كتب / رعد العراقيشكل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم لجاناً متعددة من اجل الكشف على ملاعب الأندية المشاركة في الدوري العراقي للموسمالمقبل 2010 2011-.. وتأتي هذه الخطوة حسب ما أعلن عنها من اجل الوقوف على جاهزية تلك الملاعب لاحتضان المباريات وضمان امتلاكها للشروط المطلوبة قبل انطلاق الدوري.
خطوة تحمل في ظاهرها الكثير من الأهمية ، وفي خفاياها الفشل والصبغة الروتينية التي اعتدنا عليها قبل انطلاق أي دوري عراقي ، أما لماذا فان للقصة شجوناً سنتحدث عنها من العقل إلى العقل! إن اللجان المذكورة ستنتهي من أعمالها قبل انطلاق الدوري بنحو( 20 ) يوما وخلال هذه الفترة لابد ان تخرج إلى جميع الملاعب التي ضمن مسؤوليتها الجغرافية وتقوم بالفحص بشكل دقيق سواء من ناحية امتلاكها أرضية مناسبة أو مرافق خدمية أو احتياطات أمنية وغيرها من الأمور الضرورية.. ثم تكتب تقريرها وترفعه إلى الاتحاد..وعلى ضوء ما يرد بالتقارير فان الاتحاد سوف يتخذ قراره بإمكانية احتضان تلك الملاعب للمباريات من عدمه! في البداية نحن نقرر شكل الدوري ونثبت الأندية المشاركة ونحدد تاريخ انطلاقه بعد تهيئة جداول المباريات والملاعب المقررة،ثم نرسل لجاناً لتفحص الملاعب أليس تلك مفارقة غريبة،ماذا لو قررت تلك اللجان عدم صلاحية كل الملاعب أو اغلبها لاحتضان المباريات؟ هل سنوقف الدوري أو نؤجله إلى حين تجهيز تلك الملاعب من جديد؟ لماذا لم يتم إلزام الأندية لصيانة ملاعبها منذ فترة طويلة وإجراء الفحص الدوري عليها بشكل مستمر سواء كانت ضمن الدوري الممتاز أو الدرجة الأولى! إذاً، العملية تكاد تكون عبارة عن إسقاط فرض واجب وذر الرماد في العيون..ولو يوفر الاتحاد مصاريف تلك اللجان فهو أفضل من إضاعة الوقت والجهد غير المبرر..أن جميع المتابعين يمكن أن يقدموا تقريرهم عن صلاحية تلك الملاعب بشكل دقيق من دون اللجوء إلى لجان خاصة..والملاعب التي تتوفر فيها الشروط المطلوبة هي معروفة بالاسم ولا تحتاج إلى خبراء للفحص،لأنها الوحيدة الصالحة لدينا منذ سنين طوال وهي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة! إذاً .. لو إن الاتحاد العراقي كان قد أجرى دراسة شاملة لنقاط الإخفاق التي حصلت في الدوري السابق لتوصل إلى حقيقة المعضلات ولكان قد وضع جميع الأندية أمام خيار تطوير ملاعبها ضمن الشروط المطلوبة وبفترة زمنية كافية أو تتحمل نتائج إبعادها عن دوري الموسم الحالي ولأصبح عدد فرق الدوري الحالي لا يتجاوز نصف ماهو مقرر الآن!! ولا اعتقد أن هناك من سيخرج وينتقد هذا الإجراء إذا ما توصل لقناعة بأن المحافظة على اللاعبين والجماهير والخروج بمباريات على مستوى عالٍ ونقل صورة مشرفة عن الكرة العراقية واكتشاف المواهب هي غاية يسعى لها الجميع، ومن دون توفر ملاعب على قدر كبير من الصلاحية لا يمكن أن نحقق تلك الغايات...أما القبول بالواقع والتحجج بضعف الإمكانات المادية للأندية التي أصبحت ذريعة تختفي وراءها حقيقة الإهمال واللامبالاة في تطوير البنى التحتية للأندية ولو بصورة تدريجية من خلال إجراء موازنة بينها وبين العقود الكبيرة لاستقطاب اللاعبين وبخلافه فأن بقاء الحال على ماهو عليه فتلك عملية تدمير مستمر لقواعد الكرة العراقية ومجازفة غير مضمونة لما سيتكرر من أحداث شغب في ملاعب لا تمثل أدنى مقومات السيطرة على الأحداث الأمنية! وان نادياً لا يملك ملعبا خاصاً به ولائقاً من كل الجوانب لا يستحق أن يُطلق عليه نادياً! إن على الاتحاد العراقي لكرة القدم مسؤولية كبيرة تتمثل في التأثير غير المباشر على الجهات الداعمة للأندية من اجل دفعها باتجاه إعمار الملاعب والمرافق الخدمية للأندية وإصداره قرارات ملزمة للموسم 2011-2012 منذ الآن تتضمن تطبيق شروط اشتراك الأندية في دوري النخبة أو الممتاز ومن ضمنها توفر الملاعب المناسبة وفق القياسات المتعارف عليها وبخلافه يجري إبعاد النادي إلى الدرجة الأولى مهما كان ثقله على الساحة، وان يتم توثيق ذالك بحضور جميع ممثلي الأندية .. وهنا تقوم لجان فحص الملاعب بدورها بالمتابعة ورفع التقارير بنسب التنفيذ من اجل أن تكون الصورة واضحة في أي قرار يصدر من الاتحاد و في الوقت نفسه تكون الجماهير الرياضية على اطلاع كامل بما يجري وتؤشر بدقة الجهة التي تتحمل نتائج إبعاد الأندية غير الملتزمة.نقول: نحن لا نستبق ما ستتوصل إليه تلك اللجان،لكن الواقع هو من يفرض رؤيتنا المنطقية ، فأما القبول بما هو موجود من ملاعب على وضعيتها السيئة أو التوصية برفض إجراء مباريات عليها ( وهذا مستبعد لأنه سيؤدي إلى تأجيل الدوري لإعداد الملاعب الكبيرة غير الصالحة)...وهناك من هو مقبول من ناحية الأرضية وهناك من هو غير جاهز أمنياً..وبين هذا وذاك فان القرار سيكون روتينياً كما هو الحال في السنوات السابقة، التوجيه بإدامة وتحسين الملاعب والمواف
لجان فحص الملاعب.. بين حقيقة القرار والواقع المرير!

نشر في: 3 نوفمبر, 2010: 05:56 م









