بقلم / زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي.
( المدى الرياضي) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها، حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.تستعرض زاوية (نجوم في الذاكرة) مهاجم فريق الشرطة والمنتخبات العراقية السابق فيصل عزيز الذي لعب زهاء (40) مباراة دولية،إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياته: لم تكن بداية اللاعب فيصل عزيز مختلفة عن بقية أبناء جيله الذي انطلق في مطلع سبعينيات القرن الماضي وكانت هذه الانطلاقة تتم عن طريقين الأول يمثل الفرق الشعبية، بينما الطريق الثاني كان يعتمد على فرق المدارس والتربيات وكان للفرق الشعبية في مدينة الصدر الفضل الأول في بروز موهبة هذا اللاعب، حيث لعب في البداية مع فريق شعبي اسمه «الطالب» ومن خلال هذا الفريق بدأت ثقته بنفسه تزداد ثم أراد أن يعزز هذه الثقة مع فريق آخر فأنضم إلى فريق الغزل والنسيج في مطلع سبعينيات القرن الماضي وكانت خطوته موفقة، لأنها أسهمت في إيصاله إلى فريق مهم جداً لاحقاً، حيث أصبح فيصل عزيز في عام 1975 أحد لاعبي فريق شرطة النجدة الذي كان من الفرق المهمة في ذلك الوقت ومنه انضم عام 1977 إلى فريق الشرطة الذي كان قد مثل الانطلاقة الحقيقية له في الملاعب المحلية و ثم من صفوفه كانت انطلاقته نحو الملاعب العربية والآسيوية. حيث تمكن فيصل عزيز خلال مدة وجيزة أن يصبح لاعباً أساسياً في خط هجوم فريق الشرطة الذي كان يضم مجموعة جيدة من المهاجمين المعروفين يقف في مقدمتهم الهداف الكبير علي حسين محمود. وفي موسم 79 ـ 1980 بدأ فيصل عزيز يفرض نفسه بقوة أكبر خصوصاً بعد أن أسهم في فوز فريق الشرطة بلقب بطولة الدوري لذلك الموسم وهي المرة الأولى في تاريخه التي يحصل فيها على هذا اللقب المهم جداً، وفي الموسم نفسه كان المنتخب الاولمبي يستعد لتصفيات دورة موسكو الاولمبية التي أقيمت في بغداد عام 1980 وكان خط هجوم منتخبنا الاولمبي قد تعرض إلى ما يشبه «الصدمة» بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها النجم الكبير فلاح حسن في مباراة الزوراء والميناء والتي أدت إلى ابتعاده عن الملاعب لمدة سبعة أشهر وبعد ذلك تعرض زميله النجم والهداف الكبير علي كاظم إلى إصابة مماثلة في إحدى مباريات الدوري، ما جعل منتخبنا الاولمبي يدخل هذه التصفيات وهو يفتقد إلى اثنين من أبرز أعمدته الهجومية، فما كان من مدرب المنتخب في وقتها شيخ المدربين الراحل عمو بابا إلا الاستعانة بمجموعة من المهاجمين الشباب لعله يجد فيهم من يسد الفراغ الكبير الذي تركه النجمان فلاح حسن وعلي كاظم، حيث وقع اختيار بابا على خمسة أسماء جديدة وهي نزار أشرف، فيصل عزيز، محمود حسين، مهدي جاسم و عدنان كاظم وأثناء المباريات التجريبية التي سبقت انطلاق التصفيات الاولمبية في بغداد بدأ فيصل عزيز يؤكد حضوره القوي مع المنتخب الاولمبي، إلا أن مشكلة حصلت بين الاتحاد العراقي لكرة القدم آنذاك وبين المدرب عمو بابا أدت في النهاية إلى إبعاد بابا والاستعانة بالمدرب واثق ناجي الذي فضّل عدم ما اسماه بـ»المجازفة» مع الوجوه الجديدة باستثناء نزار أشرف ومهدي جاسم، ما جعل فيصل عزيز يفقد الفرصة في التواجد مع التشكيلة الرسمية المشاركة في تصفيات أولمبياد موسكو.وبرغم إبعاد فيصل عزيز عن المنتخب الاولمبي إلا أنه لم ييأس وبقي متألقاً مع فريقه الشرطة وبات أحد أبرز اللاعبين الهدافين الذين يتنافسون على لقب هداف الدوري في ذلك الموسم.وفي عام 1981 اختاره المدرب اليوغسلافي «فويا» إلى تشكيلة المنتخب الوطني الذي شارك في تصفيات كأس العالم في الرياض عام 1981 وفي هذه التصفيات سنحت له الفرصة بالمشاركة في بعض المباريات، حيث بدأت ثقته تزداد بنفسه مباراة بعد أخرى، إلا أن خروج منتخبنا من تلك التصفيات سحب الكثير من الأضواء عن اللاعبين الشباب الذين برزوا مع المنتخب وفي المقدمة منهم المرحوم ناطق هاشم وفيصل عزيز وكريم هادي.تأكيد الجدارةفي عام 1981 أيضاً وبعد ثلاث مشاركات فاشلة للمنتخب العراقي قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم الاستعانة مرة أخرى بالمدرب القديم- الجديد عمو بابا، حيث كان أقرب استحقاق ينتظر عمو بابا ومنتخبه الجديد هو المشاركة في بطولة مرديكا الدولية الـ»25» في ماليزيا، وبما أن عمو بابا كان يعرف جيداً قدرات اللاعب فيصل عزيز وما يمتلكه من مواصفات جسمانية مميزة، لذلك قرر الاستعانة به مع مجموعة من اللاعبين الآخرين الجدد كان أبرزهم كريم محمد علاوي وعلي حسين شهاب وكريم هادي.وقبل المشاركة في هذه البطولة أصدر الاتحاد العراقي لكرة القدم قراراً بإيقاف اللاعب والهداف الكبير حسين
فيصل عزيز.. تألق بارز وسط «سطوة» مهاجمين كبار

نشر في: 3 نوفمبر, 2010: 05:59 م









