TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الارتقاء بالتعليم الجامعي

الارتقاء بالتعليم الجامعي

نشر في: 5 نوفمبر, 2010: 04:46 م

إيمان محسن جاسمكيف ننظر للتعليم العالي في بلادنا العربية؟ ولماذا تأخرنا كثيرا عن العالم؟ وكيفية الارتقاء بالتعليم الجامعي نحو الأفضل؟بغية الإجابة على هذه الأسئلة علينا أن ندرك جيدا بأن  التعليم بصورة عامة والتعليم العالي بصورة خاصة  يشهد في كثير من بلدان العالم وخاصة الغربية منها خلال العقدين الأخيرين حركة إصلاح جذرية
تتمثل في إدخال مفاهيم جديدة مثل مفهوم التقويم المتعدد أو التقويم البديل ومفهوم معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي لتحقيق التميز لدى الخريج الجامعي الذي يسمح له بمواجهة التحديات التي  يفرضها القرن الواحد والعشرون. وقد جاءت هذه الإصلاحات نتيجة لتغير مفهوم التعلم من المفهوم التقليدي السلوكي الذي يتخذ فيه المتعلم موقفا سلبيا من العملية التعليمية إلى المفهوم البنائي المعرفي الحديث الذي يتخذ فيه المتعلم موقفا ايجابيا ودينامكيا في العملية التعليمية وربطها بالواقع المعيش بما يفرزه من أحداث ورؤى وابتكارات جديدة ومتواصلة، وقد استدعى هذا الإصلاح إعادة النظر في عملية التقويم التقليدية التي تكتفي باختبارات الورقة والقلم واختبارات الصح والخطأ التي لا تقيس إلا المعارف والمستويات الدنيا من التفكير. لتشمل كل مرافق المؤسسة التعليمية كتقويم تعلم الطالب، وتقويم الأداء التدريسي لعضو هيئة التدريس، والمنهاج، والمواد التعليمية، والمناخ التعليمي، والنشاطات الطلابية، والخدمات الطلابية، والمرافق والتجهيزات، والمختبرات، والمكتبة، والتنظيم داخل المؤسسة والإدارة وغيرها ، فضلا عن ربط التقويم بالواقع وبمدى قدرة الطالب واستعداده على أداء مهام فعلية في الحياة المهنية. وأصبح التقويم بهذا المفهوم عملية يتم من خلالها العمل على التحسين والتطوير المستمر لمؤسسات وبرامج التعليم العالي وربطها بالواقع و ذلك من خلال عمليتي التقييم الذاتي والتقييم الخارجي للمؤسسة وبرامجها التعليمية، وإذا كانت الدول المتقدمة تشتكي من مستوى جامعاتها وتسعى إلى تطويرها فان الجامعات العربية هي في أسوأ حال، وأحوج إلى التغيير. ففي الترتيب العالمي للجامعات عجزت الجامعات العربية عن أن تكون ضمن الخمسمائة الأولى.وقد أدى هذا الوضع بالسياسيين والأكاديميين على حد سواء إلى رفع الراية معلنين مستوى الخطر الذي بلغه مستوى التعليم في البلاد العربية من خلال تدني مستوى التدريسيين وعدم مواكبتهم التطورات العالمية في مجالات اختصاصاتهم.وهذه مؤشرات على أن الجهود التي تبذل إلى حد الآن في إصلاح التعليم العالي في البلاد العربية هي جهود دون المستوى المطلوب، وذلك لكونها تطبق دون وجود نظرة شاملة للتطوير، فضلاً عن أن المقررات والمناهج يغلب عليها الجانب النظري ، إضافة إلى قصور النظام التعليمي عن الاهتمام بالطالب من حيث ميوله ومواهبه وقدراته، وعدم فاعلية وسائل تقويم الطلبة، يضاف إلى ذلك عدم الجدية من قبل الحكومات العربية في عملية إصلاح التعليم العالي بما يتلاءم ومتطلبات سوق العمل بالدرجة الأولى.ومن هنا فإن هناك ضرورة لتبني سياسة علمية جريئة وشُجاعة لإحداث تغييرات جذرية في سياسة التعليم الجامعي لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين هذا القرن الذي يفترض أن تتغير فيه المناهج سنويا بما يتلاءم والتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الجغرافية منها، وهنالك عدد من التحولات اللازمة في قطاع التعليم منها: ضرورة تحول التعليم من الجمود إلى المرونة، ومن التجانس إلى التنوع، ومن ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والجودة، ومن ثقافة الاجترار إلى ثقافة الابتكار، ومن ثقافة التسليم إلى ثقافة التقويم، ومن السلوك الاستجابي إلى السلوك الإيجابي، ومن القفز إلى النواتج إلى المرور بالعمليات ومن الاعتماد على الآخر إلى الاعتماد على الذات ومن التعلم محدود الأمد إلى التعلم مدى الحياة، نظراً إلى أن عملية التقويم بصورة عامة وتقويم الطلاب بصورة خاصة تعد من العناصر الأساسية في الجودة الشاملة للنظام التعليمي عامة والتعليم العالي خاصة. فإن الإصلاحات التي تجري في العقود الأخيرة حول الجودة والاعتماد في التعليم العالي تركز على تقويم النواتج التعليمية.لذلك شهدت وما زالت تشهد عملية التقويم تطورات مهمة نجم عنها تغييرات جذرية في مفهوم وأساليب وأغراض ووظائف وخصائص التقويم أدت إلى ظهور ما يصطلح عليه الآن بالتقويم البديل أو التقويم المتعدد أو تقويم الأداء.وضروري جدا أن نجد هذا في جامعاتنا العراقية التي ما زالت تفتقد الأطر والآليات الحديثة المواكبة للتطور خاصة، وكما أشرنا فإن أفضل خمسمائة جامعة في العالم ليس بينها جامعة عربية واحدة، رغم إن بعض الجامعات العربية تمتلك قسما من الآليات الحديثة، لكنها تفتقد الحداثة في مناهجها من جهة ومن جهة ثانية افتقارها للكوادر التدريسية التي من شأنها أن ترقى بها للأفضل خاصة إن اغلب الكوادر الناجحة أكاديميا اختارت الهجرة والعمل في جامعات أوروبا وأمريكا التي منحتها مكانتها الحقيقية والصحيحة بعيدا عن الأطر البروقراطية السائدة في الجامعات العربية  ومنها جامعاتنا العراقية.لهذا نجد بأن أعداداً كبيرة جدا من طلبة البعثات العراقية سيشعرون بالتفاوت الكبير بين جامعاتنا والجامعات العربية والعالمية التي سيدرسون فيها، وما نتمناه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram