بغداد/ عصام حاكمأولئك الذين آثروا على أنفسهم مواصلة الليل بالنهار لتطبيق آلية السير عند تقاطع الطرقات وفي الساحات والشوارع المزدحمة بالسيارات، وفي زمن انتشرت فيه الفوضى وعم الإرباك الكثير من مفاصل حياتنا اليومية، ومن دون ان يصيبهم كلل او ملل ومن دون ان يمنع عملهم حر الصيف
 أو نار الهجمات الإرهابية، اولئك هم رجال شرطة المرور، الذين أمسوا في عداد المستهدفين من قبل الجماعات الصدامية والتكفيرية التي عاثت بالارض فسادا. المفوض (رياض محمد جاسم)  يقول: اني ادرك بان العمل شيء مقدس والحرص على العمل أقدس، فان عملي في سلك المرور لم يات اعتباطا بل جاء منسجما مع ما لاحظته في احدى السفرات الى خارج العراق، كون رجل المرور يمثل صمام الامان في ذلك البلد ويساهم في دعم انسيابية السير بالنسبة للعجلات والافراد، فضلاً عن ان رجل المرور في العالم المتحضر له مكانة خاصة واحترام بين عامة الناس هذا مما يخلق حافزا اكيدا على التواصل بالعمل والتركيز على العطاء أكثر. ولكن هذه الثقافة مازالت ضعيفة في الوسط العراقي مع شديد الأسف، حيث يتعرض شرطي المرور الى المضايقات والى اساليب وممارسات مرفوضة لا تعد ولا تحصى من الرفض والتجاوز وعدم الامتثال الى تعليمات السير، و ما يستشيطني غضباً هو وجود تلك الظاهرة الخطرة المتمثلة باستهداف منتسبي المرور، وهذا ان دل على شيء إنما يدل على عبثية اولئك المتشدقين بمنهجية (الجهاد او التحرير) لاسيما إن الأفعال قد تشير الى عكس ذلك فشرطة المرور هم الاساس وهم صمام حفظ الأمن والامان للانفس والنظام.ويقول مقدم المرور مانع عبد الحسن: من المؤكد أن الدور الذي يضطلع به منتسبو شرطة المرور لا يقل شأنا عن الدور الذي يضطلع به منتسبو الحرس الوطني اليوم، اما بالنسبة للظروف التي يمر بها منتسبو شرطة المرور هذه الايام وهم يحاولون تادية واجبهم الوطني والانساني متحملين كل الظروف الجوية وكل التصرفات غير المسؤولة من قبل بعض اصحاب السيارات وخصوصا شريحة الشباب منهم، الا انهم ورغم كل تلك التحديات الجسام التي تقع على عاتقهم لتأتي من بعد ذلك هجمة من نوع اخر حيث يشمر القتلة والمجرمون عن سواعدهم ونواياهم الخبيثة في النيل من كل مفصل ودوائر المؤسسة الحكومية والامنية، الا انهم بالتاكيد لن ينالوا من صبر العراقيين وتحديهم لكل الوان الظلم والاضطهاد .عقيل هادي شريف/ موظف/ يقول: الاسباب لا تعد ولا تحصى, لما نشهده من فوضى حولت حياة المواطنين الى جحيم لا يطاق, ولعل أبرزها يكمن في الانفلات وضياع القيم لدى الكثير من مستخدمي الشارع, وعدم الشعور بالمسؤولية, وضياع الحرص على النظام,وعدم احترام الاخر, فرجل المرور يقف حائرا وهو يرى هذه الانانية وخرق النظام من الجميع، فالكل يريد ان يمر ولا أحد يشعر بأن النظام الجديد أساسه الشعور باحترام القوانين, واعطاء الاخر حقه في استخدام الطريق, وينم هذا عن عدم نضج في الحرية, فالحرية ليست في تجاوز القانون,ولا الشطارة في الاستبداد بحقوق الاخرين. وما يزيد الطين بلة مصارع رجال المرور والغريب في الامر بأن كل الداعمين لذلك المشروع الاجرامي من مؤسسات اجرامية وحكومية ممثلة ببعض دول الجوار الاقليمي وبعض الجهات الاعلامية، حيث لم يستنكروا تلك الجرائم البشعة. محطتنا الاخيرة كانت مع احد (السواق) القدامى الذي لم يرغب بذكر اسمه، حيث قال: لا استطيع ان ابرئ ذمة كل من لا يتعاطف مع منتسبي شرطة المرور وان يكون الداعم لهم والمؤازر لان الاعتداء على منتسبي المرور هو اعتداء صارخ على كل مستخدمي الطرق وانى احث المؤسسة الحكومية على ان توفر لهم كل الامكانيات المتاحة من اجل توفير جزء كبير من الية الامن والامان لمنتسبي شرطة المرور خصوصا وهم يعانون الامرين ولا يستطيعون اقامة الحدود الدنيا للقانون ولا يستطيعون في الوقت عينه التغاضي عن تلك التجاوزات، اذن هم اليوم في مأزق كبير وهم يتحملون سموم الصيف وبرد الشتاء واستخفاف ضعاف النفوس، ناهيك عن تلك الحملة البربرية التي تقودها الجماعات الإرهابية ولكن يبقى عزاؤهم الوحيد أنهم يخدمون العراق العظيم.