متابعة/ المدىاعادت الأحداث التي شهدتها بغداد على الأخص منذ يوم الأحد الماضي الملف الأمني الى الواجهة ورفعت حرارة الجدل المحتدم بشأن العلاقة بين التردي الملحوظ على جبهة الأمن واستمرار الأزمة السياسية.
ونبه الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا الى أن التفجيرات الأخيرة اراقت دماء الابرياء مستهدفة العملية السياسية والوحدة الوطنية ايضا، فيما أقر الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري بوجود خرق أمني، مؤكداً تصميم الحكومة على محاسبة المقصرين.وشهدت بغداد مساء الثلاثاء الماضي سلسلة من التفجيرات اوقعت عشرات الشهداء والجرحى في مناطق متفرقة منها. ونُفذت موجة التفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة استهدفت اماكن عامة مثل المقاهي والمطاعم.وترددت اصوات الانفجارت في انحاء العاصمة طاغية على نواقيس القداس الذي أُقيم قبل ساعات لتشييع ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة يوم الأحد.وكان 52 من المواطنين المسيحيين ومن افراد الشرطة قُتلوا في الهجوم على كنيسة"سيدة النجاة".واستمر سفك دماء الابرياء بتفجيرات مساء الثلاثاء التي اسفرت عن استشهاد العشرات واصابة نحو 360 آخرين، كما أكد وزير الصحة صالح الحسناوي.وبعد رحيل القوات القتالية الأميركية عن العراق بحلول نهاية آب اعلنت الولايات المتحدة ان مرحلة جديدة بدأت في العلاقة مع الحكومة العراقية تتسم بتطوير التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية.وسيتركز عمل العسكريين الاميركيين المتبقين على تدريب القوات العراقية وبناء قدراتها وتقديم الدعم اللوجستي والاسناد الجوي.وأُطلق على هذا الدور الجديد اسم عملية"الفجر الجديد". واثارت التطورات الأمنية الأخيرة تساؤلات عن مساهمة المدربين والمستشارين الاميركيين في رفع أداء القوات العراقية. الناطق العسكري الاميركي البريغادير جنرال جيفري بيوكانن الذي استعرض محاور الدور الاميركي بعد انسحاب القوات القتالية، قائلاً:"لدينا ثلاث مهمات تنفذها القوات الاميركية في العراق بالارتباط مع عملية الفجر الجديد. مهمتنا الأولى هي تقديم المشورة الى قوى الأمن العراقية وتدريبها ومساعدتها وتجهيزها. ومهمتنا الثانية هي الاستمرار في تنفيذ عمليات مشتركة ضد الارهاب. ومهمتنا الثالثة هي حماية واسناد الموظفين الاميركيين وموظفي الأمم المتحدة المدنيين الذين يعملون في المحافظات للمساعدة على بناء القدرات المدنية العراقية". إلى ذلك افاد شهود ان جنودا اميركيين شاركوا مع القوات العراقية التي حاولت انقاذ الرهائن المحتجزين في كنيسة"سيدة النجاة".وفي هذا الشأن أوضح البريغادير جنرال بيوكانن ان الخبراء العسكريين الاميركيين يقدمون المشورة والمساعدة للقوات العراقية اثناء العمليات:"مهمتنا الرئيسية ليست تنفيذ عمليات قتالية بل عمليات تهدف الى تعزيز الاستقرار. وبذا تحوَّل الغرض الى مساعدة قوات الأمن العراقية وتجهيزها. ولكن هذا يشتمل على تقديم المشورة اثناء العمليات التي تنفذها القوات العراقية. ويصح الشيء نفسه على المساعدة. فهي تُقدَّم خلال العمليات التي تقودها القوات العراقية نفسها". المستشار في الحكومة سعد مطلبي أوضح في تصريح لاذاعة العراق الحر ان ما تقدمه القوات الاميركية من عون واسناد لوجستي هو بطلب من الجانب العراقي في اطار اتفاقية انسحاب القوات الاميركية مؤكدا التزام الاميركيين ببنود الاتفاقية، في وقت يلاحظ مراقبون ان الهجوم على كنيسة"سيدة النجاة"وتفجيرات الثلاثاء تأتي في غمرة مخاوف من تحرك الجماعات المسلحة لاستغلال الفراغ السياسي الناجم عن تأخر الكتل السياسية في الاتفاق على تشكيل الحكومة بعد نحو ثمانية اشهر على الانتخابات.جلسة طارئةوبعد يوم على أحداث"الثلاثاء الدامي"لبغداد، لم يحضر الى مجلس النواب العراقي سوى 15 نائبا لكتل سياسية مختلفة، في وقت كان من المفترض ان يكون هناك تواجد كبير لاعضاء البرلمان لمناقشة الخروقات، لكن وعلى الرغم من قلة الحضور الا أن المطالبات بعقد جلسة استثنائية لم تغب عن هؤلاء الحاضرين. وقال العضو عن التيار الصدري كاظم الصيادي لوكالة كردستان للانباء إن"غياب الحكومة العراقية وعدم تشكيل البرلمان كان من اول الاسباب التي ادت الى تسجيل الخروقات الكبيرة في العاصمة بغداد".واوضح الصيادي ان"على مجلس النواب ان يعقد جلسة طارئة لمناقشة التفجيرات التي طالت المواطنين"، مشيرا إلى ان"البرلمانيين اليوم يجب ان تكون لهم بصمة لما يعيشه العراق من وضع مأساوي".واضاف انه"يجب تنحية بعض القادة الامنيين ومحاسبة المتحدثين الذين يخرجون على الفضائيات ويدلون بتصريحاتهم الكاذبة"، مشيراً إلى ان"على البرلمان ان يتحقق من هذه الملفات بشأن القاء القبض على العصابات ويتعرف على مدى صحتها ودراستها من قبل المختصين".بدوره قال العضو عن القائمة العراقية عبد الكريم الحطاب إنه"يجب ان يكون هناك جلسة استثنائية واستدعاء القادة الأمنيين ومحاسبتهم على الخروقات الت
الملف الأمني يعود إلى الواجهة.. ونواب يطالبون بجلسة طارئة
نشر في: 4 نوفمبر, 2010: 06:53 م