بغداد/ المدىوسط مشاعر حزن وغضب شديدين، احيا مسيحيو البصرة وبمشاركة جميع كنائس المحافظة بمن فيهم الكلدان والسريان الارثوذكس والارمن ومعهم رجال دين مسلمون ومندائيون وجمع غفير من اهالي المدينة قداسا جنائزيا على ارواح ضحايا الجريمة الارهابية المروعة في كنيسة سيدة النجاة في بغداد في وقت اشتكى فيه مسيحيو البصرة من تفشي البطالة بينهم ما صعب حياتهم المعيشية.
المشاركون في القداس اجمعوا ان هذه الجريمة على بشاعتها عززت روح التضامن والاخوة بين المسيحيين والمسلمين وباقي الاديان المتآخية في العراق، وقد كانت مشاعر الدعم والمساندة التي تلقاها المسيحيون في ارجاء العراق بعد الجريمة صورة رائعة من صور هذا التضامن.وقال رئيس لجنة الاقليات الدينية في مجلس البصرة سعد متي بطرس ان المسيحيين في البصرة لايشعرون بالتهديد الامني، لكن الكثير منهم يعانون البطالة وهي السبب الرئيس وراء هجرتهم في السنوات الاخيرة.واكد ان مسيحيي البصرة بانتظار وعد من العام الماضي بتعيين 60 مواطنا مسيحيا في مؤسسات حكومية ولم يعين منهم سوى ستة اشخاص فقط وجرى تعيينهم في مديرية بلدية البصرة. فيما اكد محافظ البصرة شلتاغ عبود ان فرص العمل التي نعد بها ونأمل توفرها قريبا سوف تتاح للبَصريين بالتساوي من دون تفضيل طائفة على اخرى مبشرا بأن شركات النفط العالمية التي فازت بعقود التراخيص النفطية لم تباشر لحد الان بأعمالها وعندما تعمل فأن ذلك سيعني توفير الاف فرص العمل لابناء البصرة ومنهم المسيحيون.واضاف متي ان القوات الامنية في البصرة وفي اعقاب حادثة كنيسة سيدة النجاة ببغداد كثفت من اجراءاتها الامنية قرب الاديرة والكنائس في المدينة، في وقت اكد فيه شلتاغ ان القوات الامنية في المحافظة وضعت خطة لحماية الكنائس لضمان عدم تعرضها لاعتداءات على حد قوله.ونقلت وكالة (اكانيوز) عن الناطق الاعلامي باسم كنائس البصرة عدنان صبيح قوله: ان العوائل المسيحية بصورة عامة في المحافظة متخوفة من الاحداث الاخيرة التي ضربت كنيسة سيدة النجاة في بغداد وانها بدأت بالتخطيط للهجرة خارج العراق حفاظا على ارواحهم.ومن الجدير بالذكر ان الاف الاسر المسيحية كانت تسكن البصرة لكن معظمها هاجر الى خارج العراق خلال العقد الاخير من القرن الماضي بسبب تدهور الوضع الاقتصادي ومن ثم الاحداث التي اعقبت اسقاط النظام السابق، ويقدر عدد المسيحيين في المدينة بـ560 اسرة منها 120 من طائفة الارمن والاخرى من الكلدان والسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والآشوريين والبروتستانت واللاتين، فيما لم تعد طائفة الادفنتست (السبتية) من الطوائف المسجلة في دائرة الوقف المسيحي بسبب هجرة جميع ابنائها.ويلاحظ من يزور البصرة ان لكل طائفة مسيحية في المحافظة مقبرة وكنيسة خاصة بها ومن بينها كنيسة الادفنتست التي مازالت تحتفظ بطرازها المعماري على الرغم من هجرة جميع ابناء الطائفة.