لعل أبرز الحوادث الجوية التي راح ضحيتها المئات من الركاب حصلت معظمها فوق المياه، فمع سقوط طائرة بوينغ 737 الأثيوبية في 25 من كانون الثاني  الماضي، تزايدت التساؤلات حول أسباب تكرر مثل هذا السيناريو المخيف فوق المياه وفي ظلام الليل الحالك، وفيما تم التعرف على أسباب البعض منها، لم يتم الكشف عن الأخرى.
خبراء الطيران يرجعون اسباب أغلب تلك الحوادث الى الجو العاصف وهو أبرز الدلائل المتاحة وعامل رئيسي في حصول مثل تلك الحوادث، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه ان  العنصر البشري له نصيب في ذلك، فحادثة سقوط كل من طائرات، طيران الخليج وأرمافيا الأرمينية وفلاش إير المصرية وآدم إير الاندونيسية، كان لأطقم تلك الطائرات الجوية من الطيارين من ناحية فقدان التركيز والإحساس بالوضعية الصحيحة والاتجاه مع فقدان السيطرة على الطائرة دور في تفاقم الأمر، ولا يستبعد تسلسل عدة عوامل مشابهة لحوادث كل من اليمنية والفرنسية (إير فرانس) وكذلك الأثيوبية أدت إلى تحطم الطائرات في البحر. ويضيفون انه كثيرا ما تتكرر حالات تلف الأدوات والمعدات التي في مقاعد الطائرة وكابينتها، مثل سقوط طاولة الأكل أو تعطل أجهزة الترفيه على متن الطائرة أو حتى عدم توافر إنارة كافية في بقية الكابينة، عدا عن سماع أصوات قرقعة وأزيز غريبة وأحيانا مثيرة للريبة، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن عمر الطائرة التي نسافر عليها، فقد بينت الإحصائيات الأخيرة أن الولايات المتحدة الأميركية وحدها تمتلك شركات طيران فيها أقدم الأساطيل الجوية في العالم، وغالبا ما يكون عمر الطائرة الافتراضي قد تم تجاوزه وتحديدا معظم الأساطيل الجوية في العالم تتراوح أعمارها ما بين 15 إلى 20 عاما .ويرى الخبراء ان هذا لا يدعو إلى الخوف بقدر ما يدعوا إلى التساؤل فيما هل يتم اتباع الصيانة الدورية في الوقت المناسب من عدمه؟ حيث قد يتجاوز عمر بدن الطائرة 20 عاما لكن محركاتها ومعداتها قد تكون حديثة الصنع أو التطوير، موضحين ان تركيبة المواد التي صنعت منها الطائرة ومكوناتها سواء الداخلية كالمقاعد والأثاث أو الخارجية، صممت كي تكون مرنة ومطاوعة كي تتحمل أقسى أنواع البيئات العملية، وبالتالي حتى أحدث الطائرات لا بد أن تحدث أزيزا وقرقعة بين الحين والآخر ، لكن الاخطر في الامر ان الأزمة المالية الحالية جعلت  كثيرا من شركات الطيران لا تولي التجهيزات الداخلية كالمقاعد وأنظمة الترفيه في الطائرة أولوية بل تركز على أمور وأجزاء أخرى أكثر حيوية وتأثيرا على سلامة الطائرة.