرس يحاسب الطالب على شعره الطويل وأظفار يديه وعلى حضوره اليومي للمدرسة وعلى تصرفات الطالب داخل الصف والمدرسة، نجد المدرس أو المدير يتحاشى الصدام مع الطلبة، لدرجة مكنت الطلبة السيئين من التطاول على الهيئة التدريسية وعلى حرمة المدرسة، ولم يعد يسمع الطالب المسيء تنبيه أو توبيخ الهيئة التدريسية حتى وإن أساء الأدب، لأنهم يعدون ذلك من الحريات  الشخصية،  وكأن الحرية الشخصية هي عبارة عن ميوعة وانحلال واعتداء على الآخرين ! ، يقول أبوحيدر العكيلي : يجدر بأولياء الأمور التعاون مع إدارات المدارس حول ظاهرة السلوكيات  المنحرفة  التي أخذت تنتشر داخل المدارس ويضيف: أعتقد إنه من الأفضل أن نشد على يد الأستاذ أو المعلم الذي يغذي أولادنا بالأخلاق الفاضلة الى جانب العلم لأن المحاضرة العلمية وحدها لاتكفي في تربية جيل واع  قادر على بناء وطنه،  دعوة أبو حيدر قد تصطدم بتوجهات آباء آخرين ربما يكون لهم موقف مغاير أو تعليق يختلف عما أشار إليه، والسبب وقوع كثير من الآباء تحت تأثير ضغط زوجاتهم حسب رأي سلمان حميد  ( طالب جامعي) حيث يقول:أكثر الانحراف الاخلاقي وسوء أخلاق الأبناء يعود الى تغاضي ومداراة الامهات لتصرفات اولادهن بنين كانوا أم بنات وهذا ما يشجع الكثير منهم للتطاول على اساتذتهم ، نقيب المعلمين في البصرة (جواد كاظم المريوش) كان له رأي  بالموضوع حيث يقول: سلوكيات الطلبة مختلفة ومتناقضة وكلها بسبب إفرازات الأوامر الوزارية والسلوك الاجتماعي،  ويضيف: الطالب عدائي دائماً منذ لحظة دخوله  بوابة المدرسة وبوابات الصفوف والرحلات والسبورة والمرافق الأخرى، وانتهاءً بالاعتداء على المدرسين والإدارة داخل حرم المدرسة وخارجها، وما زاد الحال سوءًا ان الأوامر الوزارية تنهى وبشدة عن ممارسة أي وسيلة لتأديب هؤلاء الطلبة، وحتى قرارات لجنة الانضباط غالباً ما تكون غير فاعلة نتيجة تدخلات جانبية من الأحزاب والشخصيات المؤثرة في المحافظة ، وإن هذه السلوكية ناجمة عن تحريض أو إهمال أو إيحاء من أولياء الأمور !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القوانين الجدلية على جدول أعمال البرلمان يوم غد الثلاثاء

هل أخطأ البرلمان بعدم حل نفسه مبكراً؟

العمود الثامن: لجنة المرأة تحارب النساء

62 حالة انتحار في ديالى خلال 2024 بسبب "الربا"

أزمة جفاف الأهوار.. الأمم المتحدة تؤكد دعمها و«الموارد» تتحدث عن برامج لاستدامة تدفق المياه

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram